“تيفوئيد” في اليرموك… أوضاع مخيمات الفلسطينيين مزرية


غسان ناصر

ذكر ناشطون مدنيون، من داخل مخيّم اليرموك جنوبي دمشق، أنّ مرض “التيفوئيد” بدأ ينتشر بين المدنيين، خصوصًا كبار السن والأطفال، المحاصرين في مناطق غرب اليرموك الخاضعة لسيطرة “هيئة تحرير الشام”.

وأضاف الناشطون أن حالات إصابة بالمرض ذاته، بدأت تظهر في مناطق أخرى من المخيّم ومناطق الجوار، وذلك بسبب الاعتماد على مياه الآبار الملوثة، والفاقدة للمعايير الصحيّة وغياب وسائل التعقيم؛ بسبب حصار قوّات النظام وميليشيات فلسطينية تابعة له للمخيّم، منذ كانون الأول/ ديسمبر 2012، الذي يعاني منذ 1021 يومًا من انقطاع كامل للمياه، من جرّاء الحصار الذي يمنع بموجبه كذلك إدخال الغذاء والدواء إلى الأهالي المحاصرين؛ الأمر الذي يؤدي الى انتشار الأمراض وتفاقم المعاناة الصحيّة للأهالي.

وفي ريف دمشق، قصف الطيران الحربي الروسي منزلًا على أطراف النهر في الحي الشرقي من مخيم خان الشيح للاجئين الفلسطينيين؛ ما أسفر عن قضاء اللاجئ الفلسطيني نايف إبراهيم نمر الملقب بـ “أبو ناهل” وسقوط عدد من الجرحى. فيما أكد مراسل (مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية)، ومقرها لندن، أنّ الشظايا انتشرت في حارات المخيّم، مؤكدًا تحطم زجاج المنازل نتيجة قوة القصف. إلى ذلك نشرت “المجموعة “على صفحتها في (فيسبوك) فيديو أظهر لحظة انتشال جثة النمر من تحت أنقاض المنزل المدمر.

ضحايا فلسطينيون في معارك جنوبي سورية

إلى ذلك تعرض تجمع المزيريب للاجئين الفلسطينيين جنوب سورية، الأربعاء 28 الجاري، لقصف ليلي بالصواريخ والقذائف الثقيلة؛ تسببت باندلاع حرائق بالتزامن مع نقص حاد بمواد الخدمات الطبية العاجلة.

فيما شهدت البلدات المجاورة للتجمع قصفًا مماثلًا، تسبب بوقوع أضرار مادية كبيرة، وقد ناشد الأهالي جميعَ المؤسسات الدولية والإغاثية بالعمل على إيقاف القصف وإدخال المواد الطبية، ولا سيّما مواد الإسعافات الأولية.

ويقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين في تجمع المزيريب، بنحو ثمانية آلاف وخمسمئة لاجئ فلسطيني.

في سياق متصل، نعى ناشطون، على مواقع التواصل الاجتماعي، الثلاثاء 27 الجاري، اللاجئَ الفلسطيني وسام علي شلاش، من أبناء مخيّم درعا للاجئين، الذي قضى في استهداف منزله في المخيّم، من قبل قوّات النظام بصاروخ أرض-أرض موجه من طراز “فيل”.

كما تناقلت صفحات على موقع (فيسبوك) نبأ مقتل اللاجئ مروان نزيه دغيم في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، إثر عمليات عسكريّة شهدتها مدينة “البعث” في ريف محافظة القنيطرة. ودغيم هو من أبناء مخيّم درعا للاجئين، وكان قد نزح إلى مدينة القنيطرة في وقت سابق، نتيجة عمليات القصف التدميري التي يشهدها المخيّم.

إلى ذلك واصلت قوّات النظام استهداف أحياء مخيّم درعا، فخلال أيام عيد الفطر، تجدّد قصفها للمخيّم، وحي طريق السد بعدة براميل متفجرة وصواريخ أرض-أرض من نوع “فيل”؛ ما أدّى إلى حدوث دمار كبير في منازل الأهالي.

