صبري القباني مؤسس الصحافة الطبية في سورية


جيرون

طبيب سوري ومؤسس للصحافة والإعلام الطبي السوري في القرن العشرين، استطاع عبر برنامجه الإذاعي (طبيبك خلف المذياع) الوصول إلى شرائح واسعة من الجمهور ومساعدتها، جامعًا بين العلم والمعرفة، وتقنيات الوصول والتأثير.

وُلد صبري القباني في دمشق عام 1908، ونالَ شهادةَ الطب من الجامعة السورية عام 1931، وعمِل طبيبًا في بعض القرى والمدن السورية، ليسافر في العام 1940 إلى العراق، حيث عمِل طبيبًا في الجيش العراقي مدة 8 سنوات، عاد بعدئذ إلى دمشق وافتتح عيادته الخاصة، وفي عام 1948 عُيّن أستاذًا محاضرًا في كلية العلوم.

كان عمله الطبي الإذاعي، في أربعينيات القرن الماضي، بمثابة طفرة على صعيد البث الحي، إذ استقطب عددًا كبيرًا من المستمعين، عبر برنامجه الطبي الذي دمج بين التسلية والإفادة، وكان يجيب على أسئلة المتصلين، وفق ما يتماشى مع أخلاق المهنة.

في عام 1956 أصدر مجلة (طبيبك) وهي أول مجلة طبية اجتماعية مختصة باللغة العربية، وصدرت لفترة طويلة، حيث تسلّم إدارة تحريرها بعد وفاته نجله الطبيب سامي القباني.

تحلّى بثقافة أدبية وعلمية مكّنته من تقريب العلم إلى الناس، وإبعادهم عن الجهل، كما عُرف بأخلاقياته المهنية وفكره التنويري الذي يرى في الآداب صلة بالعلم وأسبقية عليه؛ فعمل على الاستفادة من الآداب لنقل المعارف والمعلومات العلمية.

شكّلت مقالاته غذاء ثقافيًا علميًا بما كشفت عن أخطاء طبية متداوله وشائعة، وكان في كل ما كتب حافظًا للأمانة العلمية.

دخلت مجلته (طبيبك) كل بيت عربي، وأوصى بأهمية البحث عن الحقيقة العلمية، من أجل صحة سليمة وحياة كريمة، يقول عنه صديقه عبد الغني العطري: “كان الفقراء يتوافدون إليه والأهل والجيران والأصدقاء. (في عيادته) يقدم حتى الأدوية مجانًا، ما استطاع إلى ذلك سبيلًا، وقد يرسل بمن يشتري الدواء للمحتاج سرًا إذا لم يكن متوافرًا لديه”.

من مؤلفاته: (طبيبك معك، حياتنا الجنسية، قلوب الأطباء، ألف باء الجنس، جمالك سيدتي، الغذاء لا الدواء). توفي في بيروت عام 1973 ودُفن في دمشق.




المصدر