النظام يخوض معارك اقتحام جوبر بالكلور
2 يوليو، 2017
مهند شحادة
أكد وائل علوان المتحدث الرسمي باسم (فيلق الرحمن) أنّ استخدام النظام غاز الكلور، مرتين في أسبوع واحد على جبهات جوبر، دليلٌ دامغ على هزائمه العسكرية، وقال في حديثه لـ (جيرون): “هذا دليل آخر على تواطؤ المجتمع الدولي بمنح النظام ضوءًا أخضرَ للاستمرار في قضم المناطق المحررة، وعدم اتخاذ أي إجراء بحقه، لوضع حد لجرائم الحرب المرتكبة بحق الشعب السوري”.
يأتي حديث علوان بعد أن قصف النظام، ظهر أمس السبت، نقاطَ تواجد لعناصر (فيلق الرحمن) على محاور بلدة عين ترما المتاخمة لحي جوبر شرق دمشق، بغاز الكلور؛ ما أدى إلى إصابة 30 مقاتلًا بحالات اختناق، وذلك بعد أن استعصت عليه تلك الجبهة طوال أسبوعين.
في هذا السياق، أكد علوان أن خسائر النظام منذ بداية الحملة، قبل أكثر من أسبوعين، “بلغت نحو 170 عنصرًا، بينهم 10 ضباط من مرتبات الحرس الجمهوري وقوات النخبة، إضافة إلى إعطاب وتدمير 9 دبابات تي 72، ودبابة تي 55، و4 عربات شيلكا، و3 عربات بي إم بي، وثلاث جرافات عسكرية، ومضاد طيران عيار 23، وسيارتين محملتين برشاش 14.5”.
وأضاف علوان أن “هذه الخسائر الفادحة دفعت النظام لاستخدام غاز الكلور للمرة الثانية خلال أسبوع واحد، ولهذا الأمر دلائل عسكرية وسياسية”، موضحًا “بالمعنى العسكري هو دليل على هزيمة نكراء مُني بها النظام وحلفاؤه، وجاء استخدام الكلور تعبيرًا عن عجز عسكري فادح ورد انتقامي همجي؛ فأول أمس الجمعة، خسر النظام نحو ثلاثين عنصرًا في المعارك على أطراف زملكا، أما سياسيًا فهو يؤكد من جديد على تواطؤ المجتمع الدولي، بل منحه ضوءًا أخضر للنظام بإنهاء ملف المناطق المحررة في محيط العاصمة”.
شكّلت المفاوضات السياسية -وما زالت- أحدَ أبرز المسائل الخلافية داخل المعارضة السورية بشقيها العسكري والسياسي، حيث أعلنت عدة فصائل عسكرية عن عدم جدواها، ولا سيما أن كل جولة من جولاتها يتبعها تهجير إحدى المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة.
في حين ترى المعارضة السياسية أن المفاوضات أحد أشكال المقاومة، وبالتالي هي ضرورة للتواصل مع المجتمع الدولي وتثبيت حق الشعب السوري في الحرية وتقرير المصير، ومن جهة أخرى لإثبات مدى إجرام نظام الأسد وضرورة تحشيد الرأي العام العالمي إلى جانب الثورة السورية.
قال علوان في هذا الجانب: إن “المفاوضات السياسية مضيعة للوقت في ظل الخداع الروسي، إذ حولت روسيا المفاوضات إلى غطاء سياسي لجرائم النظام، ومن جهة أخرى استخدمتها وسيلةً لكسب الوقت من أجل الاستمرار بالتصعيد ضد مناطق الثوار، وحتى اللحظة لم تلتزم موسكو بأيّ من تعهداتها، سواء في جولات أستانا أو جنيف، ولم تتخذ أي خطوة لإجبار النظام على وقف عمليته العسكرية وإلزامه بالحل السياسي، وهنا تجدر الإشارة إلى أننا نثني على الدور التركي، حيث تحاول أنقرة الالقاء بكامل ثقلها وتوظيف ما تمتلكه من علاقات دولية ودبلوماسية، من أجل إيقاف المجاز بحق الشعب السوري إلا أن كافة المحاولات تصطدم أولًا بالخداع الروسي، ومن ثم بالصمت الدولي ولا سيّما الأميركي تجاه ما يحدث في سورية”.
وشدد علوان على أن التحليلات التي تشير إلى عمليات تهجير، يعقب معركة جوبر بعيدة عن الواقع، وقال: “جوبر صمدت طوال السنوات الماضية وستصمد الآن ومقومات الصمود موجودة”، نافيًا أي “مفاوضات سرية أو علنية بين فيلق الرحمن والنظام أو حليفيه الروسي والإيراني بشأن مصير جوبر”، مؤكدًا أن “النظام لا يفهم سوى لغة القوة والميدان هو الفيصل”.
[sociallocker] [/sociallocker]