هل تشكّل “البالة” حلاً لبعض السوريين في العيد؟


رغم قرب حلول عيد الفطر إلا أن الحصول على ثياب الجديدة لن يكون متاحاً للكثير من السوريين، بعد أن ارتفعت أسعارها إلى أرقامٍ غير مسبوقة لا تتناسب مع مستوى الدخل، سواء في مناطق المعارضة أو النظام.

وفي جولة قامت بها “صدى الشام” على عدّة أسواق ومراكز بيعٍ رئيسية في مدينة إدلب وريفها، تبيّن أن أسعار الألبسة ارتفعت بشكلٍ كبير، كما هو الحال في مناطق سيطرة النظام أيضاً

وقد بلغَ سعر الطقم الولادي لطفل بعمر سنتين إلى خمس سنوات، 12 ألف ليرة سورية، في حين وصل سعر فستان العيد للفتيات (ولادي أيضاً) إلى أكثر من 19 ألف ليرة، وتراوح سعر الحذاء الولادي (للأولاد والبنات) بين 2 – 6 ألف ليرة.

أما الألبسة الرجالية فلم تكن أحسن حالاً حيث ارتفعت هي الأخرى بشكلٍ كبير، وتراوح سعر الكنزة القطنية بين 5 – 7 آلاف ليرة، والقميص الرجالي بين 2 – 6 آلاف ليرة، وبنطال الجينز 4 – 10 آلاف، والحذاء 5 – 12 ألف ليرة، أما الأطقم الرسمية فيبدأ سعرها من 30 ألف ليرة.

غير أن أعلى الأرقام سجلتها الألبسة النسائية، فوصل سعر الكنزة القطنية إلى 8500 ليرة، والتنورة 12000 ليرة ، والفستان الخاص بالأعياد والمناسبات والسهرات ما بين 17000- 35000 ليرة، في حين بلغ ثمن الحقيبة 8500 ليرة، والحذاء 13000، والحذاء كعب عالي 22000 ليرة، وبنطال الجينز 18000 ليرة، والطقم النسائي الرسمي 25000 ليرة، وفستان السهرة 30 ألف ليرة فما فوق.

حلول

من الواضح أن هذه الأسعار لا تتناسب مع متوسّط دخل المواطن في الشمال السوري والذي لا يتعدّى 50 ألف ليرة في معظم الأحيان، وهو ما دفع الكثيرين للبحث عن حلولٍ بديلة.

يقول أبو فراس وهو رجل أربعيني من سكّان إدلب المدينة لـ صدى الشام : “لديّ أربعة أطفال، وأعمل في صناعة النحاس بدخل شهري يبلغ 60 ألف ليرة “، ويضيف أنه إذا اشترى ألبسة العيد لأولاده فقط دون أن يشتري لنفسه ولزوجته فإن الراتب كاملاً لن يكفي لأكثر من طفلين اثنين.

ويتابع: “حتى لو كان يكفي لأطفالي الأربعة فأنا لستُ جاهزاً للقيام بهذه الخطوة لأن المال الذي بحوزتي يجب أن يكفيني لدفع إيجار المنزل ومصاريف الطعام والشراب ومأكولات العيد وغيرها”.

وأمام هذا الواقع لا يجد أبو فراس حرجاً من اللجوء إلى محلات الثياب الأوروبية المستعملة “البالة” لشراء الألبسة لأولاده، “فسعرها مناسب وجودتها ممتازة وقد تضاهي الجديد في كثيرٍ من الأحيان”. على حد قوله.

أما شريف السيد، وهو من سكّان مدينة إدلب، فيقارن بين راتبه الشهري من جهة وبين القيمة الإجمالية لثمن ألبسة أطفاله الثلاثة من جهةٍ أخرى، فيجد شرخاً كبيراً بينهما. يقول السيد لـ “صدى الشام”: “أسعار الملابس مرتفعة، لكن لا يمكن ترك الأطفال دون ملابس في العيد ولا سيما أنهم يمضون بقيّة العام يعيشون تحت الخوف من الموت والقصف”، ويؤكد السيد أنه دفع ضعف راتبه الشهري البالغ 55 ألف ليرة حتّى تمكّن من شراء هذه الملابس، معتبراً أن عدم وجود رقابة على الأسعار جعلها ترتفع إلى مستويات “غير منطقية”، وهو ما دفعه للعدول عن شراء الألبسة لنفسه وزوجته والاكتفاء بها لأطفاله.

ويلفت شريف إلى أن معظم سكّان الشمال السوري تعاملوا مع هذا الأمر إمّا عن طريق شراء الملابس من البازارات ومحلات البالة والأسواق الشعبية، أو من خلال تلقّيهم أموالاً من أقرانهم المغتربين بهدف شراء الألبسة للأطفال تحديداً.



صدى الشام