أكثر من 10 آلاف نازحٍ من (بدو) السويداء في ريف درعا الشرقي


إياس العمر: المصدر

استقبلت المناطق المحررة من محافظة درعا عشرات الآلاف من المهجرين من مدن وبلدات درعا الخاضعة لسيطرة قوات النظام، بالإضافة لبلدات ريف دمشق الغربي، لكن من المستغرب وجود أكثر من 10 آلاف مهجرٍ من محافظة السويداء في ريف درعا الشرقي، كون السويداء لم تشهد أية أعمالٍ عسكريةٍ على عكس باقي المناطق السورية.

الفرار من الخدمة العسكرية

وقال “جابر السعود”، أحد مهجري السويداء في ريف درعا الشرقي، إن أكثر من 10 آلاف مهجر من ريف السويداء يتواجدون الآن في ريف درعا الشرقي، مشيراً إلى أن موجة الهجرة بدأت منذ العام 2012 بالتزامن مع عمليات الانشقاق عن قوات النظام، موضحاً أن كل أسرة كان ينشق أحد أبنائها عن قوات النظام كانت تنزح من مناطق سيطرة النظام في ريف السويداء إلى ريف درعا الشرقي، خوفاً من الانتقام.

وأضاف “السعود” في حديث لـ (المصدر)، بأن المهجرين هم من مدن وبلدات (الدارة ـ شهبا ـ المزرعة ـ عريقة ـ ذيبين)، بالإضافة لريف السويداء الشرقي، وأوضح أنه مع مطلع العام 2013 بدأت قوات النظام والميلشيات الموالية عمليات مداهمة على نطاق واسع، بهدف سحب الشبان للخدمة في صفوف قوات النظام، ما دفع مئات الأسر للنزوح عن منازلها خوفاً على أبنائها.

ولفت إلى أن المهجرين من محافظة السويداء هم من أبناء العشائر (البدو)، وهم من السكان الأصلين للمحافظة منذ مئات السنين، ولكن قوات النظام عملت منذ بداية الثورة على تجنيد أبناء العشائر للقتال في صفوفها، واللعب على وتر الطائفية، فكل من يقبل التطوع في صفوف قوات النظام من أبناء العشائر يتم منحه صلاحيات كبيرة على حساب باقي شرائح المجتمع في المحافظة، ولاسيما الأكثرية من أبناء الطائفة (الدرزية)، بينما من يرفض ذلك يتم تسليط الميلشيات الموالية من الطائفة الدرزية عليه، بغية خلق شرخ اجتماعي في المحافظة.

ظروفٌ مأساويةٌ للنازحين

وقال الناشط “سامي الأحمد”، إنه منذ منتصف العام المنصرم، بدأت موجة نزوح جديدة من (بدو) السويداء، باتجاه ريف درعا الشرقي، نتيجة عمليات الانتقام التي قامن بها عناصر الميلشيات الموالية، فقد قامت بتفجير عشرات المنازل في بلدة (عريقة) غرب السويداء، كما أحرقت هذه الميلشيات مؤخراً منازل في بلدة (ذيبين) جنوب السويداء، على خلفية مقتل ثلاثة من أبناء البلدة.

وأضاف “الأحمد” في حديث لـ (المصدر)، أن قوات النظام هجّرت منتصف العام 2015 أكثر من 1500 مدني من بلدة (الدارة) غرب السويداء، عقب خسارتها للّواء 52 شرق درعا، فقامت بنقل مقر قيادة اللواء للبلدة وتهجير السكان من (البدو) الذين نزحوا باتجاه ريف درعا الشرقي، ومن (المسيحين) الذين بمعظمهم غادروا سوريا، والقسم الآخر انتقل لدمشق.

وأشار إلى أن المهجرين من أبناء محافظة السويداء يعيشون في خيام تقع في سهول ريف درعا الشرقي، ولا يتم تقديم لهم أية خدمات في معظم الأحيان، نتيجة بعدهم عن التجمعات السكنية، ولاسيما فيما يتعلق بملف التعليم، على الرغم من المحاولات الخجولة لإنشاء مدارس متنقلة لهم، لكن الفكرة لا تزال بحاجة لكثير من العمل، بسبب تباعد التجمعات السكنية للمهجرين.

ولفت “الأحمد” إلى أن هجرة (البدو) من السويداء كان لها أثر سلبي على الوضع الاقنصادي لأبناء محافظة السويداء، ولاسيما أن المحافظة تعتمد عليهم في إنتاج الألبان والأجبان، بالإضافة للّحوم التي ارتفعت أسعارها بشكل كبير، فسعر كيلو لحم الخاروف في السويداء يصل إلى 4500 ليرة سورية، بينما يبلغ سعره في ريف درعا الشرقي 3500 ليرة سورية.





المصدر