تقرير صحيفة موالية: السياحة في (اللاذقية) أغلى خمس مرات من (أوروبا)


غيث علي: المصدر بات التفكير بقضاء يومٍ واحدٍ على شواطئ اللاذقية يؤرّق السوريّ ويكلّفه أضعاف راتب موظف لدى النظام، وأصبحت السياحة حلماً صعب المنال لمتوسطي الدخل ومحدوديه، في ظل الارتفاع الجنوني في أسعار الفنادق. أرقام فلكية وأشارت صحيفة “تشرين” الموالية في تقرير مفصل عن السياحة في الساحل، إلى أن السياحة أصبحت حكراً على الأغنياء وأصحاب الدخل غير المحدود أو المفتوح… فأسعار حجوزات الغرف الفندقية بلغت أرقاماً قياسية خلال الموسم السياحي الحالي، بحيث يصعب تصديقها سواء للفنادق ذات النجوم الخمسة أو حتى النجمتين وللشاليهات البحرية. وأكد المصدر أن تكلفة الغرفة الواحدة لشخصين ليوم واحد تجاوزت ما يعادل أو يفوق راتب موظف، وتتراوح بين 40000 إلى 60000 ليرة سورية لليلة الواحدة، ففي منتجع أفاميا السياحي تتراوح أسعار الغرف المفردة بين 36000 إلى 41000 ليرة سورية، والمزدوجة بين 40000 و 45000 ليرة سورية، بينما تتراوح تكلفة الجناح بين 55000 و 60000 ليرة سورية. أما في منتجع الشاطئ الأزرق فتسجل الأسعار أرقاماً أعلى حيث يتوجب على المصطاف دفع 49400 ليرة سورية لحجز غرفة لشخصين، وتبلغ تكلفة الغرف لثلاثة أشخاص 56650 ليرة سورية للإطلالات البحرية، والجناح لثلاثة أشخاص 56650 ليرة سورية يومياً، ولأربعة أشخاص 63300 ليرة سورية. وبالنسبة لمنتجع لاميرا (المرديان) سابقاً تتراوح أسعار الغرف من 34800 إلى 39400 في الطوابق العليا، أما العادية فتبلغ 29800 والجناح البحري بين 47000 و63000 ليرة سورية، أما الدوبليكس الرملي الأرضي فيكلف 65000 ليرة، والعلوي 55000 ليرة سورية، والحديث أيضاً عن ليلة واحدة، كما يضاف إلى الأسعار 13 في المئة ضريبة هذا، ولا تتردد هذه الفنادق بإعلانها أن الأسعار قابلة للتعديل حسب (متطلبات الموسم السياحي). كما أن الدخول إلى المسابح يسجل أرقاماً قياسية أيضاً، ففي أحد الفنادق من فئة الخمس نجوم وصلت تكلفة الدخول للشخص دون اشتراك 3000 ل.س، وأيام الجمعة 4000 ل.س، هذا فقط لمجرد الدخول من دون طلب أي خدمات أخرى، وتالياً دخول عائلة من ستة أشخاص ليوم واحد سيكلف ما يقارب نصف راتب، في حين يبلغ الاشتراك الشهري للسباحة لشخصين حوالي 90000 ليرة سورية ولأسرة مؤلفة من خمسة أشخاص 225000 ليرة سورية. وقد تكون الفنادق الأربع نجوم وما دون أرحم من سابقتها، ولكن تظل بعيداً عن متناول المواطن العادي أيضاً، وأسعارها لا ترحم ولا تتوافق مع دخله، فحسب تسعيرة وزارة السياحة الغرفة المفردة 11000 ل.س لليوم الواحد و 12500 ل.س غرفة لشخصين، والجناح يتراوح بين 14500-19500 حسب المساحة، ومن دون تقديم أي وجبة. أما الثلاث نجوم الغرفة المفردة 7500 ل.س والمزدوجة 8500 والجناح لشخص واحد 9500 ل.س ولشخصين 10500، وقد يصل إلى 14500 ل.س، أما فندق النجمتين الغرفة من 5000 حتى 8400 حسب عدد الأسرة. فندق وسط المدينة ذو نجمتين بانتظار حصوله على النجمة الثالثة تبلغ تكلفة الغرفة المفردة بـ 8500، والاستديو بـ 10500 والسويت بـ 13500، وخلال فترة العيد يصل إلى 18500 والزيادة تشمل كل الأسعار، من دون أي وجبة، وأي سرير إضافي يزيد التسعيرة 1500 ليرة. مفارقة غريبة والمفارقة الغريبة في العديد من الفنادق أنك إذا أردت الحجز خلال فترة العيد فأنت مجبر على حجز أربعة أيام العيد ككتلة واحدة، حتى لو أردت قضاء يوم أو يومين، “وهل هذه سياحة أو نوع من التطفيش”، على حد تعبير الصحيفة. الخيارات البديلة وإن قرر المصطاف الاتجاه نحو الجبال للتخلص من الرطوبة والاستمتاع بنقاء الطبيعة توجد خيارات متعددة أبرزها كسب وصلنفة والقرداحة وريف جبلة رغم قلة الفنادق إجمالاً بهذه الاتجاهات وليس لديه أي خيار أمام الأسعار اللاهبة فإما القبول أو الرجوع من حيث أتى. منتجع نسمة جبل، خمس نجوم، والمتربع وسط الجبال في ريف القرداحة أيضاً تبلغ أسعار الشاليهات لشخصين أو أربعة 51000 ليرة سورية ولستة أشخاص 63000 ليرة سورية يومياً. قد يكون المخرج إن أراد أحد أن يأخذ أولاده بنزهة نوع جديد قديم من المطاعم ذات الطابع الشعبي والتي تعتمد على تنور تخبز منتجاته النسوة. فيستطيع رب الأسرة تحمل تكاليفها وسط قعدات ريفية بسيطة ممتعة تلقى رواجاً كبيراً، حيث تبلغ سعر فطيرة الجبنة حوالي 150 ليرة والزعتر والمحمرة حوالي 100 ليرة سورية. في لبنان وأوروبا أرخص ورداً على أسعار الحجوزات في منتجعات “الخمس نجوم” الذي أعلنت عنه تلك المنتجعات على صفحاتها على “فيسبوك”، كانت آراء المواطنين أكثر حدة في التعبير، وكانت التعليقات الساخرة خير دليل على استيائهم من هذه الأسعار، حيث كتب أحدهم: “فهمنا أنو هيك منتجعات مخصصة لذوي المراتب العليا يلي ما بيدفعوا بس بيوقعوا على الفواتير.. وماشابه”، بينما علق آخر “الشهر القادم ذاهب أنا وزوجتي وأولادي إلى ماليزيا 8 أيام بمليون ليرة فقط، تشمل البولمان إلى بيروت وتذاكر الطائرة وثلاث وجبات يومياً وفندق 3 نجوم (مايعادله 5 نجوم بفنادقنا) بالإضافة إلى برامج فنية ورحلات يومية وشاليه يوم واحد على البحر.. ويقولون عن تشجيع السياحة الداخلية: أين هذه السياحة في ظل هذه الأسعار!!، فالسياحة في بلدنا فقط للأغنياء”، وأضاف آخر تعليقاً: “بيروت أرخص من اللاذقية وأوروبا أرخص خمس مرات”.



المصدر