تصفيات عرقية تطال سكان الرقة بإيعازٍ روسيّ


زياد عدوان: المصدر ارتكب عناصر ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية (قسد) العديد من الانتهاكات والجرائم التي نفذتها بحق المدنيين في المناطق التي سيطروا عليها مؤخراً، وتنوعت تلك الانتهاكات ما بين تهجير للسكان وتطهير عرقي طال العشرات من العائلات العرب في المناطق التي سيطرت عليها الميليشيات.
وما تشهده مدينة الرقة خلال الفترة الحالية من انتهاكات ممنهجة يرتكبها عناصر ميليشيا (قسد) يرقى بحسب خبراء لمستوى جرائم حرب، وتواترت أنباء قبل فترة تحدثت عن اتفاق بين هذه الميليشيات وتنظيم داعش يقضي بخروج مقاتلي التنظيم نحو مدينة تدمر الأمر الذي أثار غضب واستياء الجانب الروسي، وأفاد مصدر في مدينة تل رفعت لـ “المصدر” بأن اجتماعاً جرى بين قياديين من ميليشيا (قسد) وضباط روس في الثامن من الشهر الجاري تقرر بموجبه منع خروج مقاتلي التنظيم والقيام بتصفيتهم وتصفية المدنيين في مدينة الرقة. واستغل عناصر ميليشيا (قسد) الإيعاز الروسي ونفذوا حملة تطهيرٍ عرقي بحق أبناء مدينة الرقة وقتلوا عشرات المدنيين بحجة انتمائهم لتنظيم داعش بحسب شهادات لمدنيين خرجوا من المدينة حصلت عليها “المصدر”. “أعدموا جيراني أمامي” وأفاد “غسان العوض” بأن عناصر من ميليشيات YPG نفذوا عمليات إعدام ميداني بحق عائلتين شمال حي النزهة في الحارة الشمالية وذلك عقب انسحاب مقاتلي تنظيم داعش، حيث كانت إحدى المجموعات التابعة لميليشيا YPG تقوم بعملية تمشيط مكونة من 13 عنصراً ويضعون على عضدهم شارات تحمل اسم ميليشيا وحدات حماية الشعب YPG وأثناء عملية التمشيط طالبوا المدنيين بالخروج من منازلهم وبعد تجميعهم في إحدى الساحات أعدموا عائلتين، بحسب “العوض” الذي أضاف “الأولى وهم جيراني في نفس الحارة وهي عائلة وليد الموسى وهم سبعة أشخاص الأبوين وخمسة أولاد أصغرهم ابنه محسن وعمره خمسة أعوام، أما العائلة الثانية فمكونة من تسعة أشخاص بينهم رجل مسن يتجاوز عمره الستين وهم عائلة شعبان الفرج”. وشهدت العديد من أحياء مدينة الرقة عمليات تطهير عرقي استهدفت أبناء المدينة من العرب خصوصا، وأشرف عليها بشكل مباشر عناصر من ميليشيات YPG-YPJ وجيش الثوار، حيث تمت تصفية العديد من المدنيين بعد اعتقالهم ونقلهم إلى معمل السكر، الذي اتخذه عناصر ميليشيا قسد مقراً لهم بعد تحويله إلى ثكنة عسكرية ومعتقل، كما أعقب المعارك والاشتباكات عمليات تصفية طالت عناصر التنظيم الأسرى وذلك بعد أسرهم خلال المعارك أو تسليم أنفسهم لمقاتلي ميليشيا قسد، وبحسب معلومات دقيقة ومؤكدة فإن عناصر ميليشيا YPG قاموا بذبح ثلاثة عشر عنصرا من مقاتلي التنظيم بالسكاكين في حي هرقلة بعد ساعات من السيطرة عليه، كما طالت عمليات الإعدام مدنيين في الحي ذاته. ونتيجة احتدام المعارك وكثافة القصف الجوي على أحياء مدينة الرقة، اضطر العديد من المدنيين لترك بيوتهم وترك جميع محتوياتها لتصبح عرضة للسرقة والتعفيش من قبل عناصر الميليشيات المشاركة في عملية غضب الفرات، حيث تمت سرقة عشرات المنازل ونقلت أثاثها إلى مدن منبج وتل أبيض وعين العرب لبيعها في أسواق تلك المدن بأسعار مرتفعة. * تعفيش “محمد البدوي”، أحد سكان مدينة الرقة الذين وصلوا إلى مدينة منبج الخاضعة لسيطرة (قسد) وتمكن من الحصول على موافقة للبقاء داخل المدينة تحدث لـ “المصدر” قائلاً: تمكنت من الحصول على موافقة للبقاء داخل مدينة منبج واستطعت استئجار منزل، وخلال تجولي في إحدى أسواق مدينة منبج لشراء ما يلزم للمنزل تفاجأت بوجود بعض الأثاث المنزلي والتي كنت أملكها سابقا في منزلي في حي المشلب في مدينة الرقة، وهي معروضة للبيع ولدى سؤالي للبائع عن مصدرها قال لي بأنها من منازل المدنيين في مدينة الرقة”. * تعتيم وبسبب غياب وسائل الإعلام الحيادية والمستقلة عن المشهد في مدينة الرقة والتي تشهد يوميا سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين جراء القصف الجوي للطيران الروسي وطيران التحالف الدولي، كما أن الإعدامات الميدانية التي نفذتها ميليشيات قسد ترقى لجرائم حرب، يبقى مصير المدينة مجهولا بما فيها من مدنيين، حيث تسعى ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية لإحداث تغيير ديموغرافي وتطهير عرقي بحق المدنيين العرب في مدينة الرقة من خلال قيامها بتصفية المدنيين العالقين داخل المدينة بحجة انتمائهم لتنظيم داعش.



المصدر