ناشطون يسلّطون الضوء على حالةٍ إنسانيةٍ منسيةٍ في الغوطة الشرقية
1 يوليو، 2017
وليد الأشقر: المصدر
استهدفت قوات النظام وميليشياته منزله بقذائف حقدها، تاركة وراءها جسداً منهكاً من كثرة الإصابات والإعاقات، غير قادر على تلبية احتياجات أطفاله الثلاثة الذين أتعبهم الفقر، وخاصة طفله المصاب بمرضي الشيخوخة المبكرة والربو، في ظل الحصار الخانق الذي تعيشه الغوطة الشرقية منذ سنوات.
سلّط ناشطون الضوء على حالةٍ من مئات، وربما من آلاف، الحالات المنسية لمدنيين كانوا ضحية إجرام النظام ميليشياته في الغوطة الشرقية، علّها تجد من يمد لها يد المساعدة والعون.
هو الشاب “عبد الناصر”، ابن مدينة دوما، أب لثلاثة أطفال، يقطن في بيت مع والدته وزوجته وأطفاله الثلاثة، بعد أن هدّمت قذائف قوات النظام وصواريخه منزله الذي كان يقطن.
أصيب “عبد الناصر” قبل نحو ثلاث سنوات، ما أدى لوقوع إعاقات عديدة في جسده، حيث أصيب في بطنه فتم استئصال قسم من أمعائه، بالإضافة لحدوث تمزق في المثانة، فأصبح يتبول عن طريق السرة.
كما أصيب في قدمه اليمنى، فتسبب ذلك بقصرها بمقدار ١١ سم، ويحتاج كل فترة إلى تجريف عند مفصل الركبة، بسبب إصابته بالتهاب نقي عظام شديد، هذا بالإضافة إلى إصابة في يده اليسرى، أدت إلى صعوبة حركة مفصل الكوع.
هذا الألم الجسدي لا يعادل ألمه النفسي حينما ينظر لطفله “خالد”، البالغ من العمر تسع سنوات، والذي يعاني من مرض الشيخوخة المبكرة، والذي يحتاج معه إلى غذاء متكامل لا يملك الأب أن يوفره له، بالإضافة إلى حاجته لبخاخ ربو بشكل دائم، نتيجة تجمع القشع في الرئتين ما يؤدي ذلك إلى التهاب مزمن.
“عبد الناصر”، لا معيل له ولا كفيل، يجلس لا حول له ولا قوة… ينظر بحسرة إلى أطفاله وزوجته ووالدته الذين لا معيل لهم من بعد الله غيره، بينما يقف عاجزاً أمام وضعه الصحي المزري، في وضعه المادي المأساوي، والفقر المدقع في بلد يعاني ويلات الحرب والحصار.
[/sociallocker]