الكثير ندموا لعودتهم إلى حلب… حواجز النظام تبتز القادمين من تركيا واعتقالات كيدية


زياد عدوان: المصدر بعد وصول مئات العائلات القادمة من تركيا إلى مناطق سيطرة النظام في مدينة حلب لقضاء عطلة عيد الفطر، في أحيائهم التي غادروها منذ عدة أعوام، لم يتغير واقع الحياة بالنسبة للكثيرين حيث أن جوانب الحياة مازالت صعبة، وأصبحت سيئة جدا بعد سيطرة ميليشيات النظام والشبيحة على كامل مدينة حلب. بدأت رحلة العودة من الحدود التركية إلى مدينة حلب بتوجيه الإهانات والمضايقات على الحواجز العسكرية التابعة لميليشيات النظام في ريف حلب الشمالي وصولا إلى المدينة، فقد تعرض العديد من المدنيين لمضايقات كثيرة وفرض أتاوات من قبل الحواجز العسكرية المنتشرة على طول الطريق، وتجاوزت قيمة المبالغ التي أخذها عناصر ميليشيات النظام من المدنيين حاجز الثلاثين ألف ليرة سورية على كل عائلة. و أبدى المدنيون العائدون من تركيا غضبهم الشديد واستياءهم من طريقة تعامل عناصر الشبيحة والميليشيات على الحواجز من ريف حلب الشمالي وصولا إلى المدينة، وقالت “نرمين مصطفى” من حي الشيخ مقصود “تعرضنا للمضايقات من قبل عناصر الشبيحة والميليشيات لدرجة توجيه الشتائم والإهانات لأننا كنا في تركيا التي تمول الإرهابيين و بأننا أيضا إرهابيين لأننا نعمل في تركيا التي دمرت البلد من خلال إرسال الانتحاريين إلى سوريا وقد خضعنا لتفتيش دقيق وبقينا على مفرق قرية دوير الزيتون أكثر من ثلاثة ساعات بعد عملية تفتيش دقيقة من قبل عناصر الشبيحة والميليشيات الذين فرضوا على كل عائلة قادمة من تركيا مبلغ ثلاثين ألف ليرة سورية”. بعض العائلات التي وصلت إلى الأحياء الشرقية لمدينة حلب أعربت عن ندمها على عودتها إلى مدينة حلب وذلك بسبب تعرضها للمضايقات والتي انتهت بقدوم دوريات للمخابرات لاعتقال بعض أفراد العائلة واصطحابهم إلى التحقيق بتهمة العمل في تركيا، أو على خلفية انشقاق أحد أبنائها مثلما حدث مع “أبو ربيع” الذي قالت زوجته في حديثها لـ “المصدر”: بعد وصولنا إلى منزلنا في حي السكري بيومين جاءت دورية تابعة للمخابرات الجوية واعتقلت زوجي بسبب انشقاق ابني منذ عام 2014 ومغادرته إلى تركيا بعد سنة على انشقاقه. حاولت أم ربيع معرفة المكان الذي يتم فيه اعتقال زوجها فيه ولكنها تعرضت هي الأخرى للإهانة والشتائم من قبل عناصر المخابرات، مضيفة “لم نكن نتوقع بأن النظام ينتظر الفرصة لاعتقال أحد منا بسبب انشقاق ابني”، وعن سبب عودتهم إلى مدينة حلب قالت “أردنا قضاء عطلة العيد في منزلنا الذي خرجنا منه منذ أكثر من عامين ونصف ولم نكن نتوقع بأن النظام يتربص وينتظر عودتنا”. معظم العائلات التي وصلت إلى مدينة حلب لقضاء عطلة عيد الفطر لم تكن سوى من النساء والأطفال وكبار السن، وذلك خوفا من اعتقال الشبان والرجال وسوقهم إلى الخدمتين الإلزامية والاحتياطية. في المقابل، بدأت بعض العائلات التي وصلت إلى الأحياء الشرقية والتي غادرتها منذ أكثر من أربعة أعوام تفكر بالاستقرار وعدم الرجوع إلى تركيا بعد سيطرة ميليشيات النظام على مدينة حلب، وهؤلاء هربوا بعد دخول كتائب الثوار إلى المدينة فمعظم تلك العائلات لهم أولاد مازالوا في صفوف قوات النظام ومنهم متطوعون، وقد هربت تلك العائلات نتيجة قيام أبنائهم المنضمين لصفوف قوات النظام والميليشيات الموالية لها بانتهاكات طالت العديد من المدنيين. وبسبب تردي الأوضاع المعيشية وارتفاع الأسعار وسطوة عناصر الشبيحة والميليشيات على المدينة غادرت عشرات العائلات إلى تركيا اليوم الخميس، وذلك خوفا من عمليات الخطف والقتل والاغتصاب التي تشهدها مدينة حلب على أيدي عناصر الشبيحة، وبالنسبة للكثير من العائلات التي عادت إلى تركيا ترى بأن مدينة حلب في ظل ما تشهده من فلتان أمني وارتفاع بالأسعار وانتشار الفساد أصبحت غير مؤهلة للعيش فيها، فيما تعرضت تلك العائلات العائدة إلى تركيا لمضايقات على الطريق من قبل ميليشيات النظام والشبيحة على الحواجز حيث فرض على كل مدني يمر من تلك الحواجز مبلغ عشرة آلاف ليرة سورية مقابل السماح له بالعودة إلى تركيا.



المصدر