حريق في مخيم للسوريين… ما أضيق العيش في لبنان!


جيرون

تضاربت الروايات حول الحريق الذي نشب، قبل يومين في مخيم (الرائد) للاجئين السوريين في لبنان، وأسفر عن مقتل طفل وإصابة 7 آخرين؛ فثمة من يعدّه مفتَعلًا، وتقف خلفه أجهزة الأمن اللبنانية، على رأسها ميليشيا (حزب الله) للتضييق على اللاجئين وإجبارهم على القبول بمصالحات مع النظام، وبين من يراه مجرد انفجار سببته عبوة غاز.

قال الصحافي وسيم بومرعي، من قب الياس، لـ (جيرون): إن “الحريق نشب بعد انفجار عبوة غاز في خيمة أحدِ اللاجئين؛ وأسفر عن وفاة أحد أبنائه وإصابة آخر، وامتدت النار لتشتعل في أرض المخيم الزراعية، وساعد في سرعة امتدادها انتشارُ مولدات الكهرباء، فالتهمت النار كل الخيام، واضطُّر الأهالي للهروب من أرضهم مذعورين، تاركين لباسهم ومتاعهم، وسط موجة حرّ تُعدّ الأقسى منذ سنوات”.

وأضاف مفصّلًا: “بقي الأهالي ساعاتٍ في العراء إلى أنْ استطاعت بلدية قبّ الياس أخذ الموافقة من القائمين على الأرض المجاورة للمخيم، ليبيت فيها اللاجئون بضعة ليال، ريثما تعيد المنظمات ترميم أرض المخيم وتنصب خيامًا جديدة”.

لكن عضو بلدية قب الياس ماهر نادر يروي لـ (جيرون) تعيد سبب الحريق إلى: “الحر الشديد، ما أدى إلى اشتعال حقول القمح، ومن ثم انفجرت عبوات الغاز”، وأكد أن “الأهالي لم يغادروا المنطقة، وسيبيتون مدة يومين في الأرض المحاذية للمخيم إلى أنْ تُستكمل عملية الترميم، ويقدم الصليب الأحمر الحاجات الضرورية للأهالي من غذاء وكساء، تشاركه بعض المنظمات الإغاثية، بينما تتولى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين تقدمة الخيام الجديدة. إلا أن الاحتياجات كبيرة”.

من جانب آخر، رأى أحمد القصير، الناشط والصحافي السوري المقيم في لبنان، أن الحريق الذي أتى على 100 خيمة يسكنها 700 شخص، مفتعلٌ، وأنه استكمال لسلسة الانتهاكات التي بدأت بها الأجهزة اللبنانية بحق اللاجئين السوريين في مخيمَي (النور وقارية) شرق عرسال، يوم  الجمعة الماضي، وأوضح لـ (جيرون): “جرت العادة، بعد كل انتهاك يُرتكب في مخيمات اللاجئين السوريين، أن ينشب حريق، للتشويش على ما سبقه من انتهاكات، ولشغل الرأي العام بقضية جديدة، لا يمكن أن يكون الحريق قدريًا، ولا سيما أنه بقي مشتعلًا مدّة طويلة، وتتذرع الجهات المختصة بأن الحريق كان ضخمًا جدًا، ولم تتمكن من إخماده بسرعة قبل أن يلتهم كل المخيم”. وأضاف: “إن حريق مخيم (الرائد) ما هو إلا مزيد من الإحراج والتضييق على اللاجئين، لدفعهم إلى الرحيل، والقبول بأي شرط للعودة إلى مناطق النظام وإخلاء المخيمات”.

يأتي الحريق بعد يومين من هجومٍ شنه الجيش اللبناني على مخيمات للاجئين في عرسال، حيث قتَل العشرات واعتقَل المئات بذريعة القضاء على الإرهاب المُتسّلل إلى المخيمات، وتصريحات لزعماء لبنانيين، تؤكد تواطؤهم المطلق مع (حزب الله) وتخاذلهم أكثر مع السوريين، وآخرها قول وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، أمس: “الإرهاب يتغطى بالنزوح ويستعملونه غطاءً ليمارسوا أفعالهم الإرهابية، لذلك علينا مواجهة النزوح بجرأة وقرار حازم من الدولة اللبنانية، والعودة الآن ممكنة إلى كثير من المناطق الآمنة في سورية، ويجب أن تتم قبل الحل السياسي”.




المصدر