فزغلياد: حقيقة اللقاء ببوتين محفوفة بخسائر سياسيَّة جديدة لترامب


سمير رمان

الصورة: Cheriss May/Zuma/Global Look Press

مقدمة…………………………………………………………1

أنصح بعقد اجتماعٍ رسمي وقصير…………………………….2

من تجرّأ على ثني ترامب عن عقد اللقاء………………………3

موانع من أجل “إنقاذ الصورة”………………………………4

رأي الكونغرس، اللوبيات ووسائل الإعلام ذات أهميَّة………….5

مقدمة

اتَّضح وجود أشخاصٍ حول دونالد ترامب يحاولون ثنيه عن عقد لقاءٍ شامل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويحاول هؤلاء إقناعه بأنْ يكون اللقاء، في أحسن الأحوال “رسميًا وقصير المدَّة”. فمن هم هؤلاء الأشخاص الذين يجد ترامب نفسه مضطرًا، رغمًا عنهم، للإصرار على تحقيق رغبته بلقاء الرئيس الروسي، وما هي دوافعهم؟

نقلت وكالة Associated Press   أنَّ دونالد ترامب ينوي لقاء فلاديمير بوتين مع مراعاة كلِّ الأعراف الدبلوماسيَّة، على الرغم من القلق الذي يبديه عددٌ من ممثلي إداراته.

“سيُنظر إلى أيّ خطوةٍ تتعلَّق بروسيا، يقوم بها ترامب، على أنَّها تقوِّض المصالح القومية”

لم تستبعد إدارة الولايات المتحدة الأميركية أنْ يجتمع رؤساء روسيا والولايات المتحدة “على هامش” قمَّة G20 التي ستعقد في مدينة هامبورغ الألمانية، في 7-8 من تموز. وقد صرَّح الناطق الإعلامي، باسم الرئيس الروسي ديمتري بيسكوف، بأنَّ اللقاء سيعقد على الأرجح. وأوضح أنَّه لا توجد حتى الآن أجندةٌ واضحة لهذا الاجتماع.

تعتقد وكالة (أسوشيتد برس)، أنَّ اللقاء المتوقَّع بين ترامب وبوتين سيزيد من شقَّة الخلافات المتراكمة في البيت الأبيض. ولا يُستبعد أنَّ هذه الخلافات ظهرت من خلال التصريحات المتناقضة التي صدرت عن إدارة ترامب، حول تورط موسكو بهجمات “القراصنة الروس”.

أنصح بعقد اجتماعٍ رسمي وقصير

ترامب نفسه، يرغب بأنْ يكون اللقاء المرتقب لقاءً كاملًا (بمشاركةٍ واسعة للإعلام)، وأن تناقش خلاله قضايا العلاقات الدولية والأميركية. إلا أنَّ أنصار “المقاربة الحذرة” ينصحون رئيس الولايات المتحدة الأميركية، بخوض لقاءٍ رسميّ وسريع مع بوتين، تنقل وكالة (تاس) عن Associated Press..

الاحتمال الحذر الثاني: يجب أن تجري المباحثات بين الوفدين الروسي والأميركي دون مشاركة الرؤساء.

يوجد في البيت الأبيض خلافاتٌ عميقة حول كيفية ترتيب العلاقات مع موسكو، يقتطف مصدر الوكالة. وهذه الخلافات قويَّةٌ الآن بشكلٍ خاصّ، بينما تجري التحقيقات بشأن “العلاقات الروسية”، لإدارة ترامب وحول “التدخلِّ الروسي” في مجرى انتخابات رئيس الولايات المتحدة الأميركية.

من تجرَّأ على ثني ترامب.

من وجهة نظر “حرفية القانون”، ليس بمقدور لا الكونغرس، ولا الأحزاب السياسيَّة أو أيّ مجموعة ضغطٍ أنْ يؤثِّروا على قرار الرئيس، بمن يلتقي من بين رؤساء الدول والحكومات. أمام الكونغرس عدَّة اتفاقات دولية (يتطلب إقرارها ثلثي أصوات النواب). وعلى العموم، يحدِّد الرئيس الأميركي سياسة الولايات المتحدة الأميركية الخارجية، وتتولَّى وزارة الخارجية مهمَّة تنفيذها.

لا ينبغي توقُّع مقارباتٍ ما من جهة وزارة الخارجية الأميركية. فقد اعتبر الخبراء زيارةَ وزير الخارجية ريكس تيليرسون خطوةً لـ “مدِّ الجسور”، قبيل لقاء ترامب مع بوتين. ويدلُّ على ذلك “خارطة الطريق” التي أعدَّها تيليرسون لتطبيع العلاقات مع موسكو. ومن الملفت للنظر أنَّ الوثيقة المذكورة قد سرِّبت بالكامل، وظهرت على موقع BuzzFeed. وقد حدث ذلك في أوج المناقشات التي كانت تجري، في مجلس الشيوخ، حول مشروع قانونٍ يقضي بحرمان ترامب من حقّ إلغاء العقوبات المفروضة على روسيا، من دون موافقة الكونغرس.

“يجب النظر إلى الوضع الحالي من منظور الأزمة السياسيّة الداخلية التي تعصف بالبلاد في الأشهر الماضية”، قال لصحيفة (فزغلياد) الخبيرُ بالشؤون الأميركية فيكتور أوليفيش. أيّ خطوة يُقدِم عليها ترامب وإدارته، لتقديم تنازلات في مسألة العلاقات مع موسكو، سيُنظر إليها كعملٍ مضرٍّ بالمصالح القومية الأميركية. وبحسب رأي الخبير، مصدر الحذر موجودٌ في جهاز البيت الأبيض، وفي مجلس الأمن القومي للولايات المتحدة الأميركية.

