لرسم البسمة على وجوههم… تركيب ألواح طاقةٍ شمسيّةٍ لكراسي المعاقين في إدلب


عبد الرزاق الصبيح: المصدر يسعى مصنّعون مدنيّون في ريف إدلب لرسم البسمة على شفاه المعاقين، بعد أن أقعدتهم الحرب، وذلك من خلال مشاريع بسيطة تقدّم الفائدة للمعاقين. وبدأت ورشة تصنيعٍ خاصةٍ بتركيب ألواح الطّاقة الشمسيّة في ريف إدلب، بإضافة هذه الألواح إلى كراسي العجزة، لضمان استمراريّة الحركة، أثناء مسير الكرسي المتحرّك. وتأتي فكرة استخدام ألواح الطاقة الشمسيّة من أجل الحصول على طاقة مستمرة لحركة الكرسي، ومن أجل إعطاء المعاق جرعة أمل في الحياة، ليتحرك باستقلالية ويعتمد على ذاته بدون مساعدة الآخرين، وأيضاً من أجل التّخفيف من الأعباء النفسيّة والمالية على المعاقين وذويهم. وفي حديثه الخاص لموقع (كلّنا شركاء) قال “وليد الديّك”، أحد القائمين على المشروع: “قمنا بتركيب ألواح طاقة شمسيّة لعدد كبير من كراسي المعاقين في ريف إدلب، ضمن إمكانيات متواضعة، وذلك كي يشعر المعاق بأنه جزء من المجتمع، ويعتمد في حركته على نفسه، دون مساعدة من أحد”. وعن طريقة التّصنيع والتكلفة، قال “الدّيك” لـ (المصدر): “طريقة التّصنيع تعتمد بشكل رئيسي على تركيب لوحي طاقة شمسيّة من الألواح المستوردة والمتوفّرة في السّوق المحليّة، ويتم تركيبهما مع دارة شحن وكابلات، يضاف إلى ذلك محوّلة (12.24) لكلّ كرسي، ويتم تركيب ألواح الطاقة على كرسي العجزة من الجهة العلوية، ومن الجهة الجانبيّة، وتصل كلفة تركيب الألواح للكرسي الواحد لحوالي /80/ دولاراً أمريكيا”. وبهذه الطريقة يتم خدمة أعداد كبيرة من المعاقين في الدّاخل السّوري، وقد لاقت الطريقة رواجاً كبيراً في مناطق عديدة من ريف إدلب، في ظل الأعداد الكبيرة للمعاقين بسبب الغارات الجويّة وقصف قوات النظام وميليشياته للمناطق الخارجة عن سيطرتها، حيث سجّلت إحصائيات المنظّمات الإنسانيّة آلاف المعاقين بسبب الحرب، بينهم شباب وأطفال ونساء أيضاً. من رحم المعاناة يولد الأمل، ومن بين المآسي تولد الأفراح، وعلى الرغم من سنوات الحرب وشجونها التي عاشتها البلاد وأتعبت أهلها، يبدع السّوريون من جديد، ويحاولون رسم فرحة على وجوههم، في الوقت الذي يدفعهم العالم نحو الظّلام.



المصدر