تركيا تحدد الحالة الوحيدة لإغلاق قاعدتها العسكرية بقطر.. والقاهرة ترفض التفاوض مع الدوحة

6 يوليو، 2017

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن بلاده لن تغلق القاعدة العسكرية التابعة لها في قطر إلا إذا طلبت الدوحة ذلك، في وقت قالت فيه مصر إنه لا حلول وسطية مع قطر بخصوص المطالب التي قدمتها القاهرة، والرياض، والمنامة وأبو ظبي لها.

وأشار أردوغان في لقاء مع قناة “فرانس 24″، أمس الأربعاء: “إذا لم يأتِ طلب من الدوحة بهذا الخصوص (إغلاق القاعدة) فإننا لا ولن نقوم بهذا الأمر أبداً”، مضيفاً أن بلاده لا تريد أن تشهد المنطقة أزمة للمرة الثانية. وأوضح بالقول “هناك أزمة حقيقية في كل من سوريا والعراق، والآن لا نريد حدوث أزمة في منطقة الخليج”.

وتساءل أردوغان في إجابته على سؤال حول إمكانية إغلاق القاعدة التركية بقطر: “لم لا يتقدمون (الدول المقاطعة لقطر) بطلب من هذا القبيل بشأن القوات المركزية الأمريكية، فهناك قاعدة أمريكية وأخرى فرنسية، لم لا يطلبون من هؤلاء ما يطلبونه من تركيا؟”.

وأضاف أن تركيا ملتزمة بالاتفاقية الموقعة مع قطر وتقف وراءها حتى النهاية. مشيراً أيضاً إلى أن تلك القاعدة تم إنشاؤها بطلب من الدوحة في إطار اتفاقية للدفاع بين تركيا وقطر وقعت في عام 2014. وبيّن أنه قال للمملكة العربية السعودية في وقت سابق: “إذا طلبتم فبإمكاننا إنشاء قاعدة عسكرية في المملكة، حيث قالوا (السعوديون) لنُقيّم هذا الأمر”.

وفيما إذا كان من الممكن أن تقيّم تركيا طلبا من هذا القبيل في حال تقدمت به قطر، كبادرة حسن نية من أنقرة لحل الأزمة قال أردوغان: “في حال تقدمت قطر برجاء وطلب من هذا القبيل فإننا بطبيعة الحال لن نكون في مكان غير مرغوب بنا فيه”.

وأكد إلى أنه جدد في كل تصريحاته حول الأزمة الخليجية، أن يتدخل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، بصفته كبير المنطقة من ناحية العمر ومن الناحية الاقتصادية، ويجب أن لا يسمح بحدوث أزمة في المنطقة، نحن طالبنا بهذا دائماً.

ولفت إلى أن المطالب الـ13 للدول المقاطعة لقطر، تلغي صفة الدولة عن الأخيرة، مؤكداً أن قطر دولة ذات سيادة، واعتبر أن هنالك بنوداً من ضمن المطالب، تشير بعدم الاعتراف بقطر كدولة، مؤكداً أن هذا أمر “لا يمكن قبوله”.

وعما إذا استشعر خلال لقاءاته ومحادثاته مع زعماء المنطقة والعالم بإمكانية إيجاد حل للأزمة، أفاد أردوغان أنه لا الغرب ولا بلاده يدعمون موقف دول الخليج(المقاطعة). وأكد على أنه لا يمكن القبول بفرض عقوبات على استيراد قطر للأغذية والأدوية والملابس، وأنه من غير الممكن أبداً اعتبار قطر بمثابة دولة “إرهابية”.

وشدد الرئيس التركي على أنه عرف قطر على مدى 15 عاما من حكمه كرئيس للوزراء ورئيس الجمهورية بأنها تكافح الإرهاب. وأوضح أن تركيا حاربت الإرهاب إلى جانب قطر سواء في عهد الأمير السابق حمد بن خليفة آل ثاني أو في عهد الأمير تميم.

“لا تفاوض”

وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، مساء الأربعاء، إنه “لم يعد هناك محل للتفاوض أو حلول وسطية” بشأن مطالب الدول المقاطعة لقطر.

وفي تصريحات عبر الهاتف مع الإعلامي عمرو أديب، عبر فضائية “أون تي في” المصرية الخاصة، أضاف شكري أن “الأمن السعودي المصري واحد، ولا يمكن التفاوض عليه، ولم يعد هناك محل للتفاوض مع قطر أو حلول وسطية”.

وأفضى اجتماع لوزراء خارجية الدول الأربع المقاطعة لقطر، وهي السعودية والإمارات والبحرين ومصر، بالقاهرة، في وقت سابق الأربعاء، إلى تحذيرات للدوحة دون تبني خطوات تصعيدية جديدة واضحة ضدها، وإعلان تلك الدول أنها تأسف “للرد السلبي” لقطر على المطالب التي قدمت إليها.

وتزامن هذا الاجتماع مع اتصال هاتفي أجراه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بنظيره المصري عبد الفتاح السيسي، دعا خلاله كافة الأطراف إلى “التفاوض بشكل بناء لحل النزاع”.

واعتبر الوزير المصري، في التصريح التلفزيوني، أن هناك حالة واحدة للجلوس مع قطر على طاولة المفاوضات، وهي أن “ترى الدول العربية تنفيذ الدوحة كافة المطالب على أرض الواقع، بعيدًا عن الوعود”. وأوضح شكري أن رد الجانب القطري على قائمة المطالب “كان مطولًا، وبه الكثير من اللغط، وسلبيًا ومفرغًا من مضمونه”، حسب قوله.

وأشار إلى أن “اجتماع (العاصمة البحرينية) المنامة المقبل (لم يحدد موعدًا له) سيبحث آخر تطورات الأزمة مع قطر في الوقت القريب جدًا”. وأضاف أنه  “ليس مستبعدًا اتخاذ أي إجراءات في هذا الاجتماع أو بعده”. ونفى شكري أن تكون دول المقاطعة “قد قللت مطالبها (من 13 إلى 6 مطالب”.

وبدأت هذه الأزمة، في 5 يونيو/حزيران الماضي، حين قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، وفرضت الثلاث الأولى عليها حصارًا بريًا وجويًا، بدعوى دعمها للإرهاب، وهو ما نفت الدوحة صحته، معتبرة أنها تواجه حملة افتراءات، وأكاذيب تهدف إلى فرض الوصاية على قرارها الوطني.

وقدمت الدول الأربع، يوم 22 يونيو/ حزيران الماضي، إلى قطر، عبر الكويت، قائمة تضم 13 مطلبًا لإعادة العلاقات مع الدوحة، بينها اغلاق قناة “الجزيرة”. وهي المطالب التي اعتبرت الدوحة أنها “ليست واقعية ولا متوازنة وغير منطقية وغير قابلة للتنفيذ”.

اقرا أيضاً: اجتماع دول المقاطعة بالقاهرة يفضي إلى تحذيرات دون خطوات تصعيدية ضد قطر

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]