(خبز القالب) ضيافة العيد المفضلة في حوران والحاضر في كافة المناسبات


مضر الزعبي: المصدر للعيد في محافظة درعا طقوسٌ خاصةٌ تعطي طابعاً مميزاً، ومن أهم هذه الطقوس صناعة (خبز القالب) أو ما يسمى بـ (أقراص العيد)، وهو خبزٌ تتم صناعته في جميع منازل المحافظة ليلة العيد، بغض النظر عن الحالة الاجتماعية والاقتصادية للعائلة. طريقة صناعته وقالت سعاد الزعبي، وهي سيدة من ريف درعا الشرقي، إنه لا عيد دون خبز القالب، كونه يمثل موروثاً شعبياً لأهالي المحافظة، والضيافة المفضلة للأهالي في العيد، وعلى الرغم من تنوع أنواع الحلويات لكن ذلك لم يفقد خبز القالب خصوصيته. وتحدثت الزعبي لـ (المصدر)، عن مقادير خبز القالب، والتي هي (2 كغ طحين ـ 1كغ سكر ـ كاسة زيت ـ 200 غ سمن ـ 4 معلقة يانسون ـ معلقة حبة البركة ـ معلقة قرفة ـ معلقة ملح ـ 1 كغ حليب ـ4 معلقة شومرة ـ 8 معالق خميرة). وشرحت طريقة صناعة خبز القالب، فقالت الزعبي “يتم وضع الطحين مع البهارات المخصصة لخبز القالب وتخلط جيدا، وبعدها يتم إضافة الزيت ويخلط مع الطحين والبهارات، ويضاف للخليط الحليب الدافئ والسمن، ومن ثم يتم عجن المكونات لمدة 10 دقائق، وبعدها يتم تغطية العجين بقطعة قماش لمدة أربع ساعات حتى يتخمر”. وأشارت إلى أن تسمية خبز القالب أتت من طريقة خبزة، فبعد أن يتخمر العجين يخبز باستخدام قالب مخصص لـ (أقراص العيد). ولفتت إلى أن تكلفة صناعة خبز القالب ارتفعت 14 ضعفاً عما كانت عليه عام 2011، فبعد أن كانت التكلفة تقدر بحوالي 250 ليرة سورية، أصبحت الآن تقدر بحوالي 3500 ليرة سورية. خبز القالب في الثورة خلال السنوات الماضية، ونتيجة الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة، استغنى الأهالي عن مجموعة من العادات، ولكن خبز القالب، وعلى الرغم من ارتفاع تكلفة صناعته، ما يزال حاضراً وبقوة في المجتع الحوراني. وقال الناشط عبد الرحمن الزعبي لـ (المصدر)، إن خبز القالب ارتبط بذاكرته خلال سنوات الثورة السورية الماضية، وذلك بسبب قيام والدة الشهيد (مالك الكراد) بتوزيع خبز القالب على المتظاهرين يوم الأربعاء 23 آذار/مارس 2011 بعد الانتهاء من تشييع جنازة ولدها، الذي قتل في اقتحام أجهزة النظام الأمنية لساحة المسجد العمري. وأضاف بأنها كانت تطلب من الشبان تناول خبز القالب وهي تقول (صحة على قلوبكم… مالك كان يحبه)، وقال إنه من العادات في المجتمع الحوراني عدم تقديم الحلويات من قبل الأسر التي يكون قد توفي لها قريب خلال الفترة الممتدة بين عيدين، ولكن على الرغم من ذلك فإن خبز القالب لا يخضع لهذه المعادلة، فأمهات الشهداء تصنع خبز القالب، وتوزعه على أصدقاء ابنها وأقاربها.



المصدر