ضرورة لقاء ترامب وبوتين في قمة العشرين


وكالات _ مدار اليوم

عشية انعقاد قمة العشرين في مدينة هامبورغ الألمانية الأسبوع المقبل، تتموضع الديبلوماسيتان الأميركية والروسية ثنائياً وعلى صعيد إفرازات النزاعات الدولية على الإستراتيجيات والعلاقات مع دول محورية في مختلف المناطق وفي مقدمها الشرق الأوسط، حيث تلتقي واشنطن وموسكو على هدف سحق تنظيم “داعش” وتختلف في تحالفاتها وأولوياتها الإقليمية.

واعتبرت الكاتبة في صحيفة “الحياة” راغدة درغام، أن دونالد ترامب يريد أن يبلّغ كل من يعنيه الأمر أن الفارق كبير بين الرجل الذي يسكن البيت الأبيض اليوم وبين ذلك الرجل الذي مكث فيه ثماني سنوات، ويعتزم حمل رسالة إلى قمة هامبورغ ما فحواه أن مبدأ القيادة من الخلف ولّى، وأن دفن الرؤوس في الرمال إزاء ارتكاب فظائع مثل استخدام الأسلحة الكيماوية وارتكاب المجازر في سورية مضى.

وأضافت درغام، أن العالم يعي تماماً ماذا يجري داخل أميركا ومدى الانقسامات الخطيرة في الساحة الأميركية، لكن القيادات العالمية التي توجّهت الى واشنطن للقاء ترامب أو تلك التي التقاها في الخارج تصرفت نحوه باحترام لموقع الرئاسة الأميركية وبرغبة في بناء علاقات دائمة مع الولايات المتحدة الأميركية، وبالتالي، معظم الذين سيلتقونه في قمة هامبورغ سيكونون أصدقاء دونالد ترامب.

من جانبه، يود فلاديمير بوتين، أن يكون ضمن الأصدقاء، والديبلوماسية الروسية تتمنى لو يكون في الإمكان التوصل الى الصفقة الكبرى التي تريدها، لكن المعضلة أن روسيا هي المشكلة في مسيرة الديبلوماسية الأميركية، لذلك إن البيت الأبيض منقسم على نفسه لجهة تحديد نوعية اللقاء بين ترامب وبوتين، لأن تداعيات اللقاء بالغة الدقة والخطورة على الرئاسة الأميركية، ولأن دونالد ترامب ليس رئيساً يلتزم النظام، وإنما يغرّد خارج سرب إدارته أحياناً ويأتي على نفسه بمشاكل يصعب احتواؤها.

إنما حتى ولو وقع الخيار على قمة تتعمد ألاّ تكون دافئة أو عميقة أو ذات تفاهمات مسبقة، فإن أركان الإدارة قادرون على التفاوض مع أركان حكومة بوتين في حال توصّلت إدارة ترامب الى سياسة متكاملة واضحة المعالم في شتى الملفات، حتى الآن، تبدو إدارة ترامب في تبعثر أحياناً، وتبدو في حين آخر عازمة وفاعلة تنفّذ ميدانياً بالذات في الحرب على “داعش”، إنما من دون خطة واضحة لما بعد.

قد لا يختمر الحديث الأميركي الروسي الضروري، مع وصول دونالد ترامب وفلاديمير بوتين الى قمة العشرين. البدء به بات حاجة ملحة ليس فقط للمصلحة القومية الأميركية والروسية وإنما أيضاً لانعكاساته على مصير النزاعات الإقليمية.

ضرورة لقاء ترامب وبوتين في قمة العشرين




المصدر