(الأمن والأمان) في حضن شبيحة حلب: قتلٌ واغتصابٌ وتنكيلٌ


فريق التحرير: المصدر يعيش أهالي مدينة حلب حالة انعدام الأمان والذعر في ظل تسلم الشبيحة لمناطقهم وتسلطهم على رقاب الناس من سرقة وتعفيش للمنازل، وعمليات قتلٍ وسرقةٍ واختطافٍ وابتزازٍ. وتبرز قضية الجرائم التي يرتكبها الشبيحة في حلب بسبب تفشيها وازدياد نسبتها، بشكل فاجأ الموالون أنفسهم وجعلهم يتساءلون: “هل هؤلاء من سوف يحموننا؟!!”، معبرين عن غضبهم عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، مستنجدين بالقوات الروسية لاستلام مناطقهم وضبط الوضع فيها، وتأتي هذه المطالبات في ظل (المتنفس) الذي أتاحته الثورة السورية لأولئك للتعبير عن آرائهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي. جرائم متعددة حصلت في الآونة الأخيرة في مدينة حلب وجميعها بتوقيع الشبيحة ولجان الدفاع الوطني: *شبيح يقتل سائق سيارة (سوزوكي): أقدم أحد شبيحة حلب يوم الأحد 18/6-يونيو على قتل سائق السوزوكي (رشيد محمد أقرع) بإطلاق النار عليه في منطقة أوتوستراد الحمدانية قرب الجسر في حلب، بعد أن رفض نقله إلى وجهته. وأفاد مراسل “المصدر” في حلب أن الضحية (رشيد محمد أقرع) يبلغ من العمر 32عاماً تُرك قتيلاً مضرجاً بدمائه، بينما لاذ الجاني بالفرار بإيقاف سيارة أخرى وتهديد سائقها بالسلاح، دون أن توقفه أي جهة أمنية.  *أحد الشبيحة يرمي قنابل على عناصر قوات النظام أثناء اعتقاله: قام أحد عناصر اللجان الشعبية الشبيح (ماهر السخني) برمي قنبلتين على دورية أمنية كانت تداهم منزله لاعتقاله في حي سليمان الحلبي يوم السبت 17/6-يونيو، مما أدى إلى إصابة قائد الدورية وعنصرين برفقته، وتناقلت المصادر الموالية، أن الشبيح (السخني) من أصحاب السوابق وصادر بحقه 12 مذكرة توقيف وادعاءات شخصية بالسرقة والتشبيح واستخدام السلاح بشكل غير شرعي، كما أنه تم إلقاء القبض عليه بنفس اليوم من قبل قوات النظام.
 
جرائم بالجملة ارتكبها شبيحة النظام في حلب منذ مطلع العام الجاري: وصلت الجرائم أعلى مستوياتها في الشهر الأخير (حزيران) في مدينة حلب، وكل يوم تُرتكب جريمة جديدة بطلها الشبيح المسلح الذي يجول في شوارعها دون رادعٍ أو محاسبة، فقد اختطفت ثلاث فتيات من مناطق متفرقة في حلب خلال الأيام الماضية على أيدي الشبيحة وعناصر اللجان الشعبية، وعُثر على إحداهن في أحد المنازل المهدمة في حي سيف الدولة، وهي مقيدة الأيدي، وقد تعرضت للاغتصاب من قبل عناصر الشبيحة الذين تناوبوا على اغتصابها. كما أفاد مراسلنا “زياد عدوان” أن حلب شهدت خلال الأيام الماضية مقتل طبيبة الأسنان (تارلا فوسكيان) أثر دهسها بسيارة بلا نمرة تعود لأحد الشبيحة، وتعرضت مجموعة لاعبي نادي الاتحاد للطعن ومحاولة قتل من قبل أحد عناصر ميليشيا “اللجان الشعبية” جراء مشادة كلامية جرت فيما بينهم. واهتزت مدينة حلب لمقتل الطفل (أحمد جاوويش 12عاماً) على أيدي الشبيحة في حي الموكامبو، أُلقي القبض فيما بعد على “مرتضى عباس النجار” تولد 1985، وهو أحد عناصر الشبيحة الذين قتلوا الطفل وتم تحويله إلى القضاء. كما تعرض الإعلامي بدر جدعان مراسل تلفزيون النظام للضرب والسباب من قبل عناصر الشبيحة في حي الجميلية بحلب. في نهاية عام 