أبرز ما نشرته مراكز الأبحاث العالمية عن الشرق الأوسط في النصف الثاني من حزيران 2017


 – كيف ينظر الخبراء الأجانب إلى الصراع الإماراتي/السعودي-القطري؟ – محمد بن سلمان كما تراه مراكز الأبحاث الأجنبية –  نحو حضورٍ أكبر على الساحة الدولية.. دور الأزهر في مكافحة الإرهاب –  الهجمات الصاروخية الإيرانية تكشف نقاط ضعفٍ عسكريةٍ محتملة – اللامركزية أمل ليبيا للخروج من أزمتها –  الانفلات الأمني في مناطق النظام ومستقبل الحكم في سوريا –  نصائح للحدّ من نفوذ موسكو في الشرق الأوسط – حلٌّ أكثر استدامةُ لمشاكل الكهرباء في غزة – نيران أردنية صديقة ضدّ الولايات المتحدة –  لعبةٌ طويلة.. معركة السيطرة على الحدود العراقية-السورية –  لعبة الانتظار التركية في سنجار كيف ينظر الخبراء الأجانب إلى الصراع الإماراتي/السعودي-القطري؟

(1) رغم أن قائمة المطالب التي قدمتها السعودية والإمارات إلى قطر لا تطالب صراحةً بتغيير النظام بل بتغيير السياسات، إلا أن سايمون هندرسون، مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن، رجّح أن تنظر إليها الدوحة على أنها وسيلة ضغط لخلع الأمير تميم من الحكم.

يرى الباحث أن هذه المطالب تشكل تحديًا للولايات المتحدة، وهو الموقف الذي تفاقم بفعل رسائل متضاربة من البيت الأبيض ووزارتي الدفاع والخارجية، وقد لا يؤدي سوى إلى تعقيد حلّ الأزمة. وبالتالي ينصح واشنطن بإجراء بعض المحادثات القاسية وبسرعة مع جميع حلفائها الخليجيين، لكي تضمن لنفسها دوراً في الدبلوماسية، وتُخفف من حدة الأزمة وتضع حدّاً لتصعيدها.

(2) نصيحةٌ مشابهة قدمها حسن منيمنة للولايات المتحدة، قائلاً: “لا المنطقة ولا العالم في وضع يسمح بتحمل انهيار إحدى التجارب الناجحة النادرة في العالم العربي، “أي التعاضد والتكامل والاندماج كما تحقق في إطار مجلس التعاون لدول الخليج.

ومصلحة واشنطن، الآنية كما على المدى البعيد، تقتضي- بحسب الكاتب- أن يتحفظ المسؤولون فيها عن إصدار المواقف النارية، وأن يسعوا إلى احتواء التصعيدات العبثية وإلى المساهمة في تشكيل سياسةٍ واحدةٍ ومنسجمة على مستوى دول مجلس التعاون. مضيفًا: “الأذى الدائم قد وقع، إلا أن فرصة إنقاذ ما تبقى من فخ الضر والضرار لا تزال قائمة، وإن إلى حين”.

(3) في تحليلٍ نشرته دورية فورين بوليسي بتاريخ 30 يونيو تطرق سايمون هندرسون إلى مسألة تغيير النظام في قطر من زاوية أكثر مباشرة، قائلاً: “إن السعوديين “لا يعتقدون أن أمير قطر الشاب يمسك بزمام الأمور في بلاده بالفعل، وهم يتطلعون إلى تغيير النظام في الدوحة.

يضيف التحليل: “من هو الزعيم الحقيقي لقطر؟ على الورق، هو الأمير تميم بن حمد آل ثاني، البالغ من العمر 37 عاما. لكن قيادات المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، التي تشارك في اشتباكٍ دبلوماسيّ فوضوي مع قطر، تعتقد أن الشيخ حمد، المعروف الآن باسم “والد الأمير”، هو في الواقع الذي لا يزال يدير زمام الأمور من وراء حجاب.

يتابع “هندرسون”: “على الأرجح لا يريد المجتمع القطري الأوسع أن يكونوا على خلاف مع المملكة العربية السعودية، كما لا يريدون الاعتماد على إيران، التي أصبحت طريقًا بديلاً للإمدادات الغذائية التي لم تعد تصل عبر المملكة العربية السعودية. لكن الضغوط الداخلية من أجل المصالحة قد لا تكفي ليتنازل حمد عن الكثير، على الأقل في الوقت الراهن”.

