هكذا دبّرت مخابرات النظام ومديرية أوقافه صلاة (بشار الأسد) في حماة

28 حزيران (يونيو - جوان)، 2017

ممدوح الخليل: المصدر
أدّى بشار الأسد، صلاة عيد الفطر في جامع النوري وسط مدينة حماة التي تحمل له ثأراً تاريخياً للمجازر التي ارتكبها والده فيها في ثمانينيات القرن الماضي، وكانت من أولى المدن التي ثارت ضده في الثورة السورية.
ووفقاً لوكالة أنباء النظام الرسمية (سانا)، فقد أدى الصلاة مع بشار الأسد، وزير الأوقاف في حكومة نظامه محمد عبد الستار السيد، ومفتيه أحمد بدر الدين حسون، ومحافظ حماة، وبعض أعضاء مجلس الشعب إضافة إلى “حشد من علماء الدين الإسلامي ومجموعة من المواطنين”.
ويظهر في الصور التي نشرتها “سانا” عشرات المصلين بمختلف أعمارهم يؤدون صلاة العيد خلف مدير أوقاف حماة، نجم العلي، في محاولة منها لإظهار العفوية في الصلاة، وفي حضور الأسد إلى حماة لأول مرة منذ 2011.
واستطاعت “المصدر” الوصول إلى أحد الأشخاص الذين حضروا الصلاة، وكانوا ضحية خدعةٍ قامت بها أجهزة مخابرات النظام بالتنسيق مع مديرية أوقاف حماة ومؤسسات حكومية أخرى، لاستدعاء الناس والحضور إلى الصلاة وإظهار التفاف أهالي حماة بمختلف أطيافهم خلف بشار الأسد.
وقال “محمد” (اسم مستعار)، مدرّس تربية دينية وإمام مسجد في حماة، إنه تمت دعوته من قبل مديرية أوقاف حماة لحضور صلاة العيد في مسجد عمر بن الخطاب، واستغلال المناسبة لمناقشة موضوع إمكانية افتتاح كلية الشريعة التابعة لجامعة حماة، مع المسؤولين عن هذا الشأن.
وأضاف “محمد” في حديث لـ “المصدر”، أنه استلم الدعوة عن طريق رسالة نصية على هاتفه نصها:
“السادة الكرام: نرجو منكم التكرم بحضور صلاة العيد في مسجد سيدنا عمر بن الخطاب، وذلك تمام الساعة 6 ص، وذلك لمناقشة موضوع إمكانية افتتاح كلية الشريعة جامعة حماة، وقد تم اختياركم كممثلين عن الدار، بناء على طلب الدكتور نجم… نرجو التكرم بالحضور باللباس الشرعي، حيث سنلتقي بعد صلاة العيد بالمسؤولين عن هذا الشأن لطلب ذلك… لكم أطيب التهاني وكل عام وأنتم بخير”.
وأردف أنهم عند وصولهم إلى المسجد تفاجأوا بسيارات قامت بنقلهم إلى جامع النوري القريب، الذي قامت مخابرات النظام وفروع أمنه بتأمينه والإحاطة بجميع مداخل الأحياء المجاورة له، لوجود بشار الأسد في داخله لأداء صلاة العيد.

جامع السلطان نور الدين الزنكي، تم بناؤه في القرن الثاني عشر الميلادي على الضفة الغربية لنهر العاصي بجوار جسر وحي الكيلانية، وتعرض للتدمير الكامل وبعد اجتياح قوات النظام للمدينة عام 1982، وأمرت حكومته بإعادة بناء المسجد على الطراز الذي بناه عليه نور الدين الزنكي قبل 9 قرون.

[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]