دحلان..عراب الثورات المضادة

30 حزيران (يونيو - جوان)، 2017
5 minutes

microsyria.com رولا عيسى

يتردد اسمه همسا وفي بعض الأحيان علنا عند كل منعطف أو أزمة تعصف بالفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة حتى بأشقائهم العرب في بقاع أخرى كان منها خلال السنوات الماضية مصر ثم ليبيا وأخيرا بلدان الخليج هو لا يترك خلفه أي اثار مكشوفة تؤكد التهم التي كانت تلاحقه من خصومه وهم كثر لكنهم العواصم التي يقال أنها ترعاه سواء بالمعنى السياسي وعلى رأسها القاهرة أو بالمعنى المالي وفي مقدمتها أبو ظبي التي لا تتوانى عن دفعه صراحة إلى واجهة الأزمات في لحظاتها الحرجة بوصفه الوحيد الذي يملك مفاتيح الحل.

وهكذا لم يعد مستغرب أن تجد قيادة حركة حماس استثنت نفسها مكرهة على التفاوض معه حول العلاقة أو حتى الحركات السياسية بينهما باعتبار الخيار الوحيد المتاح ليس فقط من أجل فتح معبر رفح للفلسطينيين الذين أنهكهم حصار الأعداء والأخوة الأعداء وأنما أيضا لمحاولتي استعادة موجة الإرهاب من قبل تحالف الدول التي تتبناه وتستخدمه أو لعله يستخدمها ومن يدري الكلام هنا يدور عن رجل مثير للجدل يدعى “محمد دحلان” عن قيادة شرعية فلسطينية رسمية أو معارضة ولا حتى عن فصيل سياسي ذي وزن وهو رجل تحتوي سياسته القريبة وفق ما تقول خصومه وهم كثر مرة أخرى ومتعددوا المشارب هذا ما يشير إلى اطلاعه بقسط أساسي من المسؤولية عن انقسام فلسطيني عن محاولته شق حركة فتح التي ينتمي إليها.

ناهيك عن اتهامات سياسية وفضائية أدت إلى فصله من مواقعه القيادية وبلغت حد التشكيك على اعلى المستويات بتورطه في اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات وقادة كبار من حركة حماس

من حصار #غزة إلى أزمة الخليج مرورا بالثورات المضادة.. هكذا يقوم دحلان بدوره تحت رعاية #السيسي وبن زايدتقرير: ماجد عبد الهادي

Geplaatst door ‎Al Jazeera Channel – قناة الجزيرة‎ op woensdag 28 juni 2017

احتضان دحلان في أبو ظبي والقاهرة ثم إصرار العاصمتين على إعادة إنتاجه كبديل قيادي لحركتي فتح وحماس لم يكن إلا بعضاً مما تضمنته إحدى صفحات السيرة الذاتية للرجل الذي كان نجمه قد سطع للمرة الأولى حين مما تولى جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني في قطاع غزة بعد اتفاقيات أوسلو عام 1993 وثمت على مواقع الصحف ووسائل الإعلام في شبكات الإنترنت وفي صفحات أخرى مثيرة تتحدث عن علاقة وطيدة باتت تربطه منذ سنوات بولي عهد أبو ظبي

محمد بن زايد ورئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي اللذين بلغت ثقتهما به حد تكليفه لمهمات ذات طبع سياسي السيادي وعلى سبيل المثال ترؤوس وفد إماراتي ذو ثمر أمني إماراتي ومفاوضة اثيوبيا بالنيابة عن المصريين في شأن الخلاف حول مياه النيل

أما ما قد يكون أخطر من كل ما سبق فهو الدور الذي يقال أنه مسؤول فلسطيني سابق اطلع به لا يزال في تحريك الثورات المضادة التي أعقبت الثورات العربية ويشار في هذا الشأن مثلا إلى أن حكومة الوفاق الليبية سبق أن أتهمت دحلان بالاستيلاء على نصف مليار يورو مقابل توسطه في صفقة سلاح من إسرائيل لسيف الإسلام القذافي كما يشار إلى تسريبات مدير مكتب السيسي التي تحدثت عام 2015 عن نقل رجل بطائرة مصرية خاصة ليتولى توجيه دفة الانقلاب على الثورة الليبية وكان برفقته حينئذ الليبي محمد إسماعيل المشتبه بتورطه في محاولة اغتيال الملك السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز والذي يقيم اليوم في أبو ظبي مثلما يقيم كذلك اثنان من رجال دحلان المتهمين بالضلوع في اغتيال محمود المبحوح أحد قادة حماس بعد ما سملته الأردن للإمارات وأطلقت الأخيرة سراحهم لكن ماذا عن دور دحلان في الأزمة الخليجية الراهنة ذاك سؤال تصعب الإجابة عليه بدقة وإن كانت لافتات عاقبة  قطر على دعمها الربيع العربي ومطالبتها إغلاق قناة الجزيرة تكفي لترديد القول العربي المأثور “إن البعرة تدل على البعير”

  • 2