Written by
MICRO SYRIA ميكروسيريا
on
on
تحريضٌ طائفيٌّ ضد المسيحيين من على منابر دمشق
معتصم الطويل: المصدر تناقل موالون للنظام شريطاً مصوراً لخطيبٍ في أحد مساجد دمشق، وسط مناطق سيطرة النظام، يسخر فيه من المسيحيين وعقائدهم، بعد شريطٍ آخر حوّل فيه أوروبا إلى بقعةٍ من الجنس والشذوذ، فيما قال ناشطون مسيحيون إنه “شيخٌ مخابراتي” وأجبرت خطبه المتداولة حكومة النظام على إيقافه. ويتحدث إمام جامع الرازي في حي البرامكة وسط دمشق “ياسر الخطيب” في الشريط ساخراً من طوائف المسيحيين ومعتقداتهم، فيما اعتبره كثير من المسيحيين إنه يهذي دون أدنى اطلاعٍ على الديانة المسيحية، وخطبته كانت محض تحريضٍ طائفي. وفي تعليقها على الشريط، قالت الدكتورة سميرة المبيض إن أيّ شخصٍ من شيوخ نظام بشار الأسد “لن يتجرأ على التطاول على الدين المسيحي والاستهزاء بمعتقدات متّبعيه والهذيان بما لا يفقه به شيئاً لو لم تكن تلك هي المهمة الموكلة إليه رسمياً من قبل فرع نشر الفتنة والتفرقة، وهو التوجه السائد منذ عقود لزرع التطرف والكره ولتوطين التعصب والتشدد في سوريا لما فيه من مصلحة للاستبداد وضمان لبقائه واستمراريته”. ولفتت الدكتورة مبيض إلى أن أهداف عدة تحققها هذه الخطبة “المشبوهة” للشيخ ياسر الخطيب: الأول هو التحريض ضد المسيحيين، أو غيرهم في أوقات أخرى، بحسب الحاجة. والثاني هو تخويف المسيحيين من بقائهم في وطنهم بوجود مثل هؤلاء الذين يتكلمون بهذا الهراء أو يصغون له ودفعهم للهجرة دون عودة وترك أرضهم وأرض أجدادهم للاحتلال الإيراني لدمشق وباقي الأراضي السورية. والهدف الثالث، بحسب مبيض هو: استخدام مثل هذه الشيخ، حين انتهاء مهمته، في تلميع صورة نظام بشار الأسد عبر التسويق عن إعفائه بسبب طائفيته وكأن طائفيته هذه لم يستمدّها من مدارس النظام الاستخباراتية وأدواته في زرع التطرف والتشدد والتي نرى آثارها جليّة اليوم. “ضباعاً يفلتها ويلجمها” وشبهت الناشطة السورية المعارضة أمثال هذا الشيخ في حضن النظام بأنهم “ضباعاً” يفلتها النظام حين يشاء ويلجمها متى يشاء، مضيفةً “فلا قانون يحميهم ولا مواطنة تسندهم وإنما حماية مزيفة تحت اسم أقليات لا مواطنين، مرتبطة بانصياعهم وخنوعهم للمستبد الى أن يتنبهوا انهم يتأرجحون على أطراف هاوية مستمرة ولن يسمح لهم باستقرار حقيقي إلا بعد زوال نظام المحارق والبراميل والانتقال لدولة القانون وحقوق الإنسان، إلى ذلك الحين افرضوا احترام عقولكم على الأقل”. أوروبا بقعةٌ من الجنس وكان أثار خطيب مسجد الرازي ذاته قبل أيام ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن حول البلدان الأوروبية لبقعة من الجنس والانحلال الأخلاقي وانعدام الأنساب، عبر رواية قصص مغلفة بكم هائل من المعلومات المغلوطة. وحظي الشريط الذي يظهر فيه من قيل إنه “ياسر الخطيب” بانتشار واسع، واستهجان كبير لما ورد فيه، حيث نقل الخطيب عن قريب له في ألمانيا أن الرجال والنساء ينامون عرايا في الشوارع، كما أنهم يمارسون الفاحشة والإباحية في الأماكن العامة، عدا عن زنا المحارم الشائع ومعلومات أخرى اعتبرها الكثيرون لا علاقة لها بالواقع أو الحقيقة. بعد إفلاته.. النظام يلجمه ورغم مضي أكثر من أسبوع على انتشار الشريط الذي يتكلم فيه الخطيب عن أوربا، والضجة التي أثارها، أمهلته حكومة النظام ليتكلم عن المسيحيين لتنشر صورةً ضوئية لقرارٍ موقع من مدير الأوقاف في دمشق، يطالب فيه الشيخ بالتوقف كلياً عن إلقاء الدروس في مسجد الرازي وسواه من مساجد العاصمة.
المصدر