اجتماع مصيري يحدد مستقبل مدينة جيرود من “المصالحة”

5 يوليو، 2017

خالد محمد

يعقد ممثلون عن النظام، وعن مدينة جيرود، اجتماعًا حاسمًا، اليومَ الأربعاء، بعد رفض الأهالي شروطَ النظام في “المصالحة”، وبخاصة بند نشر قوات له في المدينة.

وقال الناشط عمار دكاك لـ (جيرون): إن “المفاوضات التي بدأت مطلع حزيران/ يونيو الماضي، تجري برعاية موسكو، وإن الوفد الروسي قدّم، في الاجتماع الأخير الذي عُقد أول أمس الإثنين، في الفرع 227، عدة شروط من أجل التوصل إلى اتفاق تسوية لمدينة جيرود، وقد حدد منتصف شهر تموز/ يوليو الجاري موعدًا نهائيًا للتنفيذ”.

وأضاف دكاك أن اجتماع ممثلي جيرود مع أهالي المدينة خلص إلى رفض شروط النظام في “نشر قوات له في الجهة الشرقية من المدينة، وهو ما سيعرضه وفد المدينة، في اجتماع اليوم في محطة الناصرية الحرارية، مع وفد روسيا والنظام. ويُصر النظام على وجود نقاط مراقبة له، على طول خط الغاز الممتد من ريف حمص الشرقي إلى منطقة القلمون الشرقي، وهو ما ترفضه فصائل المعارضة العاملة في المنطقة رفضًا قاطعًا”.

ووفقًا لما أشار إليه دكاك، فإن أبرز البنود التي عرضها الوفد الروسي هي: “خروج كافة المسلحين غير الراغبين بالتسوية مع سلاحهم الخفيف والمتوسط  إلى الجبل الشرقي ومنطقة البترا، تسوية أوضاع المسلحين وغير المسلحين من أبناء المدينة، وتهيئة الظروف المناسبة لعودة رموز الدولة والمؤسسات وضمان استقرارها، وإعادة تفعيل الدوائر الحكومية بما فيها المشفى الوطني، إضافة إلى عودة الموظفين المفصولين إلى أعمالهم، وتشكيل لجنة لمتابعة ملف المعتقلين، ومنح العسكريين المتخلفين مهلة 6 أشهر للالتحاق بالخدمة العسكرية، وضمان حماية مدينة جيرود من قبل الفرقة الثالثة”.

حول موقف المعارضة في منطقة القلمون الشرقي، من المفاوضات التي تجري مع النظام برعايةٍ روسية، قال أنس دحلا القائد في (قوات الشهيد أحمد العبدو): إن المعارضة “لا تمانع التوصل إلى اتفاق يجنّب المدنيين الحرب، لكن بشرط أن يبقى في فلك الحدود الإدارية لمدن وبلدات القلمون الشرقي، بمعنى آخر أن المعارضة لا تعارض إخلاء المدن والانسحاب إلى منطقة البترا والجبل الشرقي”.

وأوضح في حديثه، لـ (جيرون): “نحن على استعداد للقبول بكل ما من شأنه ضمان أمن أهالي المنطقة، وعودة الخدمات للعمل داخل مدنها، لكن دون التنازل عن القرارات المتعلقة بتواجد قوات النظام داخل المدن، وانتشارها إما على خط الغاز المار في المنطقة، أو في بعض النقاط ومفارق الطرق الرئيسة الواصلة إلى مراكزنا العسكرية في جبال القلمون الشرقي”.

ونبّه أنس دحلا إلى أن المعارضة “استشعرت خلال السنوات الماضية، في حربها مع تنظيم (داعش) وقوات النظام سابقًا، أن الأخير يهدف إلى استنزاف طاقاتها العسكرية والقتالية، عبر حصرها في المناطق الجبلية، ثم الضغط عليها مستقبلًا عبر قطع جميع الطرق والامدادات عنها، وإجبارها في النهاية على الخضوع والاستسلام”.

يسعى النظام إلى إنهاء ملف مدن وبلدات القلمون الشرقي، وهي (جيرود، الرحيبة، الضمير، الناصرية، العطنة)، مستخدمًا الشائعات التي يروج لها عملاؤه في مدن المنطقة لتأليب الرأي العام على المعارضة لدفعها إلى القبول بشروط النظام، والتهديد باللجوء إلى الخيار العسكري للانقضاض عليها الواحدة تلو الأخرى، على غرار ما حدث أخيرًا في أحياء (برزة، القابون، تشرين) شرقي دمشق.

تقع مدينة جيرود شمال شرق دمشق، وتبعد عنها نحو 50 كيلومتر، ويسكنها 40 ألف شخص، ونحو 15 ألف نازح، معظمهم نساء وأطفال، يعيشون أوضاعًا إنسانية غاية في الصعوبة، من جراء الحصار المفروض عليهم من قبل قوات النظام، منذ أواسط العام 2013.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]