العنوسة تتفشى في طرطوس: نصف الشبان قُتلوا والآخر عاجزٌ


غيث علي: المصدر

كشفت مصادر إعلاميةٍ مواليةٍ للنظام أن نسبة العنوسة في محافظة طرطوس ارتفعت بشكلٍ مخيفٍ في الأعوام الماضية، ناسبةً الأسباب إلى مقتل نسبةٍ كبيرةٍ من الشباب خلال المعارك، والغلاء الفاحش الذي يمنع الشباب من التفكير بالزواج.

وتشير الأرقام التي نشرتها شبكاتٌ محلية موالية نقلاً عن دائرة النفوس في طرطوس أن 135 ألف امرأة تجاوزن سن 32 عاماً دون زواج، من إجمالي عدد النساء البالغ نحو 550 ألفاً، وباعتبار أن نحو 40 في المئة من سكان سوريا دون الثامنة عشر من أعمارهم، يكون العدد الإجمالي لنساء طرطوس البالغات لا يتجاوز 330 ألف امرأة، ما يشير أن نسبة العانسات إلى إجمالي عدد النساء بلغ أكثر من 40 في المئة، بحسب الأرقام الرسمية.

نسبة الشباب العازفين عن الزواج في المقابل، بدأت ترتفع بشكلٍ كبيرٍ خلال الأعوام الماضية، وتشير الأرقام الصادرة عن دائرة النفوس إلى وجود 150 ألف شابٍ في طرطوس تجاوزا 32 عاماً دون زواج، وهو ما يشكل نسبة نحو 45 من إجمالي الذكور البالغين.

وسبق للشبكات الموالية أن سرّبت أرقاماً من نفوس طرطوس والمحكمة الشرعية في المحافظة أشارت إلى أن 50 في المئة من النساء بلغن 27 عاماً دون زواج بين عامي 2012 و2015، أما نسبة الأرامل فبلغت 40 في المئة من إجمالي عدد المتزوجات.

150 ألف شاب قُتلوا

وعزا ناشرو هذه الأرقام الارتفاع الكبير في نسبة العنوسة إلى أن نصف شباب طرطوس لقوا مصرعهم خلال مشاركتهم بجانب قوات النظام في الحرب التي تشنها ضد الشعب السوري، وتُعتبر طرطوس كمحافظة الخزان البشري الأهم لقوات النظام الرسمية والميليشيات الموالية أيضاً.

وكانت وكالة (آكي) الإيطالية نقلت عن معارض سوري بارز قوله إن النظام خسر، خلال ست سنوات بسبب الحرب، التي شنّها في أيامها الأولى ضد “الانتفاضة الشعبية”، ما يقرب من “150 ألف قتيل من الطائفة العلوية”، من الميليشيات غير النظامية التي شكّلها النظام ومن أجهزة الأمن الذين جنّدهم لخدمة مشروع استمراره ومنع سقوطه، وذلك وفقاً لمصادر روسية.

المحامي أنور البني، رئيس المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية، رجّح أن يكون الرقم قريباً من الصواب، وقال في تصريح للوكالة الإيطالية “أعتقد أن النظام خسر أكثر من مائة ألف من القادرين على القتال أو المشاركين به من طائفته، بالإضافة لهؤلاء هناك خسائر بشرية في صفوف الموالين له، وقد يصل العدد إلى حوالي مائة وخمسين ألف من الطائفة كلها” وفق تقديره.

شرطة أخلاقية

وكردةً فعلٍ قد تكون طبيعية على عنوسة النساء وعزوف الشباب، والعجز الكبير في تأمين متطلبات الزواج، وصل الانحلال الأخلاقي إلى مستويات غير مسبوقة وغير مقبولة من قبل أهالي طرطوس أنفسهم، ونجحت ضغوط الأهالي على حكومة النظام باستحداث أول مخفرٍ مختصٍّ بالقضايا الأخلاقية في المدينة قبل نحو شهرين.

وأجبرت شكاوى المواطنين حكومة النظام على إنشاء (مخفر أخلاقية) على الكورنيش من أجل الحد من هذه ظاهرة التحلل الأخلاقي، لا سيما في المكاسر، وهي امتداد لليابسة مصطنعة تشبه الرؤوس التي تمتد من الكورنيش إلى داخل مياه البحر.

وأشار موالون للنظام إلى أن المنطقة باتت بحاجة لوضع مخفر على كل مكسر على الكورنيش، محتجين بأن أبناء المسؤولين والشبيحة هم أول من يمارسون الأفعال اللاأخلاقية ولا أحد يستطيع إيقافهم.





المصدر