النازحون في ريف درعا بين دفع الإيجارات بالدولار والمبيت في العراء
6 يوليو، 2017
مضر الزعبي: المصدر
وحدها مشاكل النازحين لا تتوقف، فبعد أن فقدوا كل شيءٍ وفروا بأرواحهم خوفاً من آلة موت النظام وحليفته روسيا، يجدون أنفسهم أمام جملةٍ من المشاكل التي تكاد لا تنتهي، ومن هذه المشاكل التي ظهرت مؤخراً هي إيجار المنازل في المناطق المحررة، والتي وصلت إلى مبالغ فلكية.
عائلة أبو ياسين
أسرة عبد الله السرحان (أبو ياسين)، مؤسس فرق الدفاع المدني في درعا، “الشهيد شقيق الشهداء” كما يلقبه أهالي درعا، كانت ضحية لظاهرة الإيجارات المرتفعة.
وقال الناشط هاني العمري، إن عبد الله سرحان هو أحد أعلام الثورة في محافظة درعا، نظراً لدوره الكبير في مساعدة الأهالي منذ اليوم الأول للثورة، كونه قرر الابتعاد عن السلاح والعمل على إنقاذ المدنيين.
وأضاف العمري في حديث لـ (المصدر)، أن السرحان رفض الخروج من سوريا ونقل أسرته من مخيم درعا الذي يعتبر خط اشتباك بين قوات النظام وكتائب الثوار، إلى بلدة (الطيبة) شرق درعا، حالها حال عشرات الآلاف من الأسر النازحة في الداخل السوري.
وأردف “عقب مقتل السرحان بتاريخ 20 آذار/مارس الماضي إثر تفجير عبوة ناسفة على طريق أم المياذن ـ درعا شرق درعا، بدأ مالك المنزل في بلدة (الطيبة) بابتزاز أسرته المكونة من خمسة أطفال وأمهم”.
وأشار العمري إلى أن مالك المنزل طلب مبلغ 300 دولار أمريكي ثمن إيجار المنزل، أي ما يعادل 170 ألف ليرة سورية شهريا، وهو ما يعادل خمسة أضعاف متوسط دخل الأسرة السورية التي تملك معيلا، مؤكداً أن مالك المنزل طرد أسرة (أبو ياسين) يوم الأحد 1 تموز/يوليو، بعد عجزهم عم دفع المبلغ المطلوب.
ولفت إلى أن الدفاع المدني في درعا تمكن من تأمين منزل جديد لأسرة مدير فرق الدفاع المدني السابق (أبو ياسين)، لكن المشكلة تبقى في انتشار هذه الظاهرة التي باتت تؤرّق عشرات الآلاف من الأسر النازحة في المحافظة.
الإيجارات بالدولار
وبدوره، قال سليمان الزعبي، أحد النازحين المستأجرين في ريف درعا الشرقي، لـ (المصدر) إن قسماً كبيراً من الأهالي فتحوا منازلهم منذ خمسة أعوام للنازحين دون أي مقابل، لكن هناك قسم آخر يرفض أن يُسكن هذه الأسر قبل الحصول على إيجار شهري، يتراوح بين 100 دولار أمريكي و350 دولار أمريكي شهريا، وهذه المبالغ تعتبر ثلاثة أضعاف إيجارات المنازل في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، على الرغم من عدم توفر الخدمات فيها، نتيجة الانقطاع المتواصل للمياه والكهرباء في المناطق المحررة.
وأضاف الزعبي بأن ظاهرة الإيجار بالدولار بدأت في المحال التجارية في العام 2013 عقب انخفاض سعر صرف الليرة السورية، ولكن سرعان ما انتقلت للمنازل، وباتت تشكل معضلة حقيقية للنازحين، الذين باتوا يفضلون المكوث في مخيمات عشوائية لعجزهم عن دفع الإيجارات، مشيراً إلى أن مروحيات النظام كان لها رأي آخر، فقد استهدفت مخيمات النازحين من أحياء درعا البلد ومخيم درعا نهاية شهر نيسان/أبريل الماضي، ما أدى إلى مقتل 16 مدنياً جلهم من الأطفال.
[sociallocker] المصدر[/sociallocker]