وحسب تقدير ناشطين إعلاميين، فإنّ القصف وصل إلى نحو ألف صاروخ سقطت على المخيّم، عدا تلك التي استهدفت مناطق الجوار التي نزح إليها لاجئون فلسطينيون.

ويتعرض مخيّم درعا منذ الأول من حزيران/ يونيو الجاري، لأوسع هجمة عسكريّة.

تدهور الأحوال في مخيّمات الشمال السوري

في الشمال السوري، دعت (الهيئة 302) “للدفاع عن حقوق اللاجئين”، في بيان صحفي صدر أمس الأربعاء، وكالةَ غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا) إلى “تحمل مسؤولياتها بشكل سريع، وتوفير كافة الاحتياجات الإنسانية الضرورية للاجئين الفلسطينيين الذين سُمح لهم، قبل عيد الفطر، بالعودة إلى مخيّم حندرات للاجئين الفلسطينيين، في شمال شرق مدينة حلب في سورية”.

وذكرت (الهيئة 302) في بيانها، أنّه نتيجة الأحداث الأمنية في سورية، “كان محظورًا على الأهالي العودة إلى مخيّمهم، منذ أكثر من أربع سنوات، وقد وصل عدد اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في المخيّم، في 2011 إلى نحو 6000 لاجئ، معظمهم نزحوا إلى مدينة حلب ومخيّم النيرب للاجئين الفلسطينيين”.

ولفتت الهيئة إلى أن وكالة (أونروا) كانت قد أصدرت بيانًا صحفيًا في نيسان/ أبريل 2013، ذكرت فيه أنها “تشعر بالقلق تحديدًا حيال الأنباء التي تم تأكيدها والمتعلقة بتشريد نحو ستة آلاف فلسطيني، يوم 26 نيسان/ أبريل 2013 من مخيّم حندرات”.

وأشار بيان الهيئة إلى أنّ مخيّم حندرات لا يعدّ من المخيّمات الرسميّة العشرة في سورية التي توفر (أونروا) فيها خدماتها، إلا أن اللاجئين الفلسطينيين المسجلين في سجلات الوكالة الدولية والمقيمين في المخيّم هم ضمن مسؤولية الوكالة.

وكان سكان مخيّم حندرات قد أدّوا، بعد سنوات من تهجيرهم، صلاة عيد الفطر في مسجد المخيّم، بعد تعرضه لأضرار كبيرة من جراء القصف.

وحسب “مجموعة العمل”، فإنّ المخيّم يخضع لسيطرة النظام منذ 246 يومًا، ويمنع الأهالي من العودة إلى منازلهم منذ 1512 يومًا.

وفي آخر إحصاءات نشرتها “المجموعة”، أمس الأربعاء، أكدت أنّ 3521 هم حصيلة الضحايا الفلسطينيين الذين تمكن فريق “المجموعة” من توثيقهم، بينهم 463 امرأة. وأنّ 1612 معتقلًا فلسطينيًا في أفرع الأمن والاستخبارات التابعة للنظام السوري بينهم 100 امرأة.

وأضافت أنّ حصار الجيش النظامي ومجموعات الجبهة الشعبية – القيادة العامة على مخيّم اليرموك يدخل يومه 1435 على التوالي. وأنّ 196 لاجئًا ولاجئة فلسطينية قضوا نتيجة نقص التغذية والرعاية الطبية؛ بسبب الحصار، معظمهم في مخيّم اليرموك. وأشارت “المجموعة” إلى أنّ انقطاع المياه عن مخيّم درعا مستمر منذ أكثر 1171 يومًا وعن مخيّم اليرموك منذ 1022 يومًا. وأنّ نحو 85 ألف لاجئ فلسطيني سوري وصلوا إلى أوروبا حتى نهاية 2016، في حين يُقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بنحو 31 ألفًا، وفي الأردن 17 ألفًا، وفي مصر 6 آلاف، وفي تركيا 8 آلاف، وفي غزة ألف فلسطينيي سوري.




المصدر