صحف عبرية: إسرائيل شريك بالتوصل لاتفاق التهدئة جنوب سورية


كّدت صحيفتان إسرائيليتان، اليوم الأحد، مُجدداً أن إسرائيل كانت طرفاً في المفاوضات والمباحثات التي جرت في الأردن، وأفضت، الجمعة، إلى الإعلان عن الاتفاق “الثلاثي” الروسي الأميركي الأردني، لوقف إطلاق النار في جنوبي غربي سورية.

وذكرت كل من صحيفتي “هآرتس” و”يديعوت أحرونوت”، أن إسرائيل كانت طرفاً في المباحثات التي تمت بين الأطراف الثلاثة المذكورة، وأنها وضعت مطالب واضحة بشأن صيغة الاتفاق المذكور وشروطه، وإن كانت قد تحفظت علناً من إبقاء الإشراف على وقف إطلاق النار بأيدي روسيا بشكل حصري.

ويأتي تأكيد الصحيفتين، بعد أن كانتا قد نشرتا، يوم الجمعة، لأول مرة عن الدور الإسرائيلي في المشاورات والمفاوضات الجارية في الأردن، إذ أوردت “هآرتس”، حينها، أن إسرائيل مطلعة على ما يجري في المفاوضات الجارية في الأردن، وأنها طالبت الولايات المتحدة بشكل واضح بأن يتم فصل مباحثات وقف إطلاق النار في جنوب غرب سورية عن المفاوضات العامة الجارية في الأستانة، وأن يتم استبعاد إيران وأذرعها عن المنطقة. وبحسب الصحيفة فإن الولايات المتحدة تبنت المواقف الإسرائيلية المذكورة.

وكانت “يديعوت” قد ذكرت صراحة في تقرير لها، الجمعة، على موقعها الإلكتروني، أن إسرائيل شريكة في المفاوضات.

وعاودت الصحيفة، اليوم، التأكيد عبر مقال للمحلل العسكري، أليكس فيشمان، في نسختها الورقية، بشكل لا يترك مجالاً للشك، أن الاتفاق وقع بين ثلاث دول هي روسيا والأردن والولايات المتحدة إلا أن إسرائيل كانت لاعباً رئيسياً في بلورته، مضيفا أنه في حال تطبيق الاتفاق وتنفيذه فإن ذلك سيبعد خطر تشكيل جبهة إيرانية مع “حزب الله” في هضبة الجولان، وهو بحد ذاته إنجاز سياسي لإسرائيل.

ولفت فيشمان، في هذا السياق، إلى أن الهجمات والغارات التي شنتها إسرائيل في الأسابيع الأخيرة على مواقع في سورية، على أثر سقوط قذائف بالجانب الإسرائيلي من الجولان المحتل، ساهمت في تكريس مكانتها كلاعب لا يمكن تجاهله في الترتيبات في الجولان، ناهيك عن دور ما يقال عن علاقات مع جهات سورية في الطرف السوري من الجولان، وهو ما يساعدها في أن تكون طرفاً في الإشراف على ومراقبة تطبيق الاتفاق.

وبحسب فيشمان فإن التوصل للاتفاق في جنوب سورية كان أيضاً نتاج تقاطع مصالح، بين روسيا والولايات المتحدة، ففي حين لا ترغب روسيا، في الوقت الحالي، بتدهور الأوضاع في الجنوب السوري، وهو ما قد يضر بمصالح النظام هناك، فإن الولايات المتحدة تحركت مدفوعة لضمان مصلحة حلفائها الحدوديين مع سورية، إسرائيل والأردن، اللتين أعربتا عن قلقهما من الوضع على هذه الحدود وهددتا بتحرك فاعل. وأشار إلى أنه يستدل من الاتفاق الثلاثي وجود اتفاق ضمني من قبل كافة الأطراف على بقاء بشار الأسد.

بدوره، ذكر عاموس هرئيل، في صحيفة “هآرتس”، أن الاتفاق الثلاثي هدف أيضاً إلى طمأنة إسرائيل، ناهيك عن أن سهولة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في جنوب سورية، خلافاً للوضع في شمال ووسط سورية، نابع أيضاً من المصلحة المشتركة لكل من الولايات المتحدة وروسيا باستبعاد إيران وأذرعها المختلفة من هذه المنطقة، كما أن تركيا لا تملك أية مصالح في جنوب سورية مقابل تدخلها النشط والمكثف في ما يتعلق بالشمال السوري.

وأضاف هرئيل أن الحاجة للتوصل إلى اتفاق في جنوب سورية، نابعة أيضاً من الحاجة لتهدئة كل من الأردن وإسرائيل اللتين بدتا وكأنهما على وشك التدخل في المناطق الحدودية المشتركة لهما مع سورية في حال علمتا أن قوات ومليشيات إيرانية من شأنها أن تنتشر على امتداد هذه المناطق.

وكانت إسرائيل شريكاً فاعلاً، بحسب الصحيفة، في المفاوضات والمحادثات التي جرت في عمان لتحديد مناطق وقف إطلاق النار والمناطق الآمنة جنوبي سورية. وتدرك إسرائيل اليوم أنه سيكون عليها التسليم بالإشراف الروسي على وقف إطلاق النار، خاصة أن الولايات المتحدة لا تبدي، في المرحلة الحالية على الأقل رغبة أو استعداداً للتدخل العسكري في الحرب في سورية باستثناء الحرب على تنظيم “داعش”.

وبحسب “هآرتس” فإن لإسرائيل في منطقة درعا تحديداً عدة حلفاء بينهم دروز، “مليشيا فرسان الجولان” ووحدات من الجيش السوري الحر، ومن شأن هؤلاء الحلفاء، وفقاً لمحللين عرب أن يشكلوا أساساً لتشكيل جيش جنوب سورية على غرار جيش أنطوان لحد.

ووفقاً للصحيفة ذاتها، فإن الوظيفة التي ستناط بهؤلاء ستكون منع تمركز قوات من “حزب الله”، ومليشيات موالية لإيران من السيطرة على منطقة الجولان بعد انسحاب القوات الأميركية وانتهاء الحرب على تنظيم “داعش”، وإخلاء الولايات المتحدة المنطقة وإبقائها تحت تصرف روسيا التي قد تصل لتفاهمات وتسويات مع إيران في كل ما يتعلق بتقاسم السيطرة على المنطقة ضمن مصلحتهما المشتركة بالإبقاء على نظام بشار الأسد.



صدى الشام