الكلور سلاح النظام لتعجيل الحسم في جوبر


جيرون

استهدفت قوات النظام السوري، مساء أمس الخميس، حيَّ جوبر شرق العاصمة السورية دمشق، بغاز الكلور السام، وذلك بعد 3 أيام على بدء هجوم، وُصف بالأعنف على الحي، دون إحراز أي تقدم في اختراق تحصينات المعارضة المسلحة.

وقال وائل علوان الناطق الإعلامي باسم (فيلق الرحمن)، لـ (جيرون): “استهدف النظام مواقع مقاتلينا بقذائف محملة بغاز الكلور السام في نقطتين، إحداها شمال شرق الحي عند محور طيبة، والثانية جنوبًا، على محور وادي عين ترما؛ ما أدى إلى إصابة 9 عناصر مرابطين على هذه النقاط دون شهداء”.

واستبعد علوان أن يلجأ النظام -على الأقل في هذه الآونة- إلى استخدام السلاح الكيماوي، لاعتبارات عديدة، من بينها “قرب الحي من قلب العاصمة دمشق، بما يعني أنها ستتأثر حكمًا، وهو ما لا يريده النظام”، إلا أن ذلك لا يعني أنه لن يستخدم هذا السلاح بالمطلق، في حال استمر عجز قواته في اقتحام الحي، واعتقدَ أن الأيام القادمة ستحمل مزيدًا من استخدام الغازات السامة لتغطية العجز”.

وأوضح علوان أن “الفيلق اتخذ الاحتياطات اللازمة لمثل هذه الاحتمالات من توزيع الأقنعة الواقية على نقاط التماس، لتقليل الأضرار قدر المستطاع، ووفق الإمكانات المتاحة”، مشيرًا إلى أن “استخدام النظام لغاز الكلور السام، بعد ثلاثة أيام على المواجهات، دليلٌ على فشله وعدم قدرته على إحراز أي إنجاز بالوسائل العسكرية التقليدية”.

تتواصل الاشتباكات، لليوم الرابع على التوالي، بين فيلق الرحمن المسيطر على جوبر وقوات النظام وميليشياتها المساندة على أكثر من محور، فيما شن فجر اليوم مقاتلو الأول هجومًا معاكسًا، وكبدوا النظام خسائر في العتاد والأرواح.

في هذا السياق، قال علوان: “استطاع مقاتلو فيلق الرحمن، صباح اليوم الجمعة، السيطرةَ على عدة مواقع متقدمة في محور عين ترما، عبر هجوم معاكس ومباغت، وأثخنوا في القوات المهاجمة، بلغت خسائر النظام وميليشياته، خلال الأيام الماضية، نحو 60 قتيلًا وعشرات الجرحى، بالإضافة إلى تدمير 3 دبابات وجرافة عسكرية”.

من جانب آخر، اعتبر الناشط أحمد الدومي أن استخدام غاز الكلور، في وقت مبكر من المعارك المتواصلة على حي جوبر، مؤشر على رغبة النظام بحسم المعركة سريعًا، مشددًا في حديثة لـ (جيرون) على أن “ذلك يحمل مؤشرات خطيرة، ويعزز المخاوف من تكرار استخدام الأسلحة الكيماوية على نطاق أوسع، أمام صمت المجتمع الدولي؛ ما يعني تكرار المذابح بحق المدنيين العزل، كما حصل في آب/ أغسطس 2013 في الغوطة الشرقية، وفي مطلع نيسان/ أبريل الماضي في خان شيخون بريف إدلب”.

وأضاف أن “الطيران الحربي للنظام ردّ بغارات جوية، استهدفت المناطقَ السكنية في كل من بلدات (حزة وعين ترما) وحي جوبر، وبلغ عدد الغارات، منذ صباح اليوم، نحو 15 غارة؛ أسفرت عن مقتل خمسة مدنيين على الأقل، بينهم طفلان وامرأتان، وعدة جرحى، وذلك تزامنًا مع عشرات قذائف المدفعية وصواريخ أرض-أرض التي تنهال على المنطقة”.

في المقابل ما زال الخلاف بين فصائل المعارضة المسلحة داخل الغوطة الشرقية يحول دون تشكيل غرفة عمليات مشتركة لإدارة المعارك الجارية، تشكل وفق ناشطي المناطقة تهديدًا وجوديًا لآخر معاقل الثورة في دمشق ومحيطها، في حال استُثني جنوب دمشق “صاحب المصير المحسوم”، وفق تعبيرهم.

المعطيات السابقة جعلت كل فصيل يدافع عن مناطقه، بشكل منفصل عن الآخر، أمام الهجوم الشرس للنظام وميليشياته على المنطقة، وعلى الرغم من البيانات الصادرة مؤخرًا من هذا الفصيل أو ذاك، إلا أن الواقع على الأرص يؤكد عدم وجود أي ثقة لعودة التنسيق بين الفصائل المتنازعة.

هنا قال علوان: “لا نريد شيئًا من (جيش الإسلام) سوى أن يكف يده عن الثوار والفصائل، وألا يلجأ إلى طعنهم من الخلف. عن أي مؤازرات يتحدث (جيش الإسلام) وهو يشارك في خنق وحصار القطاع الأوسط للغوطة الشرقية، ويحشد على تخوم بلداته، لانتهاز فرصة، وشنّ هجوم جديد على مواقع فيلق الرحمن والفصائل الأخرى”.

يشار إلى أن (جيش الإسلام) يخوض مواجهات على جبهات شمال وشمال شرق الغوطة الشرقية ضد قوات النظام وميليشياتها التي تحاول اقتحام المنطقة وتضييق الخناق على المعارضة، وأكد ناشطون أن مقاتلي الجيش تصدوا أمس لهجوم جديد شنته الأخيرة على محاور بلدة النشابية.




المصدر