(النول) يعود ليعزل لإدلب سجادها التقليدي بعد سنواتٍ على الغياب


عبد الرزاق الصبيح: المصدر

تعود آلة “النّول” للعمل من جديد في ريف إدلب، بعد سنواتٍ من تعدّي الآلة الحديثة عليها، وأخذها مكانها في الإنتاج والجودة. ورغم سنوات الحرب والصعوبات، إلاّ أن أصحاب هذه المهنة حافظوا عليها.

وتُعد مدينة أريحا جنوب إدلب من أشهر المدن التي تنتشر فيها صناعة “النّول”، والتي تنتج صناعات تقليدية قديمة، ويعمل فيها أشخاص ورثوا المهنة عن أجدادهم، ولازالوا يحافظون عليها.

ويشكل الخشب أهم أجزاء النّول، ويعتمد على طريقة يدوية بدائية بسيطة، تلعب فيها اليد العاملة الدّور الأهم، كما تعتمد على الخيوط الجاهزة والقطن المغزول، والذي يتم شراؤه من مدينة حلب، ومؤخراً من تركيا.

وتنتج آلة النّول السّجاد، والمدّ العربي والبسط، بالإضافة إلى العباءات التي لازال البدو يرتدونها حتى أيامنا هذه، وأيضا سجادات الصلاة وبعض أدوات الزينة والتطريزات الحديثة.

وقال “فؤاد أبو عبدو”، المشرف على أحد معامل النول في ريف إدلب: “ورثنا عن أجدادنا العمل على النّول، وبدورنا ننقل هذه المهنة العريقة إلى أبنائنا، وهي مهنة اشتهر بها السّوريون على مرّ العصور”.

وعن الصعوبات التي تمرّ بها المهنة، قال “أبو عبدو” لـ (المصدر): “هناك صعوبات كبيرة تواجه هذه المهنة، فقد ارتفعت أسعار الخيوط عشرات المرّات، وهي تشكل المادة الأساسية في المهنة، كما نعاني من صعوبة تأمين الخيوط، وأجور العاملين المنخفضة جداً، بسبب الوقت الكبير والذي يهدره العاملون في الإنتاج”.

وأشار إلى أن “هناك صعوبات في تصريف هذه المنتجات في السوق المحلية، بسبب ارتفاع تكلفتها، على الرغم من جودتها والتي تضاهي جودة الصناعات الحديثة”.

رحل الأجداد ولكن بقيت آثارهم شاهدة، وعلى الرغم من الظروف التي يعيشها السوريون والتحدّيات في ظلّ الحرب، إلّا أنهم يصرون على متابعة حياتهم والمحافظة على تراث أجدادهم.





المصدر