تستغل فقرهم وتغرقهم بالوعود.. هكذا تجنّد إيران اللاجئين الأفغان للقتال بسوريا

2 تموز (يوليو - جويلية)، 2017
4 minutes

نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” أمس مقالاً للصحفي الأفغاني علي لطيفي تحدث فيه عن الطريقة التي تتبعها إيران لتجنيد اللاجئين الأفغان للقتال إلى جانب قوات بشار الأسد في سوريا.

وقال لطيفي إن ملايين الأفغان اضطروا لمغادرة بلادهم إلى باكستان وإيران بسبب الحرب التي مزقت البلاد، حيث يوجد في إيران وحدها ثلاثة ملايين لاجئ أفغاني، مليونان منهم غير موثقين.

ويذكر لطيفي قصة الشاب عبد الأمين (19 عاماً) الذي غادر قبل عامين منزلَه في وادي فولادي في باميان، وهي إحدى أفقر مقاطعات أفغانستان، للعثور على عمل في إيران، وقد كانت شقيقتُه تعيش مع زوجها في أصفهان.

تمكن أمين من كسب ما يعادل 200 دولار أميركي تقريباً في الشهر، من حرفته في البناء في أصفهان، لكنه فقد عمله، ولم يستطع إيجاد عمل آخر.

وبعد معاناة عرض الإيرانيون على أمين إقامةً لمدة 10 سنوات بتمامها مع راتبٍ شهري يُقدر بـ800 دولار أميركي، إن ذهبَ إلى سوريا لكي “يحارب دفاعاً” عن ضريح السيدة زينب، حفيدة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

تضليل وكذب

ووفق المقال فإن أمين يعتقد أن الحرب في سوريا نتجت عن نزاع بين “جبهة النصرة” (التي تأسست رسمياًّ في عام 2012) وبين بشار الأسد.

وكان يحسب أن الحرب اندلعت بعد أن كان زعيم النصرة (الذي كان على علاقة بالأسد، حسب قول أمين) يريد بناء مخزن على أحد المساجد. وقد هرع الأسد، وهو عَـلَويٌّ، للدفاع عن المسجد وحماية جميع المواقع الدينية، وخاصة الأضرحة الشيعية في البلاد. وفي المقابل، دعت “جبهة النصرة” إلى سقوط الأسد وتدمير الأضرحة – وَفقاً لرواية أمين.

قاتل أمين في حلب، حيث كان لِلِواء فاطميون المكون من الشيعة الأفغان يساعد جيش النظام في استعادة الجزء الشرقي من المدينة. وقاتل هو ومئاتُ الشباب الأفغان الآخرين بأوامر من الحرس الثوري الإيراني.

وبعد إصابته بجروح في حلب، عاد أمين إلى باميان قبل شهرين مع تسلُّمِه إقامةً لمدة 10 سنوات ووعداً بمنزل في إيران، أو في سوريا بعد الحرب، إذا كان يرغب في العيش هناك. أما غالبية الأفغان الذين قاتلوا معه في سوريا فقد ظلّوا في إيران. وقال إنه على اتصال معهم عبر تطبيق تليغرام.

الجدير بالذكر أن أفغانستان، أعلنت في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، مقتل أكثر من ألف شخص من مواطنيها في الميليشيات الأفغانية الداعمة لنظام بشار الأسد في سوريا، والمنضوية تحت صفوف “الحرس الثوري” الإيراني، في جبهات القتال هناك.

وذكر تقرير للتلفزيون الحكومي الأفغاني  (RTE)، أن أكثر من ألف من الميليشيات الشيعية الأفغانية التي أرسلتها إيران إلى سوريا، قتلوا خلال الاشتباكات الدائرة في الفترة الأخيرة، دون تحديد مدة بعينها.

ولفت التقرير إلى أن إيران ترسل اللاجئين الأفغان (لم يعرف عددهم إجمالاً) الذين تستضيفهم على أرضها، إلى سوريا مقابل مبالغ مدفوعة لهم، ووعود بمنحهم “تصاريح الإقامة”.

وفي مايو/أيار 2016، ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية “تسنيم”، (شبه رسمية)، أن برلمان بلادها صادق على قانون يمنح الجنسية الإيرانية لزوجة وأبناء ووالدي المقاتلين غير الإيرانيين الذين قُضوا خلال الحرب الإيرانية العراقية (1980-1988).

كما يمنح القانون الجنسية الإيرانية لأقرباء القتلى ممن كلفوا بمهام عسكرية أو خاصة من قبل إيران في أية دولة أخرى، وذلك خلال مدة أقصاها عام واحد عقب تقديم طلب الجنسية.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]