ولي العهد السعودي الجديد محمد بن سلمان.. كما تراه مراكز الأبحاث الأجنبية

– ما كتبه سايمون هندرسون عن ولي العهد السعودي الجديد محمد بن سلمان، تحت عنوان “الملك السعودي الجديد“، مثيرٌ للاهتمام: “يُقال إنه يسمح بتحدي وجهات نظره – ولكنه لا يغيّرها. وقد تكون قساوته أكبر مصادر قوته، أو نقاط ضعفه. وهناك اقتناع راسخٌ بالحكاية المتعلقة بـ “قصة الرصاصة”، حيث قال أحد أبناء عمومة ولي العهد لكاتب هذه  المقالة: “إن محمد بن سلمان كان قد سعى، بعد مغادرته جامعة الرياض، إلى تأسيس نفسه في مجال الأعمال التجارية. وفي مرحلة ما، كان في حاجة إلى قاضي للتوقيع على إحدى الصفقات. وعندما رفض القاضي القيام بذلك، أخرج محمد بن سلمان رصاصة من جيبه، وأخبره بأن عليه التوقيع. ونفذ القاضي “الطلب لكنه اشتكى إلى العاهل السعودي آنذاك الملك عبد الله، الذي أبعد محمد بن سلمان من بلاطه لعدة أشهر.

يضيف “هندرسون”: “هذا هو الشاب الذي هو في الواقع رجل التواصل الرئيسي بين بلاده والبيت الأبيض تحت رئاسة ترامب، فضلاً عن كونه مهندس الحرب في اليمن التي وصلت إلى طريق مسدود، وهو الأمير الرئيسي في السعودية الذي يعمل على استعادة جزيرتين في البحر الأحمر من مصر، والرجل المتشدد في الخصام الحالي لدول الخليج مع قطر”. ويقال إنه مهووس بالخطر الذي تشكله إيران وله نظرةٌ إيجابية نحو فتح علاقاتٍ مع إسرائيل، يوماً ما. وفوق كل ذلك، هو الحكم الرئيسي للسياسة السعودية بشأن النفط، الذي تَقلَّص سعره إلى درجة تثير قلق الرياض، وأصبح أكثر ميلاً للانخفاض مما يعرقل الطرح العام المبدئي الرائد لشركة “أرامكو” السعودية.

– في السياق ذاته، يحذر ريتشارد سوكولسكي وآرون ديفيد ميلر عبر كارنيجي من أن “الأمير الشاب الذي سيكون ملكاً قد لا يجلب أكوام المتاعب على بلده فقط، لكن يمكن أيضاً أن يجر الولايات المتحدة معها”، مستشهدين بما وصفاه بـ “سلسلة من الأخطاء الملكية التي ارتكبها ولي العهد الجديد محمد بن سلمان في اليمن وقطر وإيران “في غضون عامين قصيرين تولى خلالهما ولاية ولاية العهد ووزارة الدفاع.

يضيف التحليل: “بعيداً عن إظهار القدرة على الحكم والخبرة، ثبت أنه متهور ومندفع، مع قليل من الحسّ بشأن كيفية الربط بين التكتيكات والاستراتيجيات. ومما يؤسف له أنه تمكن من توريط وسحب إدارة ترامب الجديدة إلى بعض هذه الأخطاء الخاطئة”.

 نحو حضور أكبر على الساحة الدولية.. دور الأزهر في مكافحة الإرهاب

رصد الباحث بلال عبد الله مؤشرات تزايد حضور الأزهر على الساحة الدولية، وتعزيز دوره في مكافحة الإرهاب، وأبرزها “حالة الاحتفاء السياسي والدبلوماسي على أرفع المستويات تجاه شيخ الأزهر من قبل دول أوروبية كبيرة”:

– دعوة شيخ الأزهر لإلقاء خطاب في البرلمان البريطاني “مجلس اللوردات”،

– دعوة شيخ الأزهر لإلقاء خطاب في البرلمان الألماني “البوندستاج”،

– استقبال الرئيس الفرنسي لشيخ الأزهر في قصر الإليزيه،

– حملة في الإعلام الفرنسي وصلت لأن وصفته إحدى المجلات على غلافها بأنه “الرجل الذي يمتلك مفاتيح الإسلام الحق”،

– زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الطيب في مقر مشيخة الأزهر، وإعلانها التعاون معه لمكافحة الإرهاب،

– زيارة رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي لشيخ الأزهر،

– كان الأزهر هو المرجعية الإسلامية الوحيدة التي دعيت للمشاركة في نقاش نظمه مجلس الأمن حول جهود مكافحة الإرهاب،

– زيادة وتيرة التعاون، كمّاً ونوعاً، مع اليونيسكو واليونيسيف، في قضايا نشر التسامح ومناهضة العنف والإرهاب ومواجهة الإسلاموفوبيا وقضايا المرأة والطفل،

– تنشيط دور الأزهر على الساحة الليبية المضطربة: أطلق مشروع دعم الروح الوسطية في الأمة الليبية.

