الجنوبية تنفي أي تفاهم حول مناطق آمنة جنوب سورية


جيرون

أكدت مصادر من الجبهة الجنوبية، لـ (جيرون) أن أيًا من الفصائل المنضوية تحت قيادة الجبهة لم يوافق أو يشارك في المشاورات المتعلقة بإنشاء منطقة آمنة في الجنوب السوري، مشيرةً إلى أنها لن تقبل -في أي حال- سيطرةَ النظام على جمرك نصيب، وشدّدت على أنها ستدافع عن وجودها على طول الخط المؤدي للحدود الأردنية، مهما كلف ذلك من ثمن.

تأكيدات “الجنوبية” تأتي بعد أن تصاعد الحديث مؤخرًا عن توافقات بين أطراف إقليمية، حول ترتيبات إقامة منطقة آمنة جنوبًا، وطبيعة القوات المزمع نشرها في تلك المنطقة.

قال محمد الرفاعي، عضو المكتب الإعلامي لـ (جيش الثورة)، لـ (جيرون): “كلّ مايُتداوَل حتى اللحظة لا يخرج عن سياق التحليلات الإعلامية، لم يشارك أي فصيل من فصائل الجنوبية في محادثات مع أي طرف لبحث ترتيبات إنشاء مثل هذه المنطقة، ولن نقبل بأي تواجد لقوات النظام داخل المناطق المحررة. كيف يمكن أن نقبل بذلك؟ إن كانت فصائلنا تخوض أشرس المعارك لحماية تلك المناطق وخاصة معبر نصيب الحدودي، فهل نقبل بتسليمها، هذا لن يحدث ونحن قادرون على الدفاع عن مناطقنا”.

في الشأن ذاته، قال الناشط رياض الزين لـ (جيرون): “المحادثات بشأن ترتيب الجنوب السوري متواصلة منذ نحو شهرين في العاصمة الأردنية عمان، وهناك أطراف من قيادة الجبهة الجنوبية شاركت فيها أو على الأقل هي على علم بما يتم نقاشه والتوافق حوله، ولكن لا معلومات أكيدة لدينا حتى اللحظة، وما يؤكد وجود ترتيب للجنوب مرتبط بما يجري في البادية الضغوط المتزايدة والمتصاعدة على غرفة (البنيان المرصوص)، لإيقاف معركة (الموت ولا المذلة) كمقدمة للاتفاق على مصير مدينة درعا”.

عودة السجال، في الجنوب السوري حول إمكانية إقامة منطقة آمنة، جاء عقب ما نشرته صحيفة (الشرق الأوسط) نهاية الأسبوع الماضي، مشيرة إلى التوصل إلى وثيقة تفاهم بين أميركا وروسيا والأردن، تتضمن مبادئ هذه المنطقة، بعد محادثات مستمرة منذ منتصف أيار/ مايو الماضي.

بحسب (الشرق الأوسط) فإن أبرز النقاط التي توافقت عليها الدول الثلاث هو إقامة منطقة خالية من أي تواجد للميليشيات والقوات الأجنبية، بعمق30 كيلومتر من الحدود الأردنية، ووقف الأعمال القتالية في درعا، ووقف الغارات الجوية الروسية، والبدء بإدخال مساعدات إنسانية ومساعدة المجالس المحلية التي اعتبرت بنود الاتفاق أنها مجالس مؤقتة إلى حين نضوج الحل السياسي في البلاد، إضافة إلى البدء بعودة اللاجئين السوريين من الأردن، وفتح المعابر التجارية معها، كما يُلزم الاتفاق أن يكون المعبر التجاري بين سورية والأردن في نطاق مؤسسات الدولة السورية، ويرفع العلم السوري عليه كوجود رمزي لمؤسسات النظام في المناطق المحررة.

لم تقف التسريبات الإعلامية حول ترتيبات المنطقة الآمنة، عند صحيفة (الشرق الأوسط)، إذ نقلت عدة مواقع إعلامية موالية للنظام السوري معلوماتٍ، تفيد بالتوصل إلى اتفاق مع بعض فصائل الجبهة الجنوبية في حوران، يقضي بتسليم معبر نصيب لقوات الأول.

في هذا السياق،قال رفاعي:”ما يزعمه إعلام النظام غير صحيح وكاذب، ولم يبرم أي فصيل في درعا اتفاقًا لتسليم المعبر، لكن النظام يعمل على هذه الوتيرة الإعلامية لتحقيق أي نصر أمام مؤيديه، ورفع معنويات مقاتليه بعد الخسائر الكبيرة التي مني بها النظام في درعا خلال الأيام الماضية”.

وشدد الرفاعي على أن “لم تصلهم أي معلومات حول التفاهم الثلاثي الذي نقلته صحيفة (الشرق الأوسط)”، مشيرًا إلى أن فصائل الجبهة الجنوبية “لا يمكن أن تقبل بأن تصل قوات النظام إلى معبر نصيب، لأن ذلك يعني خنق المناطق المحررة وعزلها عن بعضها البعض”، لافتًاإلى أن قوات النظام تبتعد عن معبر نصيب الحدودي مسافة تصل إلى 13 كيلومتر، وحديث النظام عن الوصول إلى المعبر هو أمر مستحيل، ويأتي في سياق إثارة فتنه داخلية بين فصائل المعارضة”.

وأكد مصدر عسكري من الجنوبية -رفض الكشف عن اسمه-أنّ الحديث عن تسليم معبر نصيب للنظام السوري أمرٌ غير صحيح، وقال لـ (جيرون): “موضوع إنشاء منطقة آمنة في الجنوب يتطلب أكثر من مجرد تفاهم بين أطراف دولية إقليمية، وأعتقد أنه يحتاج إلى تدخّل أميركي مباشر، وربما المرحلة القادمة ستشهد إقامة قواعد عسكرية للأميركيين في الجنوب كما حدث في البادية، وسابقًا في العراق، دون ذلك ستبقى مسألة المنطقة الآمنة في المحافظات الجنوبية (درعا، القنيطرة، ريف السويداء) صعبة التطبيق مع التواجد الكبير للميليشيات الموالية لطهران والإسناد الروسي”.




المصدر