السوريون في الأردن يُحيون عيد الفطر بين أمل وألم

28 يونيو، 2017

عاصم الزعبي

زُيّن مخيم الزعتري للاجئين السوريين، في هذا العيد، بالإنارة وبعض أدوات الزينة، بشكل يختلف عما سبق، فبعد طول سنوات اللجوء ومرارتها، وقساوة الحرب وآلامها، مايزال السوريون يحاولون إيجاد متسع من فرح، على الأقل من أجل أطفالهم، في مناسبة كانت هي الأجمل في السنة، ينتظرها السوريون كغيرهم من أشقائهم العرب.

قال محمد حمدان، مقيم في الزعتري، لـ(جيرون): “لقد طالت الحرب، وطالت معها سنوات اللجوء، حتى أصبح الألم جزءًا من حياتنا، ورأينا أن علينا ألا نعكس مظاهر الألم على حياة أطفالنا،ولابد لنا من أن نصنع الفرحة في حياة أطفالنا؛ فقمنا بتزيين الشوارع والمساكن والمحال التجارية، ابتهاجًا بقدوم العيد”.

لمحلات الحلويات نصيب كبير من رواد سكان المخيم، فقد استطاع العديد من سكان المخيم النجاحَ في تصنيع الحلويات بشكل يشبه إلى حد ما تلك المحال في سورية.أبويزن المصري، صاحب محل حَلويات، في مابات يُعرف بسوق الحميدية في المخيم، وهي السوق التي تلي الشارع المعروف بالشانزليزيه، قال لـ(جيرون): “بعد أن لجأت إلى الأردن، قبل أربع سنوات، قررت أن أنقل مهنتي في الحلويات إلى المخيم، واقتصر عملي في البداية على صناعة حلويات بسيطة كالهريسة، والوربات، والعوامة، واليوم، بعد هذه السنوات، نحن نصنع مختلف أنواع الحلويات، وهناك إقبال جيد عليها من الناس”.

لم يخلُ العيد من بعض الصعوبات المالية التي واجهت العديد من عائلات المخيم، وتمثلت في صعوبة شراء ملابس العيد للأطفال، كما قال أبو طارق، لـ(جيرون): “هناك مشقة كبيرة، لدى كثيرٍ من العائلات، في شراء ملابس العيد لأطفالها، وخاصة إذا كان عددهم كبيرًا؛إذ إن كلفة لباس الطفل لاتقل عن 15 دينار أردني، إذا كانت الثياب جديدة، لذلك تلجأ هذه العائلات إلى الشراء من محلات الملابس المستعملة (البالة)، من أجل محاولة إيجاد الفرحة بهذه المناسبة لدى أطفالها”.

سمحت إدارة المخيم لمن له أقرباءأو أصدقاء خارج المخيم، بزيارتهم خلال فترة العيدلقضاء أيامه معهم، عن طريق منحهم إجازات خاصة بذلك.

أما خارج مخيمات اللجوء، فيكاد يكون الألم أقل وطأة على نفوس السوريين، حيث يشعرون أنهم يعيشون ضمن مدن؛ ما يزيل إلى حد كبير جدًا القيود المفروضة على ساكني المخيمات.

ولكن لاتختلف المعاناة كثيرًا من الناحية المادية، فمعظم السوريين الذين يعيشون خارج المخيمات يُعدّون من ذوي الدخل المحدود جدًا، والكثير منهم يعتمد على راتب المفوضية المعروف ببصمة العين، وعدد قليل، بالنسبة إلى العدد العام للسوريين، استطاعوا إيجاد فرص عمل، ساعدتهم على تحسين وضعهم المادي.

وللعيد تكلفته كما اعتاد السوريون قبل الحرب المستعرة،وكذا قال معظمهم، وذلك فيما يتعلق بالملابس، والحلويات، وغير ذلك. إذ قالت أم محمد، تقيم في إربد لـ (جيرون): “نشعر نحن -السوريين- بأننا فقدنا الفرحة بالعيد منذ أن تركنا ديارنا، ولكن لا ذنب لأطفالنا في ماجرى ويجري، لذلك عملنا قدر المستطاع لإشعارهم بفرحة العيد، كما هو حال بقية أقرانهم، لانريد لأطفالنا أن يكبروا، وهم يعانون من أي مشكلة نفسية بشكل عام”.

عند سؤال أي سوري، يعيش خارج سورية، عن العيد؛ فسنجدأنه يحاول أن يحبس دموعه ويخفي ألمه، هذا ما قاله أبوعبدالله، سوري جاوز الستين في العمر، وأضاف: “لم أتمالك نفسي، في صلاة العيد، عندما بدأ الإمام بالدعاء لسورية وأهلها؛ فبكيت دون أن أشعر، ليس سهلًا أن يشعر الإنسان أنه فقد وطنه، أوأُبعد عنه مجبرًا”.

يعيش في الأردن 1.3 مليون لاجئ سوري، 675ألفًا منهم مسجلون لدى المفوضية الساميةلشؤون اللاجئين، معظمهم أمضى خمس سنوات كاملة أو أكثر بعيدًا عن سورية، في انتظار أن تتوقف الحرب ويعم السلام؛ ليتمكنوا من العودة إلى مدنهم وبلداتهم.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]