كيف استغلت حواجز النظام السوريين الراغبين بقضاء إجازة العيد مع ذويهم؟


لم يتوقع محمد أن مبلغ 200 ألف ليرة لن تكون كافية لوصول زوجته ووالديه لمحافظة اللاذقية بهدف قضاء إجازة العيد في سوريا بعد غياب طال أكثر من ثلاث سنوات كونه أحد اللاجئين السوريين في تركيا.

وفي حديث محمد لـ"السورية نت" قال إنني في البداية ظننت أن هذا المبلغ قادر أن يلبي احتياجات عائلتي لقضاء 15 يوم في سوريا خاصة أن أهل زوجتي يسكنون في مدينة اللاذقية أي أن تكاليف الطعام والسكن غير مدرجة ضمن مصاريف الزيارة"، مضيفاً أن "عشرات الحواجز التابعة للنظام من أخر نقطة بمحافظة إدلب حتى اللاذقية كانت كفيلة بتشليح عائلتي مبلغ 200 ألف ليرة بحجة أننا قادمون من تركيا".

وأشار محمد أن "كل حاجز مرت به عائلتي وبطريقة مباشرة حددوا لهم المبلغ الواجب دفعه وإلا الرجوع من حيث أتوا والذي اختلف حسب كل جهاز أمني من مخابرات النظام وبعضهم يتبع للشبيحة (دفاع وطني) فقد وصل المبلغ في أحد الحواجز حتى 75 ألف ليرة، ومعظم الحواجز رددت عبارة (أنتم قادمون من تركيا ونحن نعلم ذلك إما أن تدعوا أو تعودوا من حيث أتيتم)"، مضيفاً أنه" في أخر حاجز بالقرب من مدينة جبلة لم يتبقى لدى العائلة ليرة واحدة حيث اضطروا بالاتصال بوالد زوجتي ليقلهم بسيارته باتجاه منزله بمدينة اللاذقية".

ولم يختلف الأمر أيضاً بالنسبة للحواجز التي تصل محافظة إدلب بحلب عبر طريق عفرين، والتي هي الأخرى كانت وسيلة لتشليح السوريين سواء كانوا قادمين من تركيا لقضاء العيد مع ذويهم أو حتى من هم داخل مدينة حلب وتوجهوا باتجاه المحافظات الأخرى.

أم محمود إحدى اللاجئات في مدينة غازي عنتاب التركية والتي رغبت بقضاء إجازة العيد في مدينة حلب عبر معبر باب الهوى، تحدثت لـ"السورية نت" عن تجربتها بعد دخولها المعبر، حيث اضطرت وعائلتها المكونة من فتاتين لاتتجاوز أعمارهم 17 عاماً من ركوب إحدى الحالات المتوجهة إلى حلب مروراً بطريق بمدينة عفرين.

وقالت، أن "دفع النقود لم يقتصر على حواجز النظام فحسب وإنما حاجز لقوات الحماية الكردية في عفرين والذي أجبرنا هو الآخر لدفع 4 آلاف ليرة عن كل شخص سواء كان صغيراً أم مسن، مع تفتيش لمصادرة أية بضائع جديدة مصدرها الأراضي التركية"، مضيفة أن بعد خروجها من عفرين ووصولاً إلى حلب كان تجاوز المبلغ المدفوع للحواجز 60 ألف ليرة".

ونوهت أم محمود أن "معظم الحواجز اتخذوا من كوننا لاجئين في تركيا حجة، حيث امتنعنا عن الاعتراف لهم أننا قادمون من تركيا الأمر الذي لم يعطي نتيجة لسلبهم نقودنا".

جميل هو الأخر مواطن يعمل في مدينة حلب وعائلته تسكن بريف إدلب، قال لـ"السورية نت" أن "عدة حواجز اضطررت لدفع المال لها لقاء قضائي عطلة العيد مع عائلتي في إدلب، وهم يعلمون تماماً أنني موجود وأعمل في مدينة حلب"، مضيفاً أي أن "الأمر ليس مقتصراً على القادمين من تركيا وإنما الغاية هي تشليح المواطن السوري".

يشار أن سلطات النظام تعاقب السوريين القاطنين في تركيا بحجة معاداة الحكومة التركية لنظام الأسد.

وكانت قد سجّلت السلطات التركية خروج أكثر من 114 ألف لاجئ سوري من معبر "جيلوة غوزو" في ولاية "هطاي" جنوبي البلاد إلى بلادهم، بهدف قضاء عطلة عيد الفطر الماضي.




المصدر