شهادات تكشف تورط “قسد” بعمليات قتل و”تعفيش” في الرقة


فتحت شكوى أهالي قرية اليرموك من ممارسات قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري، الباب واسعاً على حقيقة تورط هذه القوات بانتهاكات لا تزال بعيدة عن أعين الإعلام الذي يواكب معارك الرقة دون التفات إلى ما يرافقها من ممارسات بحق المدنيين.

وأكد عدد من أهالي القرية التي سيطرت عليها “قسد” في وقت سابق، عملية سرقة ونهب منازلهم، وإطلاق الرصاص وإصابة عدد منهم عقب محاولتهم العودة إلى قريتهم وتفقد منازلهم.

وظهر رجل من القرية في شريط مصور، قال إن المدعو (حمزة) وهو مسؤول مكتب العلاقات التابع لـ “قسد” اعتدى عليه بالضرب، بعد أن اشتكى من عمليات نهب طالت منازل القرية.

وأوضح الرجل المتحدث أنه أصيب بجرح برأسه، وآثار دماء تظهر على وجهه، وشدد الرجل في حديثه على أنهم أحرار وليسوا عبيد.

وأصيب طفل وامرأتان وشاب صيدلاني من القرية، برصاص ميليشيات “قسد” أطلق من حاجزهم بقرية مزرعة اليرموك، كانوا بين الأهالي ممن طالبوا بتفقد منازلهم.

وفي السياق ذاته؛ وعلى خلفية نشر التسجيل المصور عن هذه الجريمة، اعتقلت ميليشيا “ي ب ك” مختار قرية اليرموك خالد فرحان السلوم وولده و ابن أخيه الذين ظهروا جميعهم في التسجيل، واقتادتهم إلى المركز الرئيسي في قرية الكالطة.

لكن صفحة “الرقة تذبح بصمت” ذكرت لاحقاً أن “قسد” أطلقت سراح المعتقلين الذين وثقوا الانتهاكات التي ارتكبتها “قسد” في اليرموك.

 

انتهاكات

 

يتحدث الأهالي في الرقة عن انتهاكات كبيرة لقوات سوريا الديمقراطية تمثلت باستهداف الأطفال بشكل خاص، ويروي أحد الناشطين الملقب بـ “أبي مصعب”، أن “هناك خمسة أطفال يقتلون يوميا في الرقة بالمدفعية والهاون بينما تفقد المدينة أكثر من عائلة كاملة يومياً يتم انتشالها من الركام، في حين أن عدد الضحايا تجاوز الـ800 في أقل من شهر، وقد تجاوز عدد ضحايا الحملة حتى الآن الـ1200 ضحية ومازال عداد الأموت يرتفع يومياً مع ازدياد أعمال العنف في المدينة”.

ويقول “أبو عمار” أحد الأهالي المحاصرين هناك، إن “هناك استهدافاً ممنهجاً للأطفال في الرقة، فمقتل هذا العدد من الأطفال يومياً غير مبرر سوى بالتخطيط الفعلي له”.

ويترافق قتل مدنيي الرقة مع واقع إنساني صعب بعد أن قُطعت كافة الخدمات من الكهرباء والمياه والخضار عن المدينة. وحتى الخبز، انقطع عنهم، وإن توفر فبجودة سيئة جداً، مع انعدام حاجيات الأطفال الرئيسية من الحليب والأغذية.

وعلى الرغم من إطلاق نداءات إنسانية عدة من قبل هيئات وأشخاص ناشطين في المدينة، والتفاعل الواسع على منصات التواصل الاجتماعي مع ما يجري في الرقة مع الرفض الكامل لاعتبارها مدينة “داعشية” وتجاهل وجود آلاف المدنيين المحاصرين هناك، إلا أن المجتمع الدولي حتى الآن بما فيه المنظمات الدولية والإنسانية يرفض الاعتراف بوجود هذه الشريحة في المدينة.

 

لم تلقَ النداءات الإنسانية التي أطلقت لحماية المدنيين في الرقة آذاناً صاغية وبدا وكأن المجتمع الدولي يرفض الاعتراف بوجود مدنيين هناك أو كأنه يعتبر المدينة “داعشية” دون تمييز.

 

 

حصار

 

بدأ هجوم “قسد” وقوات التحالف على الرقة وريفها منذ سبعة أشهر ابتداءاً من ريف حلب وانتهاء بالطبقة، إلا أن الهجوم بدأ واسعاً في الأيام الأخيرة مستهدفاً المدينة بالذات ما جعل قوات التحالف تلجأ لاستخدام أسلحة محرمة دولياً، دون تمييز بين مدني وعنصر من تنظيم الدولة “داعش”، ما تسبب بحدوث مجازر في المدينة.

وأكد “أبو مصعب” أنه بالرغم من بقاء المدنيين في بيوتهم إلا أن طائرات التحالف وصلت إلى داخلها فصرنا ننتشل الجثث من تحت الأنقاض يومياً، ولم تعد تمر ساعة دون أن يسقط فيها مدني”.

وتعيش المدينة حالياً حصاراً من الجهات الشرقية والغربية وتتوزع الألغام التي زرعها تنظيم “داعش” حولها، ولم يعد أحد يتمكن من الخروج، ومن يحظى بفرصة الهرب باتت تتصيده قناصات “قسد” أو يلقى حتفه بلغم زرعه التنظيم.

 

لا خيارات أمام المدنيين، فإما البقاء في بيوتهم وانتظار الموت بالقصف أو محاولة الخروج لييلقى حتفه بقناصات “قسد” أو بلغم زرعه التنظيم.

 

المتبقون

 

لكن وفيما يواجه المدنيون احتمالات الموت المتعددة في الرقة، فإن مصير مقاتلي التنظيم لا يزال غير واضح، مع تواتر الحديث عن خروج بعضهم من المدينة.

يقول أبو مصعب:”حتى الآن لا يوجد تفاصيل واضحة لخروج تنظيم داعش من الرقة، فمن الملاحظ انتقال شخصيات هامة من التنظيم مع عائلاتها إلى دير الزور إلى بلدة شحيل، حتى لم يبقَ في المدينة سوى العشرات منهم بما لا يتجاوز الـ2000 عنصر، وهذا سبب الهجوم العنيف من قبل قوات التحالف والقوات الكردية ظنا منهم أن هؤلاء العناصر مختبئون بين صفوف المدنيين”.



صدى الشام