الاتفاق الروسي الأمريكي لوقف إطلاق النار بجنوب غرب سوريا.. هل سيكون بداية للسلام أم للتقسيم؟


توصلت الولايات المتحدة وروسيا والأردن إلى وقف لإطلاق النار و"اتفاق لعدم التصعيد" في جنوب غرب سوريا يوم أمس مع بذل الحكومة الأمريكية في ظل رئاسة "دونالد ترامب" أولى محاولاتها لوقف الحرب في سوريا.

وبحسب مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية أمس فإنَّ وقف إطلاق النار في جنوب غرب سوريا الذي تفاوضت عليه الولايات المتحدة وروسيا والأردن هو "خطوة أولى" نحو ترتيب أكبر.

وأضاف المسؤول الذي شارك في المفاوضات وطلب عدم نشر اسمه إن المزيد من المناقشات ستحدد جوانب حاسمة في الهدنة ومنها من سيتولى مراقبتها.

ويبدأ وقف إطلاق النار ظهر الأحد بتوقيت دمشق (الساعة 10.00 بتوقيت غرينتش).

وأُعلن عن هذا الاتفاق بعد اجتماع عُقد في مدينة هامبورج الألمانية بين "ترامب" والرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" على هامش قمة مجموعة العشرين التي تضم أكبر الاقتصادات في العالم.

وقال وزير الخارجية الأمريكي "ريكس تيلرسون" إن المنطقة التي يشملها وقف إطلاق النار تؤثر على أمن الأردن و"جزء معقد جداً من ساحة المعارك السورية".

وأضاف "تيلرسون": "أعتقد أن هذه هي أول إشارة إلى أن الولايات المتحدة وروسيا بمقدورهما العمل معاً في سوريا (..) ونتيجة لذلك أجرينا مناقشة مطولة جداً فيما يتعلق بمناطق أخرى في سوريا يمكننا أن نواصل فيها العمل معاً لعدم التصعيد".

وقال وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف" إن الاتفاق يتضمن "تأمين وصول المساعدات الإنسانية وإقامة اتصالات بين المعارضة في المنطقة ومركز مراقبة يجري إنشاؤه في العاصمة الأردنية".

مواقف من الاتفاق

وأفاد فصيل من المعارضة السورية المسلحة شارك في محادثات السلام الأخيرة التي عقدت في كازاخستان الشهر الماضي في بيان إنه لديه قلقاً كبيراً بشأن "الاجتماعات السرية بين روسيا والأردن وأمريكا لإبرام اتفاق منفرد لجنوب سوريا بمعزل عن الشمال" والذي وصفه بأنه حدث غير مسبوق "يقسم سوريا والمعارضة".

بينما لم يصدر رد فعل حتى الآن من نظام الأسد، أو من الجبهة الجنوبية، التجمع الرئيس لجماعات المعارضة المسلحة التي يساندها الغرب في جنوب غرب سوريا، على اتفاق وقف إطلاق النار.

ولم يتضح حتى الآن على وجه التحديد ما هي المناطق في جنوب غرب سوريا التي سيشملها وقف إطلاق النار المرتقب.

لكن محادثات جرت في وقت سابق بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن "منطقة عدم التصعيد" شملت محافظة درعا على الحدود مع الأردن ومحافظة القنيطرة على الحدود مع مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.

وقال وزير الدفاع البريطاني "مايكل فالون" إنه في حين يرحب بأي وقف لإطلاق النار في سوريا فإنه يريد أن يرى نتائج على الأرض.

وأضاف قائلاً في واشنطن: "التاريخ الحديث للحرب السورية به الكثير من إعلانات الهدنة وسيكون من الجيد (...) وجود وقف إطلاق النار في يوم ما".

وتابع قائلاً: "لم تكن أي منها وقف لإطلاق النار وقد انتهكت باستمرار، انتهكها النظام وفي الحقيقة انتهكها النشاط الروسي ذاته. لذلك (..) نرحب بأي وقف لإطلاق النار لكن دعونا نرى. دعونا نرى النتائج على الأرض".




المصدر