on
الغلاء في درعا يسرق طقوس رمضان والعيد
طارق أمين
يخيم الركود على أسواق محافظة درعا في شهر رمضان، نتيجة الفقر وغلاء الأسعار والنزوح وسياسة الحصار التي تمنع بموجبها قواتُ النظام إدخالَ المواد الأساسية، وفي حال سمحت فإنها تضع عليها ضريبة مالية كبيرة، وساهمت الهجمة غير المسبوقة لقوات النظام وميليشيات إيران و”حزب الله” على المدينة في خنق ما تبقى من حركة في السوق.
وقال الناشط محمد بركات من ريف درعا الشرقي: إن “إقبال الأهالي على الشراء مع قدوم العيد، هو في أدنى مستوياته؛ إذ تأثر بالحملة العسكرية التي تزامنت مع منع حواجز النظام إدخال المواد الأساسية إلى المنطقة كالغاز وباقي المحروقات”. وأوضح أن الناس تعاني من قلة السيولة؛ ذلك أنّ الحصار الجزئي الطويل الذي فرضته قوات النظام على المنطقة استنزف مدخرات الأهالي، وجفف فرص العمل، ولذلك تعاني كثيرٌ من الأسر من عدم وجود دخلٍ ماديّ ثابت؛ ما دفع معظمهم للقبول بما تقدمه الجمعيات الإغاثية أو المنظمات الإنسانية.
قال أبو منصور، وهو من السكان النازحين في مدينة درعا: إنّ الحالة العسكرية التي تشهدها محافظة درعا، والقصف المكثف وغير المسبوق على معظم مناطقها؛ أدت إلى تراجع في الاقتصاد المحلي، وأدت إلى انعدام السيولة لدى غالبية الناس، ذلك أن الاقتصاد في درعا يعتمد اعتمادًا رئيسًا على الزراعة، وقد تدهورت بسبب حصار النظام الذي حال دون دخول المواد الأولية والمحسنة للزراعة كالأسمدة، إضافة إلى النزوح المتكرر من مكان إلى آخر بحثًا عن الأمان، وضعف الرواتب والأجور، ويضطر السكان لإنفاق جزء من مواردهم لتوفير بدائل للتيار الكهربائي، وشراء مياه الشرب وتوفير المواد الأساسية للعائلة، كل ذلك أثّر سلبًا في حركة السوق.
وشهدت أسواق درعا في الأيام الماضية زياداتٍ كبيرة ومفاجئة في الأسعار؛ ما جعل حركة التسوق أقلّ من المتوقع، وذلك بحسب الناشط إلياس الحوراني.
وتتساءل أم سليمان: في هذا العام كيف سيأكل الناس أو يتراحمون فيما بينهم، وهم في مجاعة حقيقية؟ وتشكو من عدم قدرتها على توفير متطلبات الشهر الكريم من طعام وشراب، فكيف بمستلزمات العيد، وتؤكد أن معظم الأهالي يتشاركون هذا الواقع السيّئ، وبحرقة تقول: إنها مُجبرة على الاستغناء عن أطعمة كثيرة، تعوّدت عليها أسرتها في العيد، بل الاستغناء عن متطلبات تُعدّ أساسية لحياتهم.
رمضان والعيد مختلفان جذريًا هذا العام من وجهة نظر محمد الأبازيد، وهو يأسف لما شاهده في أحد المواقف، بعد أن بدء كثير من المواطنين ببيع أجزاء من ممتلكاتهم وأثاث بيوتهم حتى يستطيعوا الاستمرار بالعيش وشراء ما يحتاجونه في رمضان، جلّ همهم ألا يقصروا أو يضيعوا أجواء رمضان والعيد وطقوسهما التي اعتادوا عليها سابقًا.
أبو ضياء أحد التجار في المنطقة يقول: إن الأسواق تشكو الركود، وإن حركة البيع والشراء تراجعت إلى حدٍّ غير مسبوق كانعكاس مباشر للتدهور الاقتصادي، وانخفاض سعر العملة الوطنية أمام العملات الأجنبية.
المصدر