روسيا تفشل في توريط حلفائها في مناطق "خفض التوتر".. ما دلالات رفضهم نشر قوات هناك؟


تحاول موسكو إشراك حلفائها في جمهوريتي قيرغيريا وكازاخستان المنضويتين في "معاهدة الأمن الجماعي" في نشر قوات مراقبة لمناطق "تخفيف التوتر" في سوريا، وذلك عبر الطلب منهما إرسال قوات خاصة إلى هناك.

صحيفة "نيزافيسيمايا" الروسية عرضت في مقال نشرته نهاية الشهر الفائت، ترجمه "مركز المعلومات في مركز عمران للدراسات الاستراتيجية" مواقف البلدين حول الطلب الروسي، وهو ما يؤشر إلى مشكلة تواجهها موسكو في توريط دول أخرى معها في عمليتها العسكرية في سوريا لتحقيق مصالحها من وراء اتفاق مناطق "تخفيف التوتر".

وكتب "فلاديمير موخين" في الصحيفة مقالاً تحدث فيه عن تحفظات قرغيزيا وكازاخستان على مساعي روسيا لجر قواتهما إلى سوريا.

وبيّن أن الرئيس القرغيزي "ألمازبيك اتامباييف" سارع للتعبير عن صعوبة ذلك، وأعرب عن استغرابه من طرح هذا الموضوع الذي لم يناقشه أبداً مع الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين".

مضيفاً أنه إذا كان مثل هذا الموضوع سيطرح فلا بد من موافقة دول "معاهدة الأمن الجماعي" وقرار من مجلس الأمن وأخيراً لابد من موافقة البرلمان القرغيري.

وبحسب الصحيفة الروسية فقد أضاف "اتامباييف": أن روسيا وتركيا وإيران يعملون على ضمان أمنهم وسلامتهم .

ويبدو أن روسيا تشعر بالاستياء من موقف البلدين الرافضين للانخراط معها في مشروعها العسكري بسوريا، وهو ما عكسه الخبير الروسي الجنرال "يوري نيكاتشيف" بتساؤله عما اعتبره "نظرة سلبية" للطرح الروسي، محاولاً بحسب ما نقلت الصحيفة الروسية أن "يمّن" على البلدين في حصولهما على أسلحة من روسيا بأسعار مخفضة.

ويشير موقف البلدين من الطرح الروسي إلى نقاط عدة، أبرزها الرغبة بعدم التورط من أجل تحقيق مصالح الروس، وخوفاً من خسائر محتملة للطرفين في سوريا التي تتصارع قوى كبرى، وهو ما ألمح إليه الرئيس القرغيزي "اتامبابيف" بقوله إنه حتى في حال قبول بلاده بالمقترح الروسي، فإن الأمر سيقتصر على إرسال عدد محدود من الضباط والجنود المتطوعين فقط.

وتخشى روسيا من زيادة خسائرها العسكرية من قواتها في سوريا، لذلك تعمّد "بوتين" جلب قوات من دول ترتبط بعلاقات قوية مع موسكو، بينها الشيشان، والتي أرسلت قوات من الشرطة العسكرية التابعة لها إلى أحياء حلب الشرقية التي خرجت منها المعارضة نهاية العام 2016، فيما بقي الجنود الروس في قواعدهم العسكرية وآخرون في مناطق أكثر أمناً من وجودهم داخل الأحياء السورية.

ومن ناحية أخرى، يشير المقترح الروسي إلى أن اتفاق مناطق "تخفيف التوتر" الذي تم وضع تفاصيله في مباحثات "أستانا 5" أمس الثلاثاء، لا يزال يواجه مشكلات عدة، لجهة استعداد الدول لنشر مقاتلين من بلدها في تلك المناطق، وتحمل مخاطر ذلك.

الجدير بالذكر أن مباحثات "أستانا 5" انطلقت أمس بلقاءات ثنائية تقنية بداية، وبين الوفود لاحقاً.

وأعلن المبعوث الروسي إلى سوريا "الكسندر لافرنتييف"، أمس، توافق الدول الضامنة في مؤتمر "أستانا 5" على "رسم حدود منطقتي خفض توتر، هما ريف حمص وسط سوريا، والغوطة الشرقية بريف دمشق".

وقال في تصريحات صحفية بفنادق "ماريوت" بأستانا، أن "هناك صعوبات لا تتعلق فقط بموضوع رسم حدود مناطق خفض التوتر، بل تتعلق أيضاً بالقوات، التي ستأخذ مكانها هناك".

وتابع: "عادة روسيا تنشر قوات شرطة عسكرية في المناطق الآمنة والعازلة، وهو ما يتوقع ولكن لم يحصل توافق بعد، وهو موضوع يتعلق بحالة مناطق خفض التوتر".




المصدر