مخابرات الجيش اللبناني تُصادر عيّنات من جثث ضحايا عرسال


عرقلت “مخابرات الجيش اللبناني” فجر اليوم، محاولةً لكشف أسباب وفاة ثلاثة معتقلين سوريين كانوا قد قضوا خلال فترة احتجازهم في السجون اللبنانية.

ورأى حقوقيون في هذه الخطوة مسعىً يهدف إلى إخفاء جريمة قتل المعتقلين عقب عملية اقتحام المخيمات في عرسال الأسبوع الفائت من قبل الجيش اللبناني.

وكشفت المحامية اللبنانية والناشطة في حقوق الإنسان “ديالا شحادة” عن عمليات ضغطٍ وترهيب نفّذتها مخابرات الجيش اللبناني عليها، بغية مصادرة عيّنات الجثث بهدف إخفاء الأدلة على الجريمة.

وقالت شحادة إنها حصلت على قرار قضائي مُعجل من أحد القضاة في مدينة زحلة لجمع العينات بعد 48 ساعة من وفاة الموقوفين السوريين الثلاثة “مصطفى عبد الكريم العبسي، وخالد حسين المليص، وأنس حسين الحسيكي”الذين توفّوا خلال احتجازهم، وذلك بصفتها موكّلة عنهم.

وأضافت أنها وبعد استلام العينات أخذتها إلى مستشفى أوتيل ديو في بيروت، بمرافقة موظّف لبناني، ولكن خلال طريقها إلى المستشفى تلقّت اتصالاً من الطبيب الشرعي، أبلغها خلاله أن “مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، طلب منه إعادة العينات بحجّة “أن هذا التشريح لا يمكن أن يتم من دون إشارة من قبل صقر شخصياً”.

ورغم أن القضاء العسكري لا علاقة له بالعيّنات قانونياً بسبب عدم وجود دعوى بهذا الأمر، إلّا أنه عندما وصلت شحادة إلى مستشفى “أوتيل ديو” في بيروت، كانت مخابرات الجيش اللبناني بانتظارها وطلبوا أن تسليمهم العينات مدعين امتلاكهم أمراً رسمياً بذلك

وتابعت شحادة، أنه بعد سجال طويل، اتصلت بالنائب العام التمييزي سمير حمود، لتشرح له الواقعة لكنه طلب منها تسليم العينات إلى مخابرات الجيش، على أن يشير إليهم بوجوب نقلها إلى المستشفى الحكومي.

وأردفت: “سألت القاضي حمود إن كان يتحمل مسؤولية إتلاف الأدلة الجنائية الوحيدة التي يملكونها في هذه القضية، إلا أنه أصرَّ على طلبه”، ما اضطرها في ظل تواجد المخابرات مدجّجين بالسلاح إلى تسليمهم العينات التي نقلوها إلى “جهة مجهولة”، يفترض أن تكون المستشفى الحكومي، وفقاً للمحامية شحادة.

وقد وثّقت المحامية اللبنانية والناشطة في حقوق الإنسان “ديالا شحادة” عملية أخذ العينات منها بالفيديو وقامت ببثّه على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك.

ووفقاً لـ “المفكّرة القانونية” اللبنانية، فإن تدخّل المخابرات غير قانوني، ولا سيما مع وجود حكم قضائي صادر عن قاضي الأمور المستعجلة في زحلة لتنفيذ جمع العينات دون أي تأخير.

وكان السوريون الثلاثة أُعلن عن وفاتهم مع سبعة موقوفين سوريين آخرين، تم اعتقالهم مع مئات خلال المداهمة التي نفذها الجيش اللبناني لمخيّمات اللاجئين في عرسال.

رابط : هنا.



صدى الشام