بدعم إيراني وروسي كبير.. النظام يبدأ هجوم واسع ضد فصائل المعارضة جنوب شرق سوريا.. وهذا ما يهدف إليه


بدأت قوات النظام مدعومة بالميليشيات الإيرانية وبتغطية جوية روسية هجوماً واسعاً على قرى بدوية تقع تحت سيطرة فصائل المعارضة المدعومة من دول غربية، جنوب شرق سوريا، لإحكام قبضتها على مساحة شاسعة من الصحراء تمتد حتى الحدود مع العراق.

وشمل الهجوم الجوي والبري المدعوم بقوة جوية روسية ثماني قرى من تل أصفر وحتى تلول الشهيب وهي مناطق انتزع الجيش السوري الحر المعارض السيطرة عليها من تنظيم "الدولة الإسلامية" في نهاية مارس/ آذار بعد أن تقهقر التنظيم المتشدد لإعادة ترتيب صفوفه على مسافة أبعد إلى الشمال.

وفي بيان أصدرته الفصائل المعارضة اليوم عقب الهجوم، كذبت خلاله إدعاءات النظام وروسيا في محاربتهم لـ"تنظيم الدولة"، حيث نفت الفصائل أي تواجد للتنظيم في المنطقة، مؤكدين أن "روسيا تلعب الدور الأكبر في قصف المنطقة والتمهيد للنظام وميليشيات إيران، في الوقت الذي تجلس فيه كطرف ضامن في محادثات أستانا".

 

 

وفي هذا السياق قال محمد عدنان المتحدث باسم "جيش أحرار العشائر" في تصريح لوكالة "رويترز" أن "هذا أكبر هجوم من قبل النظام وميليشياته الإيرانية على قرى ريف السويداء الشرقية.. تم استخدام كافة أنواع الأسلحة طيران و مدفعية و صواريخ وهجوم بري في هجوم غير مسبوق".

وأضاف "في السنوات اللي سيطرت فيها داعش على هذه المناطق لم يتم حدوث أي نوع من الاشتباك ولم يهجم النظام عليهم".

وفي وقت لاحق قال عدنان إن "النظام تمكن من السيطرة على سبع قرى على الأقل". وجاء في بيان لقوات النظام أنه استعاد السيطرة على عدة بلدات وقرى في ريف السويداء الشرقي.

قبائل بدوية

تقطن قبائل بدوية المناطق الصحراوية الممتدة شرقي السويداء وهي قبائل تعارض النظام منذ فترة طويلة، ويشكل العديد منها جماعات المعارضة المسلحة الرئيسية التي تنشط في المنطقة.

ولا يشمل تلك المنطقة اتفاق توسطت فيه روسيا والولايات المتحدة لوقف إطلاق النار في جنوب غرب سوريا دخل حيز التنفيذ يوم الأحد. وكان الاتفاق أول جهد لإحلال السلام من جانب الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس دونالد ترامب.

وفي الجنوب الغربي، حيث وقف إطلاق النار صامد بشكل عام، قال مقاتلون في المعارضة إن "النظام أوقف القصف الجوي لكن القصف المتقطع مستمر على مناطق خاضعة لسيطرتهم في مدينة درعا وفي مرتفعات الجولان".

وقال الرائد عصام الريس المتحدث باسم تحالف الجبهة الجنوبية "نحن نرصد خروقات النظام بعدة مواقع في درعا والقنيطرة باستخدام الهاون والمدفعية الثقيلة والجراد".

هدف النظام

ويهدف النظام للسيطرة على مساحات واسعة في البادية السورية وصولاً إلى الحدود مع العراق والأردن حيث كثف منذ يونيو/ حزيران قصفه لمناطق تسيطر عليها المعارضة في مدينة درعا الحدودية في محاولة للوصول إلى الحدود الأردنية.

كما أرسل أيضا تعزيزات إلى منطقة صحراوية على مسافة أبعد صوب الجنوب الشرقي لمنع سقوط المناطق التي يفقدها "تنظيم الدولة" في يد الجيش السوري الحر.

وتعبتر منطقة البادية السورية من أبرز المناطق التي تسعى إيران لفرض نفوذها فيها، بهدف تأمين طريق بري يربط بين إيران وسوريا مروراً بالعراق.

تعزيزات للميليشيات الإيرانية

وقال سعيد سيف وهو مسؤول في كتائب "الشهيد أحمد العبدو" التابعة للجيش السوري الحر إن "المليشيات الشيعية الإيرانية مستمرة في إرسال التعزيزات للبادية لتوسيع نطاق نفوذهم ونفعل كل ما باستطاعتنا لردعهم".

وتمكنت قوات النظام من الوصول إلى منطقة قريبة من الحدود العراقية للمرة الأولى بعد تقدمها في مناطق كانت في يد "تنظيم الدولة"، كما طوقت عمليا المنطقة الصحراوية الخاضعة لسيطرة الجيش السوري الحر الممتدة إلى الحدود مع الأردن والعراق والقريبة من حصن التنف الذي تتمركز فيه قوات أمريكية.




المصدر