مئات العائلات المهجّرة من حمص تستعد للعودة


أسامة أبو زيد: المصدر

تستعد صباح اليوم الأحد نحو 200 عائلة حمصية تقطن مدينة الباب ونحو 250 عائلة أخرى تقطن مخيم الزوغرة في جرابلس وعشرات العائلات من مناطق متفرقة للعودة إلى حمص، بعد إبرام اتفاق جديد بين لجنة من طرف النظام من جهة والعائلات الذين يرغبون في العودة لحمص من جهة أخرى، ومن المفترض أن تبدأ العملية مساء الأحد انطلاقاً من مخيم الزوغرة لتنتهي مساء الإثنين في حي الوعر.

ووضع النظام شروطاً لمن يريد العودة إلى حي الوعر تم طرحها على لسان وسيطه المدعو “أدهم رجوب” والذي بدوره تواصل مع أهالي حي الوعر المهجرين في منطقة درع الفرات وطلب منهم العودة إلى حيهم شريطة إحضار أبنائهم معهم.

وتحدث “رجوب” من خلال تسجيلات صوتية أرسلها إلى وسطاء في الشمال، وطالب خلالها المهجرين الراغبين بالعودة لحمص بتشكيل لجنة وتسجل أسمائهم وتقديم لوائح اسمية لهم وإرسالها إلى النظام الذي شكّل لجنة ترأسها المدعو “رجوب” بالإضافة لبعض أهالي الحي الذين لم يخرجوا منه.

واشترط “رجوب” خلال التسجيلات أن يتم عودة العائلة كما هي في دفتر العائلة بتعدادها الكامل شيوخاً ونساء وشباباً، سيتم تجميعهم في تادف وتدقيق أعدادهم ثم سوقهم إلى حي الوعر يوم الاثنين على شكل دفعة واحدة.

وتحدث “رجوب” عن آلية العودة التي سيتكفل بها نظام بشار الأسد من منطقة تادف وهي المنطقة صفر وحتى حي الوعر دون التكفل بإحضار شاحنات للأمتعة والحقائب، وإن وجدت الشاحنات فستكون على حساب الأهالي العائدين.

وأوضح “رجوب” خضوع كل من سيعود إلى حي الوعر ستطبق عليه التسوية ويضمن النظام عدم التعرض لأي شخص سيعود وعدم المسائلة أين كان وإلى أين ذهب.

وبخصوص المنشقين قال “رجوب” إن العساكر والعناصر المنشقة ستتم عليهم التسوية ومن ثم يعادون للخدمة في محافظة حمص وبالنسبة لطالب الجامعة تجرى له تسوية ويمنح وقته ليحصل على وثيقة تأجيل ويعود لجامعته.

في المقابل يتهم ناشطون المدعو “أدهم رجوب” بأنه عميل لنظام بشار الأسد وليس وسيطاً لأهالي حمص كما ذكر، وقد سبقت له ممارسات تشبيحية كثيرة على أبناء مدينة حمص وحي الوعر خاصة خلال سنوات الثورة.

ونوه ناشطون من حمص إلى رغبة النظام الشديدة بعودة شباب حي الوعر الذي ظهر بوضوح من خلال تأكيد المدعو “رجوب” على عودة الشباب ضمن العائلات وعدم عودة الشيوخ والنساء فقط من أجل استغلالهم وضمهم لصفوف ميليشياته ومحاربتهم بجانب قوات النظام.

وضع إنساني شاق لأهالي حمص في أماكن النزوح

في المقابل، يعيش أهالي حي الوعر المهجرين في منطقة درع الفرات ظروف إنسانية صعبة أجبرتهم على العودة إلى مناطق النظام بعد معاناة بدأت منذ استقبالهم وعدم احتوائهم في المخيمات السيئة وعدم تأمين مقومات الحياة من مياه وسكن وغذاء وغيرها من الحاجات الضرورية، بالإضافة لسوء الوضع الطبي وإهمال الجانب التعليمي نهائياً وغلاء آجار المنازل والمعيشة لمن يريد الخروج من المخيمات إلى المساكن، بالإضافة للفقر الشديد الذي يسود هذه العائلات.

وكانت نحو 20 ألف نسمة ضمن 4000 عائلة خرجت من حي الوعر بعد توقيع اتفاق بين طرف النظام وطرف المعارضة بضمان روسي، في شهر آذار 2017 قضى بخروج من لا يرغب بنظام بشار الأسد من ثوار ومدنيين إلى مناطق في الشمال السوري، على دفعات استمرت لنحو شهرين متتاليين إلى أن فرغ حي الوعر من سكانه وثواره وشبابه.





المصدر