“مستحيلات” قاسم سليماني


جيرون

يُصوَّر قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني النظام السوري، كأنه يتعرض لمثل ما تعرّض له هتلر لمواجهة نازيته، ويضيف سليماني بعدًا عالميًا مستعصيًا على هزيمة مشروع إيران، عبر وكيله الأسدي، وهو يعلم أنه لولا التساهل والتخاذل الدولي في أبعاده المختلفة الذي سهّل تغلل فرق الموت التابعة لسليماني، لما استطاع الأسد البقاء بفضل تجنيد سليماني ومن خلفه الولي الفقيه، لكل مرتزقة الأرض لمحاربة الشعب السوري.

المستحيل الراسخ لسليماني، يستند إلى عشرات آلاف المجرمين الذي يتغنى سليماني بتجنيدهم، ضمن ميليشيات طائفية ومذهبية، استطاعت تغيير معادلة الديموغرافيا في بعض المناطق عبر عمليات التطهير العرقي في العراق وسورية، والحديث عن “تزايد قوة الأسد يومًا بعد يوم” مقصود منها تزايد طول ذراع طهران، في المنطقة العربية.

لم يستطع النظام مواجهة الشعب السوري إلا بمؤازرة فرق طهران المجرمة وقوة تدمير وبطش موسكو وحملة المؤسسة الإسرائيلية بالضغط على المحافل الدولية للإبقاء على ملك “إسرائيل” في دمشق.

هذه المعادلة التي يُقدّمها سليماني تكشف -كما كشف الروس قبله وعمائم طهران- أنه لولا مساندتهم “الأسد” لسقط منذ ثلاثة أعوام.

إن مفاخرة طهران، بيدها الإجرامية الطولى، تأكيدٌ على تجريد النظام لكل معاني السيادة، وإظهار مدى التعالي والاستخفاف، وإملاء إرادة المحتل الفعلي لسورية على “أراجوزية” نظام، يستخف بكل المعايير الدولية، وتخفف له معاييره الإجرامية حتى يتمكن سليماني وغيره من وضعها في أي إطار يناسب “وهم” الصمود.

من الواضح، أن حشد آلاف المرتزقة المدعومين من طهران في سورية، يؤشر لماهية التصريحات التي يرتكز عليها قاسم سليماني عن “زيادة قوة الأسد”، بمعنى زيادة تغلل النفوذ الإيراني في المنطقة العربية، بواسطة انتشار الميليشيات والمرتزقة المنضوية تحت شعارات مذهبية وطائفية للتباهي بالسيطرة على أربعة عواصم عربية، واقتراب وصل الخط البري، من طهران إلى بيروت عبر بغداد ودمشق، وفي إطار تقاسم النفوذ والسيطرة مع موسكو وتل أبيب وفق قواعد الاشتباك المرسومة.

المستحيلات الواهمة بعدم هزيمة الأسد، أقرب للأحجيات المرسومة في خيال قصص طفولية، عن “هرقل” وأساطير “شمشون الجبار”، مع أن أبسط الاعتقاد يقود إلى نهاية وهزيمة أي طاغية، مهما بلغ طغيانه. أسطرة استحالة هزيمة الأسد يُراد منها تمرير مشاريع سيطرة فارسية، وتسهيل يهودية الدولة في المقلب الآخر، ولا شيء آخر، طغاة أصغر من الأسد وأكبر وأعلى وأعتى، هُزموا في غابر الأزمان والتاريخ، وبقيت حضارات الأرض تتحدث عن جرائمهم واضمحلالهم، استمرار الشعوب وتناسلها بقيم الحق والعدل. والحرية ستسود، أخيرًا الاعتقاد العالمي المستند إليه سليماني “مستحيلات” لا يريد أن يتذكر فيها أين يرقد شاه إيران وهتلر وموسليني وفرانكو وستالين وتشاوشيسكو وميلوسوفيتش، وكل طغاة البشرية.




المصدر