خطف وتجنيد للقاصرات في عفرين… انتهاكات صارخة للقانون الدولي
23 يونيو، 2017
زياد عدوان: المصدر
تعمل مجموعات من ميليشيات الآسايش وميليشيا YPG التابعة للإدارة الذاتية لدى حزب الاتحاد الديمقراطي PYD في مدينة عفرين على استقطاب وخطف الفتيات القواصر واللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 17-12 سنة، من أجل تجنيدهن ضمن صفوف الميليشيات الكردية.
وتنتهج المجموعات التابعة للإدارة الذاتية سياسة الخطف وترهيب أهالي الفتيات اللواتي يرفضن الانضمام طوعا لصفوف وحدات حماية المرأة YPJ وآسايش المرأة، ويتركز عمل تلك المجموعات بناءً على مراقبات يقوم بها عناصر من مخابرات الآسايش لتجنيد الفتيات بالقوة والخطف في الكثير من الأحيان.
ويتعرض أهالي الفتيات لضغوطات من أجل إجبار بناتهم على الانضمام لصفوف الميليشيات الكردية، حيث أن عمليات الخطف والتجنيد الإجباري للفتيات القواصر بدأت منذ انتهاء المعارك في مدينة عين العرب “كوباني” وماتزال الحملة مستمرة حتى تاريخ اليوم، وقد تم تجنيد أعداد كبيرة، وخطف أعداد كبيرة من الفتيات القواصر بعد رفض أهاليهن تجنيد بناتهم طوعا ضمن صفوف ميليشيا وحدات حماية المرأة YPJ بحسب ما قاله المعارض الأكاديمي لسياسات حزب الاتحاد الديمقراطي PYD “عثمان حسين” لـ “المصدر”.
وأضاف “عثمان” بأن الحملة قوية جدا في مدينة عفرين حيث يقودها ويشرف عليها العديد من القياديين التابعين لمليشيات YPG وعلى رأسهم القيادي “جوان سيمان” وهو أحد القياديين الذين جاؤوا من جبال قنديل، فالمرحلة الأولى هي غسيل أدمغة الفتيات القواصر الصغار واللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 17-12 سنة وتصطادهم بأساليب خبيثة، وذلك نتيجة تردي الأوضاع المعيشية لبعض عائلات الفتيات، من خلال إيقاف توزيع المساعدات الإنسانية عليهم والتضييق عليهم أمنيا، ويتم نقل الفتيات القواصر بعد تعرضهن للتجنيد الإجباري والخطف إلى قاعات يتم تجميع الفتيات فيها ريثما يتم نقلهم إلى جبال قنديل شمال العراق، وبعد وصول الفتيات بمدة وجيزة تبدأ مراحل التدريب العسكري واستخدام الأسلحة والدقة على استخدام القناصة وتبقى تلك الفتيات عدة سنوات ينتقلن في جبال قنديل من أجل إتمام التدريب و صقل مهاراتهن ليصار لاحقاً زجهم في المعارك والإشراف عليها.
وتمكنت “فيدان سليمان مصطفى” البالغة من العمر 15 عام وهي من أهالي قرية كوليكو في مدينة عفرين من الهروب من أحد المعسكرات التي تسمى “شرفانين نو” والوصول إلى عائلتها التي قامت بتهريبها إلى تركيا، وطالب عناصر ميليشيا الآسايش من أهل الفتاة تسليمها وإلا فإنهم سيحرقون المنزل بمن فيه واعتقال من تبقى إذا لم يتم تسليم الفتاة، واستطاع والد الفتاة إرسال ابنته إلى خارج مدينة عفرين إلى تركيا عن طريق مهربين مقابل دفع مبلغ ألفي دولار، فيما اختطفت الميليشيات نهاية الأسبوع الماضي العديد من الفتيات القاصرات ومن بينهم “روزا حمو 13 عام” و “نسرين رشيد 14 عام” فيما لايزال مصير الفتيات مجهولا حتى اليوم بالرغم من بحث ذويهم في المخافر التابعة لآسايش الإدارة الذاتية في مدينة عفرين، فيما يبدو بأن الفتيات القواصر تم نقلهم إلى جبال قنديل شمال العراق.
وفي ظل غياب المنظمات الحقوقية ومنظمات الطفولة تستمر ميليشيا الإدارة الذاتية بخطف وتجنيد العشرات من الفتيات القواصر وإرسالهن إلى جبال قنديل، حيث تحرم الفتاة من أبسط حقوقها وهو التعليم، كما أنها تمنع منعا باتا من الزواج وذلك بسبب أنها “أعطت قرارها” للموت من أجل قضية زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان.
وبرز الدور الأكبر للمرأة في صفوف الميليشيات الكردية خلال معارك مدينة عين العرب حيث قتل وجرح العشرات من الفتيات خلال المعارك، كما تم تشييد نصب تذكاري للمرأة المقاومة في مدينة عين العرب منتصف العام الماضي ليكون شاهد على تضحيات المرأة بحسب الميليشيات الكردية.
[/sociallocker]