"سوريا الديمقراطية" تشرد قسرياً 4 آلاف من سكان قرية بريف الرقة


اتهمت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، ميليشيات قوات "سوريا الديمقراطية" والتي تشكل "ب ي د" الكردية الجزء الأكبر منها، بإجبار 4 آلاف من سكان قرية السلحبية الشرقية بريف الرقة الغربي، على النزوح القسري قبل نحو شهرين، دون أن تسمح لهم بالعودة لها، رغم طرد تنظيم "الدولة الإسلامية" منها.

وفي تقرير صدر من الشبكة، اليوم الجمعة، قالت إنه في منتصف أيار/مايو الماضي، تقدَّمت ما تعرف بـ(قوات سوريا الديمقراطية/ يشكل تنظيم ب ي د الارهابي عمودها الفقري) باتجاه قرية السلحبية الشرقية بريف الرقة الغربي (21 كم غرب مدينة الرقة وهي ذات أغلبية عربية)، وخوفاً مما يُرافق هذا التقدم عادة من قصف جوي وحملات اعتقال، نزح معظم وربما جميع سكان القرية".

وأضاف "يُقدِّر عدد النازحينَ بقرابة 4 آلاف شخص، تشردوا في الحقول الزراعية الواقعة في محيط القرية".

التقرير بين أنه "في 22 أيار/ مايو الماضي، سيطرت (سوريا الديمقراطية) على القرية بشكل كامل، وأجبرت أهلها المقيمين ضمن الخيم في محيطها على المغادرة منها، ما اضطرهم إلى التَّوجه إلى منطقة بريَّة قاحلة تقع شمال القرية، في 25 من نفس الشهر".

ولفتت إلى انه "بعد انقضاء 15 يوماً، تم ابلاغ الأهالي المشردين أن القوات المذكورة سمحت لهم بالعودة إلى الحقول الزراعية المحيطة بالقرية فقط، ذلك بعد تفاوض أجرته مع وجهاء القرية، لكنَّها لم تسمح لأي شخص بدخول الأخيرة".

وأخبر الأهالي الشبكة بحسب البيان، أن هذه القوات هدّدتهم بالاستهداف بالرصاص بشكل مباشر.

وأكد التقرير أن "أقرب حاجز تتمركز فيه عناصر تنظيم داعش يبعد عن قرية السلحبية الشرقية قرابة 30 كم".

الشبكة تطرقت إلى أنه في "23 حزيران/يونيو الماضي، سجلت إصابة ما لايقل عن 7 أشخاص بينهم سيدة بعد اعتداء قوات سوريا الديمقراطية على مظاهرة خرج فيها أهالي قرية السلحبية، ينددون بالتشريد القسري الذي تعرَّضوا له، وطالبوا بالعودة إلى مساكنهم".

وشددت الشبكة على أنه "حتى لحظة نشر التقرير، لايزال قرابة 4 آلاف شخص عالقين في الحقول المحيطة بالقرية، مفتقدين أبسطَ مقومات الحياة، ويعيشون في خيم بدائية دون مساعدات غذائية، أو مياه صالحة للشرب، أو مستلزمات صرف صحي، إضافة إلى انعدام شبه تام للرعاية الصحية، حيث لا تسمح لهم هذه القوات بتلقي العلاج ضمن النقطة الطبية التي افتتحتها داخل القرية".

وفي نفس الإطار، أشارت الشبكة إلى أن "العمليات العسكرية لسوريا الديمقراطية في محيط الرقة، ترافقت باستهتار واضح بمبادئ القانون الإنساني، ويُشير إلى ذلك حجم الخسائر البشرية غير المبرر في تلك المدة".

وأردفت أنها "سجلت قتل الحلف (قوات سوريا الديمقراطية/ قوات التحالف الدولي) منذ 6 تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، حتى 30 حزيران/يونيو الماضي(في الرقة ومحيطها)، ما لا يقل عن 895 مدنياً، من بينهم 241 طفلاً، و170 سيدة".

كما سجلت الشبكة في نفس الفترة "قرابة 78 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية، واعتقال قرابة 117 شخصاً بينهم طفل و3 سيدات، فيما تسبَّبت عمليات القصف، والقتل العشوائي، وتدمير المنازل، والمراكز الحيوية، وأيضاً عمليات الاعتقال، بفرار عشرات الآلاف من السكان، تُقدِّر الشبكة أعداد المدنيين الذين تعرَّضوا للتشريد القسري بما لا يقل عن 120 ألف نسمة".

وتجري "قوات سوريا الديمقراطية"، التي تقودها منظمة "ب ي د" الإرهابية، عملية عسكرية للسيطرة على مدينة الرقة وريفها، بدعم من القوات الأمريكية والتحالف الدولي الذي تقوده، وتمكنت حتى الآن من السيطرة على مساحات واسعة من الريف، والدخول إلى أطرف المدينة.

 




المصدر