أسعد الزعبي: أستانا فخ للثورة وبيع للقضية


آلاء عوض

رأى العميد أسعد عوض الزعبي -رئيس وفد (الهيئة العليا للمفاوضات) إلى جولات جنيف سابقًا- أن مفاوضات أستانا التي تمخّض عنها مقترح مناطق “خفض التوتر” ما هي إلا تسليم للقضية السورية وبيع للثورة، وقتل ما بقي من كرامة الشعب السوري.

وفي حديثه لـ (جيرون) قال: “كانت محادثات أستانا بمنزلة فخ للثورة السورية، واستسلام لخسارة حلب، وتشتيت للمعارضة السورية وبثّ التفرقة بينها، فضلًا عن شرعنة تدخل روسيا وإيران في الحل السوري، وإنقاذ لروسيا من غضب المجتمع الدولي في أعقاب المجازر التي ارتكبتها في حلب، إذ اشتدت في تلك الفترة وتيرة الغضب إزاء روسيا، وعمت التظاهرات المناهضة لموسكو، كما ازدادت العقوبات الاقتصادية عليها”.

في السياق ذاته، عدّ العميد المنشق التصريحات الأخيرة الصادرة عن تركيا، بشأن نشر مراقبين في مناطق “خفض التصعيد”، غير منطقية، وقال: “تشير تصريحات أنقرة الأخيرة إلى وجود أخطاء كثيرة في اتفاق أستانا ومُخرجاته، وتؤكد على هشاشته، فكيف يمكن استئناف خفض التصعيد، في ظل ارتكاب النظام وروسيا خروقات جسيمة! علاوة على عدم تحديد الاتفاق أي أبعاد أو خطوط جغرافية يُمنع تخطيها، في الوقت الذي يتجاوز فيه النظام، ويرتكب مجازر في أكثر من منطقة تدخل ضمن المناطق الأربع، بدعم روسي، إذًا مؤتمر أستانا من البداية باطل وغير منطقي، والنظام يستثمره ليماطل ويحقق المزيد من المكاسب على الأرض”.

حول انحسار الخيارات العسكرية والسياسية للمعارضة في ظل انتزاع النظام لمناطق، كانت تحت سيطرة (داعش) في البادية، وتمدده في محيط دمشق وهجومه الأخير على درعا والغوطة الشرقية علق: “لا يزال الثوار أقوياء، والنظام ضعيف هزيل، ما تبقى من كياناته هم إما حراس للمقار أو خدم للروس والإيرانيين، وفي حال انسحب الطيران الروسي يسقط النظام في أسابيع، من يعتقد أن النظام استعاد قوته، وأن لديه أوراق ضغط سياسية فهو مُخطئ، فالنظام واهن وفقد كل شرعيته؛ وبالتالي فإن أوراق المعارضة قوية وكثيرة إلا أنها مبعثرة، ولو أنها جُمّعت لكان بمقدورها أن تشكل ضغطًا حقيقيًا في أي تفاوض قادم”.

عن تصارع القوى المركزية في سورية على تركة تنظيم (داعش) في البادية والمنطقة الشرقية، رأى الزعبي أن مصلحة واشنطن تقتضي السيطرة على مناطق النفط، وهي لا تدافع إلا عن مصالحها، وأضاف: “صرحت الولايات المتحدة بشكل مباشر أنها لا تريد الروس في المنطقة، وبالفعل كان هناك مفاوضات سرية بين الطرفين، ركزت على انسحاب روسيا من معادلة الصراع في البادية، والضغط على النظام لإبعاده عنها”، ورأى أن “المنطقة الشرقية بمجملها (دير الزور، الرقة، الحسكة) ستكون من حصة أميركا التي ستقيم فيها قواعد دائمة، أو ستستثمرها بقواعد مؤقتة، ريثما تتبلور حلول سياسية جديدة”.

وأكدّ الزعبي أن تقسيم سورية “فكرة صهيونية إسرائيلية كُلّف بشار الأسد بإنجازها، لأنه عميل لـ (إسرائيل)، بحيث تتحول سورية إلى كانتونات ضعيفة وتبرز (إسرائيل) كيانًا قويًا”، ولفت النظر إلى أن مشروع التقسيم موجود ومطروح، منذ العام 2013 عندما قال الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما: “الثورة السورية ستستمر 10 سنوات” لإدخال اليأس إلى قلوب المنتفضين، ومن ثمّ القبول بأي حل”.

وأوضح الزعبي: “التقسيم وارد ويُعمل عليه، وبشار الأسد يراهن على هذه الورقة، ولكن ما يتحدثون به ليس تقسيمًا على أساس الطائفة أو المكوّن، بل تقسيم يخدم مصالح الدول المتصارعة، سنشاهد دولة في الغرب لروسيا ليس مهمًا منْ يتواجد فيها (سنة أو شيعة/ عرب أو أكراد)، ودول في الشمال والجنوب، كلها لخدمة وتمرير أهداف القوى التي تشرف عليها”.

أسعد عوض الزعبي عميد طيار، حاصل على زمالة كلية الدفاع الوطني، انشق عن قوات النظام، مطلع آب/ أغسطس 2012. ترأس وفد (الهيئة العليا للمفاوضات) إلى مفاوضات جنيف سابقًا.




المصدر