مرض الليشمانيا يهدد محافظة حماة ويخلف 4600 إصابة


دمشق ـ «القدس لعربي» : مع تواصل انهيار القطاع الصحي في المناطق الداخلة ضمن سيطرة فصائل المعارضة المسلحة، وتردي الأوضاع الصحية في مناطق الخاضعة للنظام السوري، والإهمال في مكافحة انتشار الأمراض المعدية، والأهم من ذلك كله هو النقص المتزايد في أعداد الأطباء بعد قتل واعتقال وتهجير العدد الأكبر منهم، يقف السوريون وخاصة النازحين منهم في مراكز الإيواء وخيم النازحين عاجزين أمام اجتياح موجة الأمراض أو الأوبئة وعدم القدرة على إيجاد سبل الوقاية أو استخدام العلاج المناسب.
وكشف رئيس «مركز مكافحة الليشمانيا» لدى النظام السوري في مدينة حماة باسل إبراهيم، في تصريحات صحافية، أن عدد الإصابات بلغ منذ بداية العام الجاري ولغاية الشهر الماضي 4600 إصابة في مدينة حماه التي يسيطر عليها النظام السوري، موضحاً أن سبب تنامي الإصابات يعود إلى الصرف غير الصحي المكشوف، وتربية الحيوانات ضمن البيوت السكنية، وعدم ترحيل روثها، وعدم تكليس الحظائر أو تعقيمها، حيث تتركز الإصابات في كل من «مصياف في دير الصليب وكفر عقيد والمحروسة، وفي سلمية المدينة ذاتها وقرية علي كاسون».
وبين إبراهيم أن «توافد عدد كبير من المواطنين من ريف المحافظة والمحافظات الأخرى إلى مدينة حماة، كان عاملاً إضافياً ساهم في ازدياد الإصابات»، في إشارة إلى النازحين والهاربين من قصف النظام السوري في قرى محافظة حماه بعد تهدم منازلهم ولجوئهم إلى المناطق الأكثر أمنا، بعد تعرض بلداتهم الى قصف عنيف بالصواريخ والبراميل المتفجرة. ونوّه إلى «توزع الإصابات في مدينة حماة، في أحياء الصواعق وتشرين والقصور والفيحاء والأربعين وجنوب الملعب». بدوره، الدكتور أحمد العمر من المركز الصحي لمكافحة الليشمانيا في سهل الغاب بريف حماه قال في تصريح خاص لـ»القدس العربي»، إن لقصف قوات النظام السوري وتدميره القرى وأماكن تجمع المدنيين دوراً في انتشار المرض، مشيراً إلى أن البيئة التي نتشط وتتكاثر فيها «ذبابة الرمل» هي الأماكن المهجورة والمدمرة، كما تعيش هذه الذبابة في المغارات التي آوت خلال سنوات الحرب عشرات العائلات المهجرة ممن فقدوا منازلهم، حيث تعتبر هذه المغارات بيئة مناسبة لتكاثر ذبابة الرمل الحاملة للمرض. وأشار الطبيب إلى وجود قرابة 100 حالة تحت المراقبة وقيد العلاج في مركز قرية «قسطون» في ريف حماه وحدها، مشيراً إلى الإحصائيات التي نشرتها مديرية «صحة» «حماة الحرة» الناشطة في أرياف حماه الشمالية والشرقية والغربية الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية المسلحة، حيث أكدت وجود 1524 حالة مصابة بداء الليشمانيا وتحت العلاج، عدا عن 1016 تم توثيقها في وقت سابق، وتسعمئة مصاب بداء الليشمانيا في مدينة كفرزيتا وحدها، مع غياب الاحصائيات الطبية الدقيقة وإهمال المنظمات العالمية لمناطق انتشار المرض، وخاصة في ريف حماه الخارج عن سيطرة النظام السوري.
وتعد محافظة حماه ثاني أكبر بؤرة لتوطن المرض في سوريا، بعد محافظة حلب، حسب إحصائيات «وزارة الصحة» لدى النظام السوري، حيث ينتقل المرض من أنثى ذبابة الرمل، وهي حشرة صغيرة تكاد لا ترى بالعين، ذات لون أصفر وتنتشر بدون صوت.




المصدر