– تنشيط دور الأزهر على الساحة الإفريقية، خاصة في الأقاليم التي تشهد مدّاً جهاديّاً غرب وشرق القارة: مخاطبة شعوب العالم من نيجيريا، والوساطة في صراع إفريقيا الوسطى وتقديم المساعدات للمسلمين والمسيحيين.

يشير التقرير إلى أن “هذه الزيارات بشكل عام مثّلت تدشينا للتعاون في هذه المجالات، فبدأ الأزهر في كسب مساحات نفوذٍ جديدة على حساب المرجعيات أخرى”. ويضيف: “هذا الرهان الغربي على دور أكبر للأزهر يلتقي مع رؤية الأزهر لذاته كأكبر مرجعية إسلامية في العالم تعلو على كافة المرجعيات”.

لكن برغم ذلك كله يلفت الكاتب إلى أن “هذا الدور المتزايد للأزهر على المستوى الخارجي يواجه العديد من العوامل التي تقوّض منه وتحدّ من فرص نجاحه، على رأسها الصعوبات الموضوعية المرتبطة بتعقّد الصراعات الإقليمية، وما ينتج عنها من مظاهر تدعم التطرف والإرهاب والطائفية، إلى جانب الصعوبات المرتبطة بسلوك الفاعلين الآخرين، داخلياً وإقليمياً ودولياً”.

الهجمات الصاروخية الإيرانية تكشف نقاط ضعفٍ عسكرية محتملة

على عكس تحليلاتٍ عربيةٍ وغربيةٍ كثيرة، رأى الباحث فرزين نديمي، المتخصص في الشؤون الأمنية والدفاعية المتعلقة بإيران ومنطقة الخليج، أن الهجمات الصاروخية الإيرانية تكشف نقاط ضعفٍ عسكرية محتملة.

يستند “نديمي” إلى “التقييمات الأولية المستقلة (المدعومة بالصور الجوية) التي أظهرت أنّ أربعة من الصواريخ الستة التي تزعم إيران أنها أطلقتها لم تصب أهدافها، في حين أنّ تلك التي أصابت أهدافها لم تكن بالدقة التي زعمها المسؤولون في الجمهورية الإسلامية”.

ويضيف: “يُظهِر الهجوم الصاروخي أنّ إيران ربما تواجه مسائل خطيرة في ما يخص مراقبة الجودة والموثوقية المتعلقة ببرنامجها الصاروخي. وفي حين أنّ هذه الحادثة قد تدفع الإيرانيين إلى إعادة النظر في تدابير التصنيع ومراقبة الجودة وتقييمها، مما يزيد من تأخير مشاريعهم الراهنة، فقد تبحث طهران أيضاً عن حلول لهذه العيوب الواضحة في مصادر التكنولوجيا الأجنبية”.

اللامركزية أمل ليبيا للخروج من أزمتها

خلُص باحثون ثلاثة، هم: كريم ميزران وإليسا ميلر وإيميلي تشاك دوناهو، إلى أن “اللامركزية أمل ليبيا للخروج من أزمتها“، مستشهدين باستطلاع رأيٍ أجراه المعهد الجمهوري الدولي في عام 2016 رصد استعداد الشعب الليبي لقبول نقل السلطات من المركز للسلطات المحلية.

لكن تظل مشكلة الافتقار إلى موارد مالية، وغياب خطة عملٍ قانونية واضحة، من المعوقات الرئيسية لتوصيل الخدمات على المستوى المحلي، وهو ما يخلق حالة من عدم الرضا لدى الشعب. لذلك ينصح الباحثون الثلاثة بإخراج النفط من خطة اللامركزية بهدف تقليل الصراع، استئناسًا بتجربة العراق.

