الحريري يحذر من زرع الفتن بين الجيش اللبناني والسوريين ويكشف موقفه من "معركة عرسال"‎


حذر رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، من "محاولات زرع فتن وتوتر" بين الجيش وقرابة مليون ونصف مليون نازح سوري في لبنان.

وعقب اجتماعه مع قائد الجيش، جوزيف عون، ووزير الدفاع، يعقوب الصراف، قال الحريري في مؤتمر صحفي بمقر الحكومة في بيروت، اليوم الإثنين، إنه يرفض "التشكيك بالتحقيق الذي تقوم به قيادة الجيش في حادثة عرسال".

وردًا على سؤال حول تقارير إعلامية تحدثت عن أن ميليشيا "حزب الله" اللبناني يعتزم بدء معركة ضد "هيئة تحرير الشام" في جرود عرسال قريبًا، أجاب الحريري: "أنا ضد هذه المعركة في جرود عرسال".

وحول حسم الأمر في عرسال، قال الحريري إن "القرار السياسي موجود، لكن هناك مدنيون في عرسال والإرهابيون يستعملونهم لحماية أنفسهم.. الجيش يعرف نفسه حين يصبح مرتاحًا لحسم الأمر دون أذية المدنيين".

وقبل أيام أعلن الجيش وفاة 4 موقوفين سوريين لديه، جراء معاناتهم من "مشاكل صحية مزمنة تفاعلت نتيجة الأحوال المناخية"، وهو ما أثار اتهامات للجيش بتعذيبهم، لاسيما بعد تداول صورة تظهر آثار كدمات على عنق أحد المتوفين ودماء على أنفه.

وكان السوريون الأربعة المتوفين بين 350 نازحًا سوريًا، بينهم مسلحون، أوقفهم الجيش خلال مداهمته، نهاية يونيو/ حزيران الماضي، مخيمات النازحين السوريين قرب بلد عرسال الحدودية مع سوريا (شرق)،

قبل أن يطلق سراح مئة منهم لاحقًا، وفق ما أعلنه الجيش.

ومضى الحريري قائلًا إن "الجيش حريص على المواطنين والمدنيين أكثر من أي فريق آخر.. هناك تحقيق شفاف في حادثة وفاة الموقوفين السوريين الأربعة، والدعم السياسي للجيش غير مشروط إطلاقًا".

ورأى أن "هناك فريقًا سياسيًا أو طرفًا (لم يسمه) يريد زرع فتن وتوتر بين الجيش، الذي يعمل على محاربة الإرهاب ومنع محاولات انتحارية في الداخل اللبناني، وبين النازحين".

واعتبر أن "الجيش قام بعملية ناجحة وكبيرة جدًا (في عرسال)، ولو أنه لم يقم بها لكان هناك اليوم مشكل كبير في البلد، لأن تلك العبوات كانت موجهة لتفجير لبنان".

وكان الجيش اللبناني أعلن، نهاية الشهر الماضي، وقوع 4 تفجيرات انتحارية خلال مداهمته مخيمات عرسال.

وأعلن الجيش اللبناني، في بيان اليوم، أنه أحال إلى القضاء عشرين من موقوفي مخيمات عرسال، إضافة إلى تسليم 152 إلى الأمن العام، وإخلاء سبيل 23 آخرين.

وقبل أيام جرى تداول صورة تظهر عشرات النازحين السوريين ممددين على أرض مغطاة بالحصى وهم عراة الصدور وموثوق الأيدي تحت الشمس، ويقف بينهم عناصر من الجيش اللبناني.

ودعت منظمات حقوقية لبنانية ودولية السلطات اللبنانية إلى إجراء تحقيق مستقل بشأن ما تعرض له الموقوفون السوريون.

وينقسم الشارع والقوى السياسية في لبنان بين فريق يؤيد نظام الأسد وآخر يؤيد المعارضة، وهو انقسام عمقه تدخل ميليشيا "حزب الله" اللبناني، منذ سنوات، بجانب قوات بشار الأسد ضد قوات المعارضة في سوريا.




المصدر