إدلب: احتقان بين نازحين وأهالي كفرنبل وأصواتٌ تنادي بطرد (الغرباء)


غيث الخالد: المصدر سادت مدينة كفرنبل أجواء من التوتر والاحتقان الساعات الأخيرة من نهار يوم الجمعة (23يونيو/حزيران) تخللها انتشار عناصر مسلحة تابعة لجيش إدلب الحر وعناصر الأمنية في الشوارع وإغلاق لمعظم المحلات التجارية على خلفية مشاجرة تخللها إطلاق نار كثيف. وبحسب بعض من حضروا ساعة اندلاع المواجهات، فإن الاحتقان بدأ على خلفية مشادة بين مقيم من كفرنبل وآخر نازح في أحد المحال التجارية تطورت إلى عراك بالأيدي، إلا أن الطرف النازح قام بإلقاء قنبلة يدوية (صوتية) على أخصامه في الشارع الرئيس المكتظ بالزبائن والمارة الذين يتسوقون للعيد. وتطلب الأمر تدخلاً سريعاً من القوة المركزية التابعة لجيش ادلب الحر وعناصر الامنية التابعين لمحكمة كفرنبل الذين انتشروا في المدينة وأقاموا نقاط تفتيش على الدوارات الرئيسية في المدينة لضبط الفلتان الأمني. وقال محمد الأمين النازح في مدينة كفرنبل في حديث لـ “المصدر” إن الخلاف الذي حصل ولو كان به اللوم على النازح الذي استعمل القنبلة بين جموع المدنيين ولكن حل الخلاف من قبل اللجنة الأمنية والعناصر الأمنية لم يكن كما يجب بل كان مؤججاً للنزاع ومفاقماً له” على حدّ تعبيره. وأضاف أن العناصر الأمنية سمحت لعناصر مسلحة غير معروفة التبعية بالتجوال والاستعراض بسلاحها في شوارع المدينة مهددة بطرد جميع الحمويين المقيمين في المدينة على خلاف تبعيتهم ومدنهم بل وتطور الأمر إلى الهجوم على المحلات التي يملكها أبناء مدينة حماة حصراً وإنذارهم لمغادرة المدينة خلال يومين. وقال الصحفي السوري رزق العبي، ابن مدينة كفرنبل إن مثل هذه الخلافات تظهر بين الحين والآخر، معتبراً ذلك أمراً طبيعياً، لأن المدينة فيها من كل بلدات ومدن سوريا، وتزداد الخلافات في شهر رمضان. وتابع العبي حديثه لـ (المصدر) أن “القصة بدأت بمشادّة كلامية تطوّرت بشكل كبير، وكانت بالأيادي، وسرعان ما رمى أحد المسلحين، وهو من حماة، قنبلة يدوية أمام الناس، وهذا الأمر كثيراً ما يحدث، حصل بعد ذلك احتقان، أجزم أنه مؤقت وسينتهي بعد ساعات”. وأردف الصحفي السوري أن الأمر دفع بعض شباب المدينة للمطالبة بطرد الأشخاص الذين رموا القنبلة وأشهروا السلاح من المدينة، منوهاً إلى أن أهالي مدينة كفرنبل بطبيعة الحال لا يستخدمون السلاح في المشاكل. وأشار العبي إلى أن حدّة التصعيد، والتحدي التي يقوم بها النازحون بشكل عام خلال السنوات السابقة، قد تدفع الناس لاستخدام السلاح للدفاع عن أنفسهم، خصوصاً مع وجود بعض الألسنة التي تتحدث عن أنّ القوّة اليوم لمن يكون في صفّ النصرة (هيئة تحرير الشام) مشيرين في ذلك إلى قرى ريف حماة، في غياب العقلاء، وغياب القوة الأمنية. وبعد مرور ساعات على الحادثة بلغ صداها إلى وسائل التواصل الاجتماعي بين داعٍ إلى طرد جميع النازحين من قرى إدلب بعد أن كثرت الصدامات بينهم في الفترات الأخيرة وبين صوت آخر يدعو إلى التحلي بالعقلانية ومعاقبة المخطئ فقط وعدم تحميل الأبرياء ذنب المخطئين.



المصدر