‘(الأمن والأمان) في حلب: عصابات مختصة باختطاف الأطفال تنتشر بلا رقيب’

3 يوليو، 2017

زياد عدوان: المصدر
تفشت ظاهرة اختفاء الأطفال واختطافهم في مدينة حلب خصوصاً بعد سيطرة ميليشيات النظام والشبيحة على المدينة، ولوحظ تسجيل عددٍ أكبر من حالات اختفاء واختطاف الأطفال في الأسبوع الأخير من شهر حزيران المنصرم.
ورصدت “المصدر” سبع حالات اختفاء أطفالٍ خلال الأسبوع الماضي فقط، ممن تراوحت أعمارهم ما بين الخمس سنوات والأربعة عشر عاما، وتركزت هذه الظاهرة خاصة في الأحياء الشرقية العائدة قبل نحو نصف عام لسيطرة النظام، وسُجلت آخر حالة اختفاء في التاسع والعشرين من حزيران للطفل محمد حسن ميلاجي (11 عاماً) بعد خروجه من منزله في حي مساكن هنانو.
ويوم الخامس والعشرين من حزيران الماضي اختفى ثلاثة أطفال من بينهم أيمن عجلاني (7 سنوات) في حي السكري، كما اختفى طفل عمره تسعة أعوام في حي الفردوس واسمه يزن في ذات اليوم، مما يدل على أن ظاهرة اختفاء الأطفال واختطافهم نشطت وازدادت مؤخراً بشكل كبير في النصف الأول من هذا العام.
الأحياء الغربية لمدينة حلب أيضاً شهدت حالات اختفاء واختطاف الأطفال خلال فترة سيطرة ميليشيات النظام والشبيحة عليها، ولدى تقديم البلاغات من قبل ذوي الأطفال لم تكن الأجهزة الأمنية التابعة للنظام تبدي الاهتمام بذلك الجانب متجاهلة العديد من البلاغات والشكاوى التي أفادت بحالات اختفاء وخطف الأطفال، ونتيجة الإهمال المتعمد من قبل تلك الأفرع الأمنية التي لم يكن يهمها سوى مواصلة الاعتقالات وقمع المدنيين وترهيبهم.
وبسبب تفشي هذه الظاهرة أصبح سكان المدينة يتخوفون من أن اختطاف أولادهم أثناء لعبهم في الشارع، أو لدى ذهابهم لشراء احتياجاتهم المنزلية، حيث بات الأهالي يمنعون أولادهم من الخروج بعد مغيب الشمس بالرغم من “استتباب الأمن والأمان” على حد وصف الأجهزة الأمنية التابعة للنظام.
وقال “إبراهيم عبد الله”، وهو اسمٌ مستعارٌ لشخصٍ يقطن حي الفردوس، إن “حوادث اختفاء الأطفال ليست مجرد صدف لأنه بالسابق كانت حالات فردية وربما خلال أكثر من ثلاثة أشهر حتى نسمع عن اختفاء أو اختطاف طفل ولكن ما تشهده مدينة حلب وخصوصاً الأحياء الشرقية هي عملية ممنهجة ومنظمة”.
وأضاف “عبد الله” لـ “المصدر” إن حي الفردوس والصالحين والسكري وغيرها من الأحياء الشرقية شهدت عمليات خطف طالت الأطفال حتى أصبحت بشكل يومي وليست كما كانت سابقا ويوميا نسمع عن اختفاء واختطاف خمسة أطفال أو أكثر في أحياء متفرقة من المدينة، وغالبا ما يكون وراء تلك العمليات الجهات الأمنية أو عناصر الشبيحة والميليشيات الموالية للنظام، وقد يكون الهدف من خطف الأطفال هو تجنيد من يبلغون الثالثة عشر أو بيع أعضاء الأطفال الذين هم تحت سن الثالثة عشر عاما.
واستبعد المصدر ان تكون الغاية من ذلك طلب فدية مالية لأن أوضاع السكان في تلك الأحياء سيئة للغاية، ويعيشون تحت خط الفقر، إلا إذا كانت عمليات الخطف تستهدف بعض الأحياء الغربية للمدينة والتي يقطنها العديد من العائلات الغنية.
ويرى بعض سكان المدينة بأن ظاهرة تفشي اختفاء واختطاف الأطفال ازادت مؤخراً وبنسبة مرتفعة جداً، إذ لا يمر يوم إلا ويتم تسجيل حالتين أو ثلاثة لاختفاء أطفال الأمر الذي يدل على وقوف أشخاص لديهم حماية من قبل عناصر الميليشيات والشبيحة أو الأجهزة الأمنية، ومع تكرار تقديم ذوي الأطفال بلاغات عن اختفاء أبنائهم أهملت الأجهزة الأمنية متابعة الموضوع، فلم تسفر أي عملية بحث أو تحقيق قام بها عناصر الشرطة عن العثور على أي طفل مخطوف.
وأفاد المحامي “سعيد اليوسف” لـ “المصدر” أن عمليات اختفاء واختطاف الأطفال تتم بتسهيل من الأفرع الأمنية للضغط على سكان المدينة وخاصة سكان الأحياء الشرقية ولتجنيد الأطفال الذين بلغوا سنتهم الثالثة والرابعة عشر ضمن صفوف ميليشيات النظام، أيضا تتم المتاجرة وبيع أعضاء هؤلاء الأطفال المختطفين، حيث شهدت مدينة حلب قبيل اندلاع الثورة السورية حالات اختطاف للأطفال وسرقة أعضائهم وبالرغم من تقديم عشرات البلاغات إلا أن هناك أشخاص دائماً يعملون على إغلاق ملف اختفاء واختطاف الأطفال في مدينة حلب.
ويتساءل أهالي مدينة حلب عن عودة هذه الظاهرة المخيفة بالرغم من تواجد الدوريات الأمنية بشكل كبير في المدينة، فيما يقول الكثير منهم إن الأجهزة الأمنية لا يهمها سوى أن تبقى متربعة وجاثمة على صدور الشعب السوري، وتواصل مسيرة القتل والقمع والترهيب.

[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]