لن نقبل بتعويم الأسد.. سياسيون لبنانيون يردون على مقترح "حزب الله" بشأن عودة اللاجئين السوريين


ردت أصوات وزارية ونيابية أمس، على دعوة "حزب الله" الحكومة اللبنانية إلى أن تضع على جدول أعمالها كيفية التنسيق مع حكومة نظام الأسد من أجل تسهيل عودة اللاجئين السوريين طوعاً إلى المناطق الآمنة في داخل سوريا، رافضة هذه الدعوة "لأنها تلمّع صورة النظام السوري".

وبحسب صحيفة "الحياة" اللندنية كان وزير الدولة علي قانصو اقترح خلال اللقاء التشاوري الذي عقد الشهر الماضي في القصر الجمهوري، التواصل مع حكومة النظام في شأن إعادة النازحين السوريين وقضايا أخرى، إلا أن رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ووزير التربية مروان حمادة عارضوا هذا الاقتراح.

ووفقاً للصحيفة لم تستبعد أوساط وزارية أن يتم التطرق في النقاش السياسي الذي يحصل أحياناً بعد افتتاح جلسة مجلس الوزراء غداً الأربعاء إلى هذا الموضوع وإلى كلام الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله عن استقدام مقاتلين من الخارج إلى سوريا ولبنان لمواجهة إسرائيل والذي لقي ردود فعل أيضاً رافضة "لأن قرار المواجهة محصور بالدولة اللبنانية".

وقال وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي إنها "دعوات لتعويم النظام المجرم الذي يعتقل حتى الآن خيرة الشباب اللبناني ويحتفظ برفات للبنانيين في مقابر جماعية لديه".

معتبراً "أن النظام السوري لم يترك مدينة إلا ودمرها". وقال: "حدودنا مفتوحة لعودة أي نازح إلى بلده من خلال الأمم المتحدة وليس بالتنسيق مع الحكومة السورية"، لافتاً إلى أن "هناك انقساماً في الحكومة حول هذا الموضوع".

وحذر وزير العمل محمد كبارة من "الدعوات الخبيثة لجر لبنان إلى تلميع صورة نظام بشار الأسد المجرم تحت عنوان تنسيق عودة النازحين السوريين".

لافتاً إلى أن "هذه العودة تتم فقط بالتنسيق مع الأمم المتحدة بعد تنظيف الأرض السورية من جميع الإرهابيين الذين يحتلون مدناً وبلدات وبيوتاً وقرى للشعب السوري المظلوم".

ورفض كبارة "أن يسجل التاريخ على لبنان أنه غطى الإرهاب الأسدي- الإيراني أو الإرهاب الداعشي وما هو من صنفهما على الأرض السورية"، متمنياً "ألا يسجل التاريخ أيضاً على لبنان أنه غطى الإرهاب الإيراني على أرضه قبل تغطيته على الأرض السورية وغيرها".

ورأى عضو كتلة "المستقبل" النيابية عمار حوري أن "العامل التقني في ملف مخيمات النازحين السوريين من اختصاص الجيش الذي يتصرف وفق الضرورات الأمنية".

وقال إن "الجانب السياسي للملف مناط بالحكومة اللبنانية التي عليها إجراء اتصالات دولية لإرجاع النازحين السوريين، وهناك تفاهم بين القوى السياسية على معالجة ملف النازحين"، وقال: "نحن في مرحلة أكثر هدوءاً في مقاربة هذا الملف وننتظر نهاية الملف السوري".

وتساءل عضو كتلة "القوات اللبنانية" النيابية فادي كرم: "كيف نتواصل مع حكومة لا نعترف بوجودها أساساً، لا بل إنها أصل البلا في كل ما يحصل في سوريا. فهل يمكن الذهاب إلى أصل البلا لمعالجة أزمة تطاردنا بسبب أفعالها؟".

ورفض الموافقة "على طرح كهذا، فنحن خبرنا جيداً تصرّفات النظام السوري الذي يُسبب الأزمة ويُجاهر لاحقاً بأنه يستطيع معالجتها"، معتبراً أن "التضحية بالمبادئ نتيجتها التضحية بكل شيء".

ولم يستبعد كرم أن "يكون الهدف وراء الدعوة إلى التواصل مع الحكومة السورية إبراز وجود علاقة بين النظام السوري والدولة اللبنانية"، معتبراً "أن أصوات بعض القوى السياسية بفتح قنوات التواصل مع الحكومة السورية ليست بهدف تأمين عودة النازحين وإنما لفتح المجال لتسلل النظام السوري مجدداً إلى السياسة اللبنانية من بوّابة التنسيق في ملف النازحين".




المصدر