لأنها "تلمّع" صورة نظام الأسد.. سياسيون لبنانيون يرفضون دعوة "حزب الله" المتعلقة باللاجئين السوريين


انتقدت شخصيات وزارية ونيابية لبنانية، دعوة "حزب الله" الحكومة اللبنانية  إلى أن تضع على جدول أعمالها كيفية التنسيق مع حكومة نظام بشار الأسد، من أجل تسهيل عودة اللاجئين السوريين طوعاً إلى من وصفها بـ"المناطق الآمنة" في داخل سوريا، وشددت أغلب هذه الانتقادات على رفض الدعوة لأنها "تلمّع" صورة النظام.

جاء ذلك في تقرير لصحيفة "الحياة" نشرته اليوم الثلاثاء، ونقلت فيه تصريح وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي، وصف فيها اقتراح "حزب الله" بأنه دعوة إلى "تعويم النظام المجرم الذي يعتقل حتى الآن خيرة الشباب اللبناني ويحتفظ برفات للبنانيين في مقابر جماعية لديه".

وذكر المرعبي، أن نظام الأسد "لم يترك مدينة إلا ودمرها". وقال: "حدودنا مفتوحة لعودة أي نازح إلى بلده من خلال الأمم المتحدة وليس بالتنسيق مع الحكومة السورية"، لافتاً إلى أن "هناك انقساماً في الحكومة حول هذا الموضوع".

وحذر وزير العمل محمد كبارة من "الدعوات الخبيثة لجر لبنان إلى تلميع صورة نظام بشار الأسد المجرم تحت عنوان تنسيق عودة النازحين السوريين"، مشيراً إلى أن "هذه العودة تتم فقط بالتنسيق مع الأمم المتحدة بعد تنظيف الأرض السورية من جميع الإرهابيين الذين يحتلون مدناً وبلدات وبيوتاً وقرى للشعب السوري المظلوم".

ورفض كبارة "أن يسجل التاريخ على لبنان أنه غطى الإرهاب الأسدي- الإيراني، أو الإرهاب الداعشي وما هو من صنفهما على الأرض السورية"، متمنياً "ألا يسجل التاريخ أيضاً على لبنان أنه غطى الإرهاب الإيراني على أرضه قبل تغطيته على الأرض السورية وغيرها".

وأعلن عضو كتلة "القوات اللبنانية" النيابية فادي كرم لـ"المركزية"، التصدي لطرح كهذا داخل الحكومة. وسأل: "كيف نتواصل مع حكومة لا نعترف بوجودها أساساً، لا بل إنها أصل البلاء في كل ما يحصل في سوريا. فهل يمكن الذهاب إلى أصل البلاء لمعالجة أزمة تطاردنا بسبب أفعالها؟".

ورفض الموافقة "على طرح كهذا، فنحن خبرنا جيداً تصرّفات النظام السوري الذي يُسبب الأزمة ويُجاهر لاحقاً بأنه يستطيع معالجتها"، معتبراً أن "التضحية بالمبادئ نتيجتها التضحية بكل شيء".

وكان وزير الدولة اللبناني علي قانصو، اقترح خلال "اللقاء التشاوري" الذي عقد الشهر الماضي في القصر الجمهوري، طرح التواصل مع النظام في شأن إعادة النازحين السوريين وقضايا أخرى، إلا أن رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ووزير التربية مروان حمادة عارضوا هذا الاقتراح.

ولم تستبعد أوساط وزارية أن يتم التطرق في النقاش السياسي الذي يحصل أحياناً بعد افتتاح جلسة مجلس الوزراء غداً الأربعاء إلى هذا الموضوع، وإلى كلام الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله عن استقدام مقاتلين من الخارج إلى سوريا ولبنان لمواجهة إسرائيل والذي لقي ردود فعل أيضاً رافضة "لأن قرار المواجهة محصور بالدولة اللبنانية".




المصدر