2016 أعلن النظام سيطرته على مدينة حلب بشكل كامل وأنها خالية من (الإرهاب)، بعد أن قام بتهجير أهلها إلى الريف الغربي وقتل وشرد الآلاف من المدنيين ودمر معظم أحياء المدينة، وفي مقارنة خجولة بين سيطرة النظام وسيطرة المعارضة على مدينة حلب، نرى بأن مستوى الجريمة الجنائية ازداد بمعدل كبير بعد سيطرة النظام عليها دون أدنى شك، على الرغم أن حلب صنفت بأخطر مدينة بالعالم بسبب القصف الروسي وقصف النظام لأحيائها على مدى أعوام بكافة أنواع الأسلحة، ولم يشهد الحلبيين جرائم خطف للنساء واغتصاب وقتل كالتي تحدث الآن على أيدي الشبيحة. وفي حديث لـ(المصدر) مع الصحفي (زاهر الزاهر) أحد المهجرين من أحياء حلب، قال: “لم يعد للنظام ذريعة لاتهام الثوار بالجرائم التي ترتكبها شبيحته بعد سيطرته على مدينة حلب، وأصبح الفلتان الأمني واقع محتوم يعيشه أهالي حلب بسبب التجاهل الأمني لشكاوى المواطنين. وأضاف: “أنا كنت أعيش في القسم الغربي من الأحياء الشرقية لمدينة حلب أثناء فترة سيطرة الجيش الحر عليها، كانت نسبة الجرائم قليلة جداً، لكن بعد دخول داعش ازدادت جرائم السلب والخطف خصوصاً اختطاف الناشطين، وتدريجياً تضاءلت هذه الظاهرة مع نهاية عام 2015، لكن الجرائم في مناطق النظام كانت مستمرة وبازدياد ولم تتوقف على الإطلاق. واختتم حديثه: ” أثمرت جرائم الشبيحة بداية عام 2017 بعد تهجير أهالي حلب، فباتوا ينهبون بيوت الأحياء الشرقية ويسرقون محتوياتها ويختطفون النساء”. *انحلال أخلاقي ولفت مراسل “المصدر” إلى أن ما تشهده مدينة حلب بعد سيطرة ميليشيات النظام والشبيحة من انحلال أخلاقي وتصرفات منافية للحشمة والأخلاق، جعل سكان المدينة يستغربون وبشدة انتشار هذه الظاهرة الدخيلة التي غزت حلب بعد سيطرة ميليشيات النظام والشبيحة عليها. وبالرغم من ازدحام الشوارع وبعض الحدائق وانتشار تلك الظاهرة، فقد أصبحت تلك التصرفات اعتيادية، وذلك بسبب أن عناصر الشبيحة والنظام يفضلون صحبة الفتيات والتسكع بدلاً من الزواج الذي أصبح مكلفاً حتى بالنسبة لهم. وقال بعض الحلبيين لمراسلنا إن ظاهرة الانحلال سرت بعد أن أصبحت نسبة الذكور المدنيين لا تتجاوز 20 في المئة مقارنة بالنسبة الكبيرة والعدد الهائل للإناث في مدينة حلب، نتيجة هروب آلاف الشبان وتجنيد الآلاف منهم.  
عندما يتفوق الشبيح على أستاذه (النظام) وفي محاولة النظام لامتصاص غضب المدنيين، أصدر أمين فرع حزب البعث “فاضل نجار” في مدينة حلب، عدة قرارات تمثلت بمنع حمل السلاح وارتداء اللباس العسكري في مدينة حلب لغير المكلفين، كما نقلت مصادر الإعلام، أن بشار الأسد أرسل اللواء “ديب زيتون” إلى المدينة لضبط التجاوزات والانتهاكات التي يقوم بها “الشبيحة”، لكن هذه الحلول باءت بالفشل لأن الشبيحة تفوقوا على النظام وفرضوا سطوتهم على أهالي المدينة بالسلطة (المشروعة) التي أعطاها النظام سابقاً لشبيحته. لم يخرج الشبيحة من العدم، فالنظام صنعهم واستعان بالميلشيات الأجنبية للدفاع عنه، وأعطى حرية التصرف والسلطة الكاملة لشبيحته الذين ارتكبوا المجازر بحق المدنيين، وقتلوا آلاف المتظاهرين السلميين منذ بدء الثورة، حتى لم يعد للنظام قدرة في السيطرة عليهم، وهكذا تغيب (هيبة الدولة) في حلب ولا يغيب (الإرهاب). ]