 ويختم التحليل المنشور في أتلانتك كاونسل برصد أحد المقومات الضرورية لتحقيق لامركزية فعالة، وإعادة توزيع السلطات والواجبات والمسئوليات: حكومة مركزية قوية وقادرة على ممارسة سلطاتها التي هي على استعداد لنقلها. ومن الواضح أنه من أجل البدء في حل الأزمة الليبية، يطالب الباحثون الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بدعم عملية التفاوض، التي تشتمل بالتزامن على منهجين لحل الأزمة من أعلى لأسفل ومن أسفل لأعلى.

 الانفلات الأمني في مناطق النظام ومستقبل الحكم في سوريا

في ظل الانفلات الأمني داخل المدن الخاضعة لسيطرة نظام الأسد، وسيطرة المليشيات المسلحة والانتهاكات اليومية ضدّ المدنيين، وتدهور الأحوال الاقتصادية وعجز النظام عن توفير احتياجات السكان، يثير سليم العمر عبر أتلانتك كاونسل علامات استفهامٍ حول قدرة نظام الأسد على السيطرة على المناطق التي تقع تحت سيطرته، ومدى نجاعة التفكير في بقاءه كجزءٍ من معادلة الحل في سوريا.

يخلص المقال إلى أن “فشل النظام في ضبط الأوضاع الأمنية في مناطق سيطرته والسماح بجرائم ترتكبها المليشيات التي تحارب إلى جانبه، يشير إلى أن الحلول المطروحة لحل الأزمة في سوريا، والتي تؤكد على أن الأسد لا يمكن إبعاده عن معادلة الحل، لن تثمر عن مخرجٍ للأزمة في سوريا، فالنظام غير القادر على حفظ الأمن في مناطق سيطرته، لا يمكن أن يحكم بصورة فعالة، هذا لو نحينا الجرائم التي ارتكبها منذ قيام الثورة السورية جانبًا”.

 نصائح للحد من نفوذ موسكو في الشرق الأوسط

قدمت الباحثة آنا بورشفسكايا شهادةً أمام “اللجنة الفرعية المعنية بشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا” التابعة لـ “مجلس النواب الأمريكي” حول أهداف روسيا الاستراتيجية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ونصحت الولايات المتحدة بما يلي:

–   الاعتراف بأنّ بوتين ليس شريكاً في محاربة الإرهاب.

– الانخراط بفعالية في الشرق الأوسط.

– تحسين التعاون الأمني مع الحلفاء في المنطقة.

– الانخراط عسكريًا في سوريا.

– التركيز على الدبلوماسية، وعدم الاقتصار على الاستراتيجية العسكرية.

– استثمار المزيد من الموارد للتصدّي للجهود الدعائية التي يقوم بها الكرملين.

– الاعتراف بعدم وجود حلّ سهل وتسوية سهلة على المدى البعيد.

حلٌّ أكثر استدامةً لمشاكل الكهرباء في غزة

ترى كاثرين باور وغيث العمري أن التطورات الأخيرة في مجال الكهرباء في غزة تعكس تقارباً في المصالح بين حماس ودحلان بشروط تعود بالنفع على مصر أيضاً. إلّا أنّ هذا التلاقي يجب أن يتعامل مع ديناميات فلسطينية وإقليمية أعمق، التي من غير المرجح أن يتم التغلب عليها في أي وقت قريب، إذا حدث ذلك أبداً.

بالإضافة إلى ذلك، فحتى إذا عادت مصادر الطاقة الثلاثة كلها إلى العمل في غزة وتم استعادة الوضع السابق، سيظل القطاع يعاني من انقطاع متكرر في الكهرباء. ويُقدَّر الطلب الحالي بضعف العرض. وكان سكان غزة وقد تمتعوا بثماني ساعات من الكهرباء في اليوم لفترة دامت عدة سنوات.

ويضيف الباحثان: إنّ التوصل إلى حلٍّ أكثر استدامةً لمشاكل الكهرباء في غزة قد يتطلب إنشاء هياكل وآليات مستقلة لتقديم هذه الخدمة، ربما بالاستناد إلى الدروس المستخلصة من جهود “البنك الدولي” لإقامة “مصلحة مياه بلديات الساحل” في المنطقة، فضلاً عن النظر في مصادر أكثر كفاءة للكهرباء، مثل زيادة الواردات من إسرائيل.

وعلى الرغم من أن التطورات الأخيرة تبدو وكأنها قد حلّت أزمة الكهرباء في القطاع، وأدّت إلى خفضٍ كبير في احتمالات وقوع حربٍ جديدة في غزة هذا الصيف – لمصلحة الجميع – إلّا أنّها تبقى أشبه بضمادة جروح سوف تسقط على الأرجح يوماً ما.

نيرانٌ أردنية صديقة ضد الولايات المتحدة

تعليقًا على محاكمة جنديٍّ أردني متّهم بالقتل العمد لثلاثة من القوات الخاصة الأمريكية،  أشار الباحث ديفيد شينكر إلى استحالة تحديد مدى تأثير عملية التطرّف التي يعاني منها حالياً المجتمع الأردني على جيش الملك، مرجحًا أن يستمر الخطر الذي يهدد العسكريين الأمريكيين في الأردن، حتى في ظلّ تكيّف واشنطن مع الظروف المتغيّرة.

ومع ذلك، يؤكّد الباحث أن قادة المملكة لا يزالون يظهرون توجهاً ثابتاً موالياً للغرب ويدافعون بشدّة عن الاعتدال الديني والتسامح. وفي منطقةٍ يتزايد فيها عدم الاستقرار، يبقى التعاون العسكري والاستخباري الوثيق مع عمّان استراتيجية لواشنطن. لكنه يستدرك: “كما تظهر الحادثة المأساوية في “قاعدة الجفر”، هناك ثمنٌ لفوائد الشراكة الأمريكية مع الأردن”.

 لعبةٌ طويلة.. معركة السيطرة على الحدود العراقية-السورية

برغم أن الحدود بين العراق وسوريا منطقة صحراوية قاحلة، لا يميزها أكثر من عددٍ من الحواجز الترابية، يلفت الباحث مايكل نايتس أن لها أهمية رمزية تنبع من ربطها بين إيران والبحر الأبيض المتوسط.

يضيف الكاتب في تحليله المنشور على موقع شيفر ريف: “من الناحية العملية، يمكن لمثل هذا الطريق أن يمنح إيران خطّ وصولٍ بري إلى حزب الله اللبناني ونظام الأسد، قد تستفيد منه إيران بشكلٍ كبير في حالة عدم تمكن حلفائها من استخدام المطارات في لبنان وسوريا خلال حربٍ مستقبلية.

ولهذا السبب، تقدّمت قوى الميليشيات المدعومة من إيران على كلا الجانبين السوري والعراقي من الحدود في الصحراء الفارغة وغير المحمية إلى حدٍّ كبير، للقيام بتدريبات رمزية لـ “زرع الأعلام” على طول الحدود”.

يشير “نايتس” إلى أن السيطرة الحقيقية على الحدود سيتطلب من وكلاء إيران إنشاء قواعد دائمة والقيام بترتيبات لوجستية للحفاظ على قواتهم، على جانبي الحدود، وعلى جانبي طرق التجارة الرئيسية.

لكنه يرجح ألا تكون هذه المهمة سهلةً في ظل المنافسة من قبل الحكومة العراقية والمعارضة السنية السورية والأكراد السوريين. وهو ما يلفت إلى أن المعركة من أجل السيطرة الحدود ستكون “لعبة طويلة من الشطرنج الجيوسياسي”.

 لعبة الانتظار التركية في سنجار

نشر مركز موشيه ديان للدراسات الشرق أوسطية والإفريقية تحليلاً للباحث مايكل نايتس خلُصَ إلى أن السيناريو الأمثل بالنسبة لتركيا هو “استخدام القوة الناعمة لإخراج حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب من سنجار، والاستفادة من التهديد بالقوة، ولكن ليس استخدامها الفعلي.

يضيف الكاتب: “قد يشمل ذلك مزيجاً من الضغوط الأمريكية والدولية، والتحفيزات الكردية و/أو العراقية بالحكم الذاتي، والضمانات الأمنية لليزيديين المحليين. وسوف تبقى أنقرة مستعدةً لعقد صفقة “سنجار مقابل بعشيقة”، حيث سيؤدي انسحاب حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب من سنجار، بوساطة بغدادية، إلى انسحاب تركيّ من قاعدة بعشيقة، التي ستشكل انتصاراً كبيراً في العلاقات العامة لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في العام الانتخابي المقبل.

ثمة خيارٌ آخر يمكن أن تدعمه تركيا، يطرحه “نايتس في خاتمة تحليله، هو: “آلية أمنية مشتركة” ثلاثية بين العراقيين والأكراد واليزيديين، مثل نقاط التفتيش المشتركة والمقر الرئيسي التي كانت تحت إدارة الجيش الأمريكي في سنجار قبل عام 2011.

Share this:


المصدر