حي الوعر الحمصي غائبٌ عن ملامح العيد وتملؤه القمامة


أسامة أبو زيد: المصدر حلّ هذا العيد على حي الوعر وهو خاوٍ من معظم سكانه، تنظر في شوارع الحي فلا ترى سوى الركام والقمامة التي مازالت متروكة منذ أربعة أعوام، ملامح العيد غابت عن الحي الحمصي، فلا أطفال في الطرقات ولا أماكن للهو واللعب. هذا العيد الحزين على عكس أعياد سنوات الحرب والحصار، إذ كانت تملؤه الحياة ويعجّ بالأطفال الذين كانوا يستغلون أي ساعة هدوء ليملؤها بالحياة والسعادة، وكان الأهالي يصنعون مما يتوفر بين أيديهم ما يسعد هؤلاء الأطفال من ألعاب وأراجيح يجتمعون حولها فترسم الضحكات على وجوههم، إلا أن يد الغدر كانت تطولهم في مجزرة تاريخية ارتكبها نظام الأسد بقتله لخمسين طفل بعد استهداف حديقة ألعابهم المقامة داخل الحي فترة الحصار. يقول أحد السكان الذين ما زالوا داخل حي الوعر “غابت الحياة والبهجة عن الحي، حتى روح الشباب والفتية اختفوا منه، الأطفال في حيرة من أمرهم بماذا يلهون، كنا في الحصار نحتاج إلى كل شيء لكن الحياة كانت مملوءة بالسعادة والحيوية، واليوم متوفر أمامنا كل شيء لكن لم يعد للحياة طعم، وشوارع الحي خالية إلا من سيارة تسير، أو عجوز متوكأ على عكازته، وامرأة تأخذ أطفالها لباقي الحياة في المدينة بحثاً عن مكان يلعبون فيه ويشعرون بحلول العيد عليهم”. يذكر أن حي الوعر يسكنه 50 ألف نسمة ونزح إليه نحو 400 ألف نسمة فأصبح تعداد سكانه 450 ألف نسمة تعرّضوا لحرب بربرية وحصارٌ هو الأطول في الثورة السورية استمر لمدة ثلاثة أعوام ونصف، هجره السكان خلالها وبقي حتى عام 2017 نحو 35 ألف نسمة خرج منهم 20 ألف نسمة في الاتفاق الروسي الأخير.



المصدر