إجراء عقابي… انعدام الواقع الخدمي لأحياء حلب الشرقية والجنوبية


زياد عدوان: المصدر لايزال الواقع الخدمي منعدماً في أحياء حلب الشرقية بالرغم من مرور أكثر من نصف عام على سيطرة النظام وميليشياته على تلك الأحياء، والتي تعاني من انعدام لكامل الخدمات من ترحيل للقمامة وإزالة الأتربة وأنقاض البيوت المهدمة جراء قصف طيران ومدفعية النظام. وبالرغم من وجود مدنيين في تلك الأحياء إلا أن الواقع الخدمي ضعيف جداً وغير مقنع للعديد من سكان الأحياء الشرقية لمدينة حلب. وبسبب التقصير المتعمد من قبل ورشات البلدية والتي غابت عن تلك الأحياء، اعتمد السكان على العمل الذاتي والطوعي للقيام بأعمال عمال البلدية، من تنظيف للشوارع والأماكن القريبة من مساكنهم، حيث أن مكبات القمامة لم تعد موجودة كما كانت سابقا ومع تأخر ترحيل القمامة و النفايات من تلك الأحياء يتخوف الأهالي من انتشار الأمراض الجلدية وخصوصا حبة اللشمانيا المعروف باسم “حبة حلب”، وبالرغم من تقديم الشكاوي للبلدية بسبب إهمال تلك الأحياء وعدم الاهتمام بها خدمية لجأ الأهالي مؤخراً للقيام بأعمال التنظيف الصباحي وجمع القمامة وترحيلها إلى خارج الحي. ومازالت العديد من أحياء حلب الشرقية تعاني من انقطاع لمياه الشرب النظيفة، حيث يعتمد الأهالي على مياه الآبار والتي تكون فيها نسبة التلوث كبيرة وغير نقية. وتحدث العديد من المدنيين في أحياء حلب الشرقية عن إهمال الجانب الخدمي وإغفاله من قبل مسؤولي البلدية والذين يتبعون بمعظمهم للأفرع الأمنية أو تم تعينهم عن طريق الواسطات، حيث أن الشكاوي المقدمة قوبلت جميعها بعدم الرد والاكتفاء بالوعود والتي هي مجرد كلام يقال. وقال “عمر عبد الرحمن” وهو أحد سكان حي الحيدرية لـ “المصدر” إن عدم تقديم الخدمات لتلك الأحياء ما هو إلا “عقاب للمدنيين” مضيفاً “ولكن هنا السكان في هذه الأحياء يتخوفون من انتشار الأمراض الجلدية وغيرها، وقد قمنا بتنظيف الأزقة والشوارع الفرعية وذلك بعد إهمال عمال البلدية لواجباتهم تحت الضغط النفسي بعدم تقديم الخدمات لتلك الأحياء”. وتشهد العديد من الأحياء انقطاع المياه منذ أكثر من أربعة أشهر بشكل متواصل وذلك نتيجة الأعطال في شبكات توزيع المياه، وحاول سكان حي النيرب إصلاح خط المياه وذلك عن طريق الإنفاق ودفع التكاليف من أموالهم الخاصة لعمال البلدية، بعد تقديم الأعذار وتأخرهم عن القدوم لإصلاح خط المياه.
ولم تشهد الأحياء الشرقية والجنوبية لمدينة حلب اهتماما من قبل مسؤولي النظام إلا في بداية العام من أجل تحفيز المدنيين على العودة إلى تلك الأحياء والمناطق من أجل إيهام المدنيين الفارين للعودة بعد تقديم العديد من الخدمات والمساعدات الإنسانية، ولكن بعد عودة نسبة متدنية من المدنيين تراجع الاهتمام بتلك المناطق والأحياء لتقتصر على أمور غالباً ما تكون هدفها مراقبة أحوال المدنيين، ولم تعد الأولويات للأحياء والمناطق التي سيطرت عليها ميليشيات النظام عقب خروج كتائب الثوار من المدينة، وذلك بعد وصول النظام إلى هدفه بعد توافد العشرات من العائلات التي عادت إلى تلك الأحياء والمناطق، والتي تطبق عليها العديد من الإجراءات العقابية المتواصلة من إهمال الجوانب الصحية والخدمية وإهمال إعادة تأهيل البنى التحتية الأساسية مثل الأفران والمستوصفات.



المصدر