موانع من أجل “إنقاذ الصورة”.

ونبّه أوليفيتش، إلى أنَّ أولئك الذين يحذرون من لقاء ترامب وبوتين، “ينطلقون من تصوراتٍ لتحسين الصورة”. بلا شكٍّ، لا يحقُّ لأحدٍ من موظفِي البيت الأبيض منع لقاء الدولتين في إطار قمَّة الدول العشرين (G-20). إلا أنَّه بإمكان ترامب أن يأخذ بالحسبان النصيحةَ بـ “الحفاظ على الصورة” والتواصل مع الرئيس الروسي بالحدِّ الأدنى، بذريعة “المسؤولية” عن التدخلّ في العملية الانتخابية. ومن ناحيةٍ أُخرى، تبدو المناقشات التي تدور في وسائل الإعلام لإمكانية لقاء بوتين وترامب، كنوعٍ من التسريبات تصبُّ في مصلحة خصوم ترامب، بشكلٍ مقصودٍ لتشويه سمعته، يزعم أوليفيتش.

في هذه الظروف المتوترة التي تسود أوساط البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي، يمكنهم أخذ “الرأي الخارجي”، ومن ضمنه موقف أعضاء الكونغرس، بالحسبان. ومن المعروف أنَّ مواقفهم تشوبها الريبة تجاه ترامب، وتجاه روسيا بشكلٍ خاصّ، إن لم تكن عدوانيَّة.

رأي الكونغرس، مجموعات الضغط (اللوبي) ووسائل الإعلام ذات أهميَّة.

هل ستطلق عملية عزل ترامب أم لا (والتي ازدادت التهديدات بها في الآونة الأخيرة)، يتعلَّق الأمر بالكتلة الجمهورية في مجلس الشيوخ، يقول الخبير بالشؤون الأميركية بوريس موجيوف في تعليقٍ له لصحيفة (فزغلياد).

تسود في أوساط الحزب الجمهوري، أي حزب ترامب نفسه، مواقف حادّة ضدَّ روسيا؛ وتأتي أكثر المواقف تطرُّفًا من جانب ما يُعرفون بـ “الصقور” في مجلس الشيوخ، وعلى رأسهم رئيس لجنة النواب للتسلُّح جون ماكين، ورئيس اللجنة الفرعية لمكافحة الجريمة والإرهاب ليندسي غريم.

يحتاج الجمهوريون لـ “تصحيح السمعة”، وكما يشير موجيوف، فقد أثارت مقالةٌ نشرت على صفحات صحيفة (واشنطن بوست) الكثيرَ من الضجيج حول مزاعم تقول إنَّ الحزب الجمهوري “أعاق المحاولاتٍ الجادَّة التي كانت ستجري لمواجهة التدخلّ الروسي في الانتخابات الأميركية”. علمًا أنَّ إدارة باراك أوباما قد كانت على معرفةٍ “بالتدخلِّ الروسي” منذ صيف عام 2016، كما جاء في المقالة. تبيِّن المقالة أنَّ الديمقراطيين يكونون بذلك، قد حرموا ترامب من ورقة الادّعاء بأنَّ إدارة أوباما كانت مقصِّرة، ونذكِّر بأنَّ الرئيس كان قد أبدى استغرابه بسبب عدم قيام إدارة أوباما “بوضع حدٍّ لروسيا”. بينما تؤكِّد صحيفة (واشنطن بوست) أنَّ اللوم في ذلك يقع على حزب ترامب نفسه.

وبهذا يصبح بإمكان الجمهوريين تلغيم اللقاء بين الرئيسين ترامب وبوتين؛ انطلاقًا من تصوراتٍ “ظرفية” وكذلك مواقف مبدئيَّة. أمَّا الديمقراطيون، كما أُشير سابقًا، فيتضامنون مع “حزب ترامب” الرسمي في محاولاته معاقبة روسيا. وبذلك، قدّم السيناتور الجمهوري مايكل كريبو والسيناتور الديمقراطي شيرود براون، اقتراحًا مشتركًا لتشديد العقوبات ضدَّ روسيا.

يشير ميجويف إلى “هناك البنتاغون، وهناك مجموعات ضغطٍ مختلفة، بما في ذلك اللوبي الذي يمثِّل مجمَّع الصناعات العسكرية. كلُّ هذه الأموال لا تسمح للجمهوريين بإظهار أيِّ نوعٍ من الاستقلال الأيديولوجي”. ويمثِّل سيل المقالات التي تنشر حول “العلاقات الروسية في البيت الأبيض” غطاءً إعلاميًا للمحاولات التي يقوم بها جزءٌ من المؤسسات الأميركية (establishment) لتقييد صلاحيات الرئيس.

انطلاقًا من هذه العوامل، “تكوَّن لدى بعض ممثلي إدارة ترامب رأيٌ يعتقد أنَّ اللقاء الشامل مع بوتين قد يستغلُّ من قبل وسائل الإعلام الأميركية؛ ليصوَّر على أنَّه تنازلُ لبوتين من جانب ترامب الذي يتساهل مع روسيا. ويرى الخبير أنّ ترامب سيتعرَّض لموجةٍ جديدةٍ من الانتقادات الحادَّة.

 

اسم المقالة الأصليةДаже сам факт встречи с Путиным грозит Трампу новыми политическими потерями
كاتب المقالةيكاترينا كاراستيشينكو- ميخائيل موشكين
مكان وتاريخ النشرصحيفة فزغلياد. 26.حزيران 2014
رابط المقالةhttps://www.vz.ru/politics/2017/6/26/876134.html
ترجمة سمير رمان



المصدر