مراقبون: تفجيرات دمشق رسالةٌ واضحةٌ للنظام لإلغاء قرار تبديل الحواجز


محمد كساح: المصدر قُتل وجُرح العشرات من المارة والعسكريين جراء ثلاثة تفجيرات ضربت فجر اليوم الأحد مناطق متفرقة من العاصمة دمشق، ويعتقد مراقبون أن التفجيرات ذات صلةٍ وثيقةٍ بالقرارات التي اتخذها النظام لإلغاء سيطرة الميليشيات الموالية على حواجز العاصمة والمناطق التي تقع تحت سيطرته، وتسليمها لجهةٍ واحدةٍ مسؤولةٍ عن جميع الحواجز. وقالت وكالة أنباء النظام الرسمية “سانا” في وقت سابق اليوم إن 3 سيارات مفخخة انفجرت اثنتان منها على طريق المطار مقابل كلية الهندسة الكهربائية والميكانيكية وجامع بلال الحبشي، والثالثة في ساحة الغدير في حي العمارة بدمشق. وبحسب “سانا” سقط العديد من القتلى والجرحى جراء التفجير الذي وقع في ساحة الغدير في حي العمارة، إضافة لأضرار مادية في المكان، وأكد تلفزيون النظام مقتل 8 مدنيين، وأكثر من 12 مصاباً، في حصيلة أولية لانفجار السيارات المفخخة. وكذّبت الصفحات الموالية الرواية الرسمية للنظام والتي تحدثت عن سقوط ضحايا مدنيين فقط، حيث نعت الصفحات الموالية أكثر من 5 عسكريين لقوا مصرعهم في تفجير ساحة الغدير، عرف منهم: (النقيب قيس حسن محمود، الشرطي نائل حمدو، الملازم شرف عاصم علي إبراهيم، فادي محمود من مرتبات إدارة المخابرات الجوية، رامي حبيب أحمد). * مصدر رزق تعتبر الحواجز المنتشرة بكثرة في مناطق سيطرة النظام مصدر رزق للجهات الأمنية والعسكرية المسؤولة عنها، وتجني قيادات النظام والميليشيات الموالية الملايين من عمليات التهريب والتشليح والجبايات التي تجري عبر عشرات الحواجز المنتشرة في العاصمة وغيرها من مناطق النظام. وقال الناشط الصحفي “رائد الصالحاني”، مدير شبكة صوت العاصمة المعارضة، إن التفجيرات ذات صلة ماسة بقرار إزالة الحواجز الأمنية في مناطق سيطرة النظام. وأضاف الصالحاني في تصريح لـ (المصدر): “لا أعتقد بوجود سبب آخر للتفجيرات. من المعلوم أن المتضرر من قرار إزالة الحواجز هم قيادات النظام والميليشيات الرديفة، كونها تسهل عليهم عمليات التهريب التي تقدر بالملايين”. وتابع “عندما تصبح الحواجز جميعها تابعة لجهة واحدة وتكون مزودة بأجهزة، فموضوع التهريب يغدو أصعب بكثير. اليوم القيادي في الدفاع الوطني عندما يهرب أي بضاعة يعتمد على الحواجز التابعة للدفاع الوطني، ولا يمكنه التهريب عن طريق حواجز أخرى كالجوية مثلا”. * توتر كبير عقب التفجيرات الثلاثة أغلق النظام طريق المطار، إضافة للطرق المؤدية إلى منطقة السيدة زينب، خوفاً من تسلل سيارات أخرى، بحسب شبكة “صوت العاصمة”، والتي تحدثت عن إغلاق باب كلية الهمك أمام الطلاب، بالتزامن مع تأجيل الامتحانات إلى ما بعد الظهيرة بسبب التفجيرات. وأشارت الشبكة المعارضة إلى قيام أجهزة المخابرات بإغلاق الطريق إلى مناطق سيطرة الميليشيات الشيعية في دمشق القديمة، وإغلاق الطرق المؤدية إلى ساحة باب توما، فضلاً عن أزمات مرورية افتعلتها الحواجز الكبيرة المتمركزة على حدود مدينة دمشق كحاجز “التاون سنتر” باتجاه مدينة دمشق، الذي يحوي جهاز “سكنر” لمسح المتفجرات. ورصدت الشبكة أزمة خانقة على الحاجز تصل إلى أكثر من 2 كيلو متر، حيث يتم السماح لسيارة واحدة بالمرور كل خمس دقائق تقريباً بعد تفتيش دقيق وإجراء الفيش الأمني لجميع المارة نساءً ورجالا، لافتة إلى وجود أزمة مماثلة في حواجز أخرى في مداخل العاصمة من جهة برزة. إلى ذلك أشارت “صوت العاصمة” إلى أن التفجيرات الثلاثة جاءت في اليوم الذي يفترض أن يتم فيه تنفذ قرار البدء بسحب الحواجز في مدينة دمشق، وذلك بعد أن قامت مخابرات النظام بإزالة الخط العسكري من جميع الحواجز التابعة لفرع فلسطين في جنوب العاصمة دمشق وإبقاء الخط المدني، فضلاً عن فتح طريق شارع الثورة – ساحة المحافظة وإزالة الحواجز الاسمنتية